ما الذي يميّز {منّا وجرّ} عن {من الآخر}؟

Ad

هما مختلفان كلياً، لأن ضيوف {من الآخر} جاؤوا من مجالات مهنية متنوعة للتحدث  حول مواضيع آنية متنوعة، كالفضائح والمنتجات الجديدة والحوادث، فكان مضمونه منوّعاً شبيهاً بمجلة أسبوعية، بينما يتمحور{منّا وجرّ} حول عالم التلفزيون فحسب، لذا يقتصر ضيوفه الدائمون على من يعملون في هذا المجال.

بعد مواسم أربعة متتالية من {من الآخر} أين نجحت وأين أخفقت؟

لست مخوّلا تقويم نفسي، إنما نجحت في استخراج معلومات يُعلن ضيوفي عنها للمرة الأولى، وذلك بفضل شخصيتي، أي أنني أسأل ما يهمّني معرفته بأسلوب معيّن. أما الفشل، ففي عدم التطرّق إلى الفن الشعبوي لأنه لا يشبهني بمعنى أنني لا أستطيع استضافة زجّالين مثلا لأنني لن أندمج معهم وسأبدو متصنعّاً.

ما الذي حافظت عليه في البرنامج الثاني؟

صحيح أنهما متشابهان بنيوياً، إنما هذا البرنامج فريد من نوعه عربياً، كونه يتحدث عن مفهوم إعلامي جديد، علماً أنني اكتسبت من البرنامج الأول خبرة في كيفية إدارة حوار سريع بين سبعة ضيوف ليكون المضمون غنياً، فضلا عن أنني اكتسبت نضوجاً وعفوية في أسلوب التقديم.

من هم الضيوف الدائمون؟

الإعلامي أنطوان كسابيان الذي له الفضل بإعداد غالبية المذيعين، الفنان هادي شرارة المطلع على عالم التلفزيون، المقدم والمنتج ميشال سنان الذي تدرّج من تقديم الطقس إلى برامج منوّعة، المذيعة رولا كعدي المتخصصة في الإطلالة ولديها برنامجها الخاص في عالم الموضة، الإعلامية منى صليبا مراسلة ومذيعة أخبار ذات خبرة في هذا المجال، المخرجة انغريد بوّاب التي عملت منذ أكثر من 12 سنة في برامج المواهب مثلThe Voice  و{ستار أكاديمي}.

من ستستضيف أيضاً؟

سنرّكز أولا على استضافة إعلاميين للتحدث عن مسيرتهم وأهم البرامج التي قدّموها، وسيتحوّل الأستوديو، لهذه الغاية، إلى ديكور خاص يعيدنا إلى تلك البرامج التي تركت أثراً لدى المشاهدين، وذلك لعيش اللحظة مجدداً شكلا ومضموناً.

ما الهدف من إطلاقه؟

في ظل الانحطاط الذي نشهده عبر المحطات اللبنانية والعربية، نحتاج إلى برنامج مماثل يستضيف أصحاب خبرة إعلامية طويلة لإبداء الرأي وانتقاد البرامج ومضامين الشاشات.

لم تحافظوا على اسم البرنامج الأصيل الذي اشتريتم حقوق نشره.

حاولت ترجمة عنوانه الفرنسي Ne touche pas a mon poste، فلم أجد عنواناً عربياً سلساً، خصوصاً أن عناوين البرامج العربية لا تتخطى الكلمتين وليست طويلة كالعناوين الأجنبية. فانطلقت من ماهية البرنامج ومضمونه ووجدت أن عنوان {منّا وجرّ} هو الأكثر تعبيراً عنه لأننا سنبدأ بانتقاد أنفسنا قبل انتقاد الآخرين.

ثمة برامج منوعات كثيرة في فرنسا، فلماذا اخترت هذا البرنامج؟

اعشق البرامج الحوارية المماثلة لذا لا أرغب في الانتقال إلى أنواع أخرى راهناً. حين تابعت البرنامج بنسخته الفرنسية رغبت في تقديمه، فعمدت إلى شراء حقوق النشر لا استنساخه أو تقليده كما يفعل الآخرون.

ما رأيك في استنساخ البرامج؟

من يستنسخ يفشل ومن يبتكر ينجح، هذا رأيي انطلاقاً من خبرتي في ابتكار البرامج اللبنانية والعربية. علماً أن الابتكار صعب والأفكار الجديدة قليلة مقارنة مع ما يتم تطويره وتحسينه، وهذا ما نلاحظه خلال زيارتنا السنوية لسوق البرامج التلفزيونية العالمية في {كان}.

هل سيخضع البرنامج لرقابة معيّنة؟

أبداً، ثمة حرية مطلقة في MTV،  لذا أحبها واستمر فيها، وثمة رقابة ذاتية انطلاقاً من الأصول المتعارف عليها في انتقاد الآخرين.

كم من الوقت استغرق الإعداد؟

بدأنا الإعداد منذ سنة وشهرين، ويتكوّن فريق العمل من 25 شخصاً يعملون بشكل يومي لمراقبة المحطات وإعداد التقارير. ثمة خيط رفيع فاصل بين الحرية في التعبير والتجريح، لذا يجب أن نعلم كيفية اختيار الكلمات والمواضيع من ضمن هذا الخيط  لئلا يتحوّل إلى خطّ أحمر.

مستوى متدنٍ

بعضهم يعتبر نفسه خطّاً أحمر وبالتالي لا يجوز انتقاده.

الشخص الناجح، رغم انتقاده، هنأنا على انطلاقة البرنامج، بينما من يقترف أخطاء ولا يتحمّل مسؤولية النقل المباشر، انزعج من انتقادنا له. أهدف من خلال هذا البرنامج إلى أن يُعيد بعضهم النظر في إطلالته الإعلامية وفي مضمون برنامجه وطريقة حواره لأجل التطوير.

إنما خبرتك الإعلامية قصيرة مقارنة مع من تنتقدهم.

يتمتع اللبناني، بدءاً من السياسيين بنرجسية فوق العادة، لو وضعها جانباً لكان الوطن بألف خير. لا أنتقد، بل أطرح هذه المواضيع فاسحاً في المجال أمام من يتمتعون بخبرة عميقة في عالم التلفزيون لإبداء الرأي، ويبقى لكل شخص حق الردّ والتعليق. الواقع التلفزيوني متفلّت وثمة مستوى متدنٍ لا يجوز السكوت عنه.

يعني أنكم تسلّطون الضوء بهدف الإصلاح أولا؟

صحيح أن البرنامج ترفيهي، لكننا نسلّط الضوء للفت النظر لأجل التغيير وتفعيل الحسّ بالمسؤولية تجاه الجمهور.

هل ستراقبون المحطات العربية أيضاً؟

لا يمكننا متابعة البرامج العربية كافة، إنما الأكثر إنتشاراً بينها على غرارThe Voice، كذلك يتابع فريق العمل محطات مصر وتونس. أتوّقع أن نتلقى لاحقاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد مصوّرة من المشاهدين لتحليلها علمياً.

ثمة توّرط كبير لمواقع التواصل الاجتماعي إعلامياً.

طبعاً، للأسف يستشهد كثر بنسبة التعليقات التي يتلقونها عبرها من دون احتساب كمية الانتقاد فيها. أصبح كل مواطن ناقداً، يشتم ويعبّر عن رأيه من دون مراعاة شعور الآخرين.

ليس كل ما يصلح إعلامياً في الغرب مقبول لدى الجمهور العربي، كيف ستتعاطون مع ذلك؟

شكل {من الآخر} تجربة شخصية جيّدة وناجحة كبرنامج فريد من نوعه عربياً، في البداية استغرب الناس استضافتي سبعة أشخاص لإبداء الرأي في قضايا عدّة، واستضافة شخصيات غير معروفة اجتماعياً لمحاورتها في مجالها المهني وسط أجواء الرقص والغناء. لذا لم نحقق في الموسم الأول نسبة مشاهدة، لكننا قررنا  الاستمرار حتى حققنا في الموسم الرابع والأخير نسبة مشاهدة عالية، عندها قررت إيقافه في قمة نجاحه بدلا من انتظار بلوغه حدّ الرتابة مثلما حصل مع برامج أخرى.

أطلقتم {منّا وجرّ} ليلة رأس السنة في أجواء ترفيه واحتفال، ما الذي سيتغيّر في الحلقات المقبلة؟

لم تظهر ماهية البرنامج في حلقة رأس السنة، إذ طغى عليها جو الفرح والرقص. سيحوي البرنامج وجهين: ترفيه ومعلومات، أي أننا سنطلع المشاهد على التعابير الخاصة بعالم التلفزيون مثل شراء حقوق برنامج وبيعه، تكييف برنامج لبنانياً، كيفية تحقيق إحصاءات وأرقام، فنعمل من خلال ذلك على تثقيفه حول شؤون التلفزيون. برأيي لعبة التلفزيون جميلة جداً لذا يجب مشاركتها معه ليطلع على المقومّات التي تؤدي إلى نجاح برنامج أو فشله.

هل ستكتفون بالنقد السلبي؟

لكل برنامج سيئات وحسنات لذا سنضيء على الجانبين.

أليس غريباً الإشادة ببرنامج يُعرض عبر محطة منافسة؟

طبعاً لا، لأنه لا يمكن الإشادة ببرنامج ناجح عبرMTV  وعدم الإشادة بآخر ناجح عبر محطة أخرى. لم تعد ثقافة الإلغاء متوافرة عموماً، وليست متوافرة أساساً في محطة MTV  ، لأن العالم يتجه إلى الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي بعيداً من التلفزيون، وهذا أمر شائع عالمياً أكثر منه في الشرق الأوسط. مفهوم التلفزيون سيتغيّر مع الوقت، كذلك كيفية متابعته من المشاهدين، لذا من الأفضل مشاركة الجمهور بعالمه بحرية وانفتاح بدلا من التقوقع. بلغنا مرحلة نضوج إعلامي يدفعنا إلى التحدث عن النجاح والفشل، خصوصاً أن مواقع التواصل الاجتماعي فتحت هذا الباب على مصراعيه.

هل تتأثر برأيك الشخصي عند اختيار ضيوف البرنامج؟

اقتُرحت أسماء كثيرة للمشاركة في البرنامج من بينها شخصيات لا أحبها على الصعيد الشخصي، لكنها الأنسب مهنياً ويشكل وجودها قيمة مضافة للبرنامج، من جهة أخرى آخذ في الاعتبار اندماجها مع الضيوف الآخرين.

إلام تعزو النجاح الذي حققته في تقديم البرامج رغم أنك متخصص في مجال آخر؟

لا يأتي النجاح فردياً إنما عن طريق اختيار المحيطين بنا لدعمنا ومساعدتنا، فضلا عن أن نجاح الإعلامي يرتكز على شخصيته وفكره وثقافته ومستواه العلمي، لأن الكاريزما لا تكفي من دون ثقافة عامة، كذلك لا يجوز أن يكون الضيف مثقفاً فكرياً أكثر من الإعلامي. أتصفح المجلات يومياً وأتابع النشرات الإخبارية والبرامج الغربية ما يجعلني مطلعاً على حوادث العالم وتفاصيل تساعدني في التوقف عند أي ملاحظة يبديها الضيف في موضوع ما، فأبني عليها السؤال اللاحق. لذا أتميّز في هذا النوع من البرامج وأدعو من يقدّم البرامج إلى القيام بالمثل، لا أن يقتصر دوره على قراءة ما يكتبه له  فريق الإعداد.

التقديم المنفرد

لماذا لا تقدّم برنامجاً منفرداً؟

قدّمت برنامجاً عن السياحة اللبنانية العام الماضي، استضفت فيه 20 شخصية على مدار ثلاث ساعات مباشرة عبر الهواء. الضيوف المشاركون معي في الحلقة لا يساعدونني في التقديم بل يبدون رأيهم في المواضيع المطروحة. وحين أرغب في تقديم برنامج مسائي منفرداً يجب أن أتمتع بخبرة وثقافة، وأن أحظى بمصداقية جماهيرية معيّنة لأكون عند المسؤولية المطلوبة لهكذا برنامج.

إنما طموح كل إعلامي تثبيت نجوميته منفرداً.

لكل شخص دوره الواضح في البرنامج، أي إن كان ضيفاً دائماً أو مقدّماً، وما دمت واثقاً من نفسي ومن حضوري، فلا مشكلة لدي في هذا الإطار، خصوصاً أنني بحاجة إلى هؤلاء الضيوف كمتخصصين مهنيين لإبداء الرأي بالقضايا المطروحة.