أكتبُ بلغةِ طفل

Ad

وأعودُ للبدء

حيث الأصوات

تتنفسُ ككائنات الليل

بلا جلبة

وحيث الهواءُ يتمشى

عارياً

كما ولدهُ الجبل

***

في الغرفةِ الوحيدة

أجلس وأكتبُ للأصدقاء القليلين جداً

الذين لا يجيدون التصفيق

ويكتفون بملاحقة يعاسيب الكلمات

حتى تنطفئ

وأعتذرُ عن بلاغاتي السالفة

إن كان ثمة بلاغة

***

أقفُ بلا منصة ولا ضوء

لأكتبَ للفراغِ الرهيف

للشعاع المنسلّ من النافذة

للكرسي المستريح

على كتف الممشى

وللأعشاب الهزيلة النابتة حوله

***

أكتبُ للهواء

الذي يلامسُ وجنتي

ويدخلُ في كمّي

ويتسلقُ أبجدية السكون

حرفاً حرفاً

ودرجة درجة

ليصوغَ شِعرَهُ

كما يروقُ له

وكما يليقُ بحضرتِهِ

في ظلّ غيابي

***

أكتبُ بلغة طفل

بانتظارِ بزوغ

سفحٍ آخرَ

وشمس صغيرة