الجميل لـ الجريدة•: لبنان مخطوف بيد منظمة عسكرية

نشر في 14-03-2016 | 00:05
آخر تحديث 14-03-2016 | 00:05
• «حزب الله» يحاول زعزعة استقرار الدول العربية ولن نغطيه

• الحكومة مجرد مجلس إدارة مؤقت يدير المأزق

• خطاب فرنجية متناقض مع خطابنا... ونصرالله ليس سيّد الكل
وسط مستنقع الأزمات، الذي يكاد يُغرق لبنان من الشغور الرئاسي، مروراً بالجمود التشريعي، وصولاً الى أزمة النفايات، جاءت القرارات الخليجية الأخيرة لتطرح مزيداً من التحديات على الطبقة السياسية اللبنانية.

في هذه الأجواء المثقلة، التقت «الجريدة» رئيس حزب «الكتائب اللبنانية»، النائب الشاب سامي الجميل، الذي عبّر بطريقته عن جوهر الأزمة التي يعيشها لبنان «المخطوف».

الجميل، الذي لا يخلو فكره كما مواقفه السياسية، وأنشطته المتنوعة من «دينامية» نشيطة، عبّر بهدوء في هذا اللقاء عن ثوابت حزبه المرحلية، ودافع، بمقدار من الحكمة، عن الخيارات، التي قاد هو بالدرجة الأولى الحزب إليها. وفيما يلي نص الحوار:

• كيف قرأت الإجراءات الخليجية الأخيرة بحق لبنان؟

- أعتقد أننا نقارب الموضوع بطريقة خاطئة، علينا الانطلاق من مبدأ أن لبنان دولة مخطوفة، اللبنانيون اليوم جميعهم رهينة بين يدي السلاح غير الشرعي في لبنان، أي سلاح "حزب الله"، لبنان مكبّل ومعطّل نتيجة فرض الحزب مشيئته على اللبنانيين جميعاً، لذلك التعاطي مع اللبنانيين على أساس أنهم يملكون قرارهم هو تعاطٍ خاطئ، لبنان اليوم رهينة، ويجب عدم القصاص من الرهينة، بل ممن أخذ البلد رهينة، ولبنان يدفع ثمن وجود السلاح غير الشرعي.

•  ماذا تطلبون من الدول العربية؟

- كلبنانيين نطلب من الدول العربية أن تتفهم بأننا رهائن بيد منظمة عسكرية لا تلتزم بمصلحة لبنان، ولديها أجندة تتخطى الحدود اللبنانية. وعليها أن تتفهم أن ما يعبر عنه بعض الأفرقاء و"حزب الله" لا يعبر عن إرادة اللبنانيين، هذه الحكومة رهينة، هي ليست حكومة متضامنة مع بعضها بعضاً، ونحن أعلنا من اليوم الأول أننا لن نلتزم التضامن الحكومي، هذه حكومة تناقضات، وبكل وضوح نقول، إننا لن نغطي حزب الله بكل ما يفعله في العالم العربي، لا يمكن لـ"حزب الله" أن يطلب منا أن ندافع عنه في أمور يخطئ بها بحق لبنان واللبنانيين قبل العرب.

نحن نعتبر أن الحزب يضر بلبنان في الداخل والخارج، لأنه "يحشر نفسه" في أمور لا علاقة لنا بها، فهو يحاول زعزعة استقرار الدول العربية ويخالف مبدأ الحياد، الذي أقرّ في طاولة الحوار الوطني، ويدخل إلى خط المواجهة بين إيران والدول العربية.

داخلياً، الحزب يفرض مشيئته على اللبنانيين بالقوة والتهديد وبالتذكير بـ"أحداث 7 أيار(مايو)" بشكل دائم فعندما يقول أمينه العام حسن نصرالله أنه ليس بوارد القيام بـ"7 أيار"، فهو يذكرك بأنه قادر على فعلها.

حكومة عاجزة

• وكيف يجب أن تتعامل الحكومة مع هذا الموضوع؟

- هذه ليست حكومة، هذا مجلس إدارة مؤقت يدير المأزق الذي نحن فيه الآن، نحن نحاول الحفاظ على الدولة، في ظل محاولة "حزب الله" تدمير كل المؤسسات اللبنانية، نحن اليوم نملك خيارين: إما الدخول في حرب أهلية لمواجهة الحزب، وهذا أمر لسنا مستعدين له، أو المواجهة السلمية من ضمن المؤسسات وبالموقف السياسي، وبرفض الأمر الواقع، وإعلاء الصوت بحق هذا الطغيان، الذي يستهدف اللبنانيين، نحن استبدلنا الوصاية السورية بوصاية "حزب الله" علينا، وكل المجتمع الدولي قبل بهذا الواقع.

•  لكن أنتم موجودون في الحكومة، لماذا لا تستقيلون؟

- نحن نواجه خيارين: إما أن نترك الحزب يحكم وحده، أو نكون موجودين لنحاول قدر الإمكان التخفيف من الضرر، اليوم لو لم يكن حزب "الكتائب" موجوداً في الحكومة، لما سمعت أصوتاً مناهضة لحزب الله داخلها، نحن اليوم نشكل نوعاً من التوازن، وجودنا يكرس باتجاه العرب، أن ليس كل اللبنانيين مع توجه الحزب، نحن نكرر كل يوم رفضنا لطريقة تعاطي الحزب معنا، آخذين بعين الاعتبار أنه لا يمكن تحميل اللبنانيين العزّل نتائج اتفاقيات إقليمية ودولية سمحت للحزب بالسيطرة على لبنان.

نحن موجودون في الحكومة للقول للعالم، إنه في السلطة اللبنانية هناك أناس غير موافقين على تلك السياسة، وأنا كرئيس حزب أقول، إن هناك أكثر من نصف الحكومة اللبنانية ضد تدخل الحزب في شؤون الدول العربية، وتحمّل الحزب و"التيار الوطني الحر" مسؤولية الضرر، الذي يحصل اليوم والإجراءات التي تتخذ بحق لبنان.

• ما  المطلوب من رئيس الحكومة لتصحيح الخلل؟

- لا يمكن طلب شيء من الحكومة، الحكومة آخر مظهر للشرعية في لبنان، لذلك نحن متمسكون بها لكن ليس لها قرار، ووجودها وعدم وجودها شيء واحد،  هذه حكومة لا يمكن أخذها بعين الاعتبار، هي فقط صورة من دون مضمون.

•  ماذا عن مسؤولية وزير الخارجية جبران باسيل؟

- باسيل يدفع ثمن مواقفه السياسية وتحالفاته والتزاماته السياسية، وهو يدفّع لبنان الثمن، مشكلة باسيل هو الموقف السياسي، الذي يأخذه حزبه بدعم السلاح و"حزب الله"، وجود وزير خارجية حليف للحزب يُفقد لبنان مصداقيته بالموقف السياسي الذي يأخذه، هو يدعم كل ما يقوم به حزب الله كحزب، الحزب و"التيار الوطني الحر" يتحملان مسؤولية خيارهما السياسي، يجب ألا يُحمل اللبنانيون نتائج مواقفهما السياسية، ويجب ألا ننسى أن هناك مئات الآلاف من اللبنانيين يعملون في العالم العربي، ونحن حريصون عليهم ونشكر كل الدول العربية على حسن الضيافة. السياسة التي يتبعها "التيار الوطني الحر" والحزب تعرض الشباب للخطر. هؤلاء الشباب خط أحمر، حزب الله خلق عدم استقرار في لبنان، مما أدى إلى هجرة اقتصادية لدى الشباب اللبناني، ولم يكتف بذلك بل لحق بهم إلى المكان الذي هربوا إليه.

• هل حزب الله منظمة عسكرية أم إرهابية؟

- منظمة عسكرية لأن لا تعريف موحداً للإرهاب، "حزب الله" منظمة مذهبية طائفية تلتزم بأجندات خارجية لا تمت بمصلحة لبنان بصلة وتزعزع استقرار كل الدول العربية، هذه منظمة عسكرية خارجة عن القانون والدستور وأي غطاء شرعي لبناني، هذه المنظمة تسيطر على القرار اللبناني، ونحن نحاول أن نقاوم هذا الواقع بكل الإمكانيات المتاحة امامنا.

•  كيف قرأت موقف الوزير المشنوق في اجتماع وزراء الخارجية العرب؟

- لا تقييم له، هو يدافع عن نفسه، نحن لسنا في وارد الدفاع عن "حزب الله" تجاه أحد، ولن نقول لأحد أن يدرج أو لا يدرج الحزب على لوائح الإرهاب، هو يتحمل مسؤولية المكان الذي وصل اليه، وأنا لست في وارد الدفاع عنه، لأنه لم يأخذ برأيي بكل الذي يفعله اليوم، عنما تستفرد بالقرار لا تتوقع من أحد الدفاع عنك، نحن لن نغطي، ولن ندافع ع ما يقوم به "حزب الله"، ولن نحاول التواصل مع أحد لمحاولة إقناعهم بأي شيء يتعلق بهذا الموضوع.

ملف الرئاسة

• ما هي "الميثاقية" الرئاسية بنظر حزب "الكتائب"؟

- في النظام السياسي اللبناني هناك حرص على ألا تأتي قرارات كبيرة تمس بطائفة بأكملها. ببساطة هذه هي الميثاقية، أنا أقول إنه في كل قضية الرئاسة لا انتهاك للميثاقية، لأن حقوق المسيحيين واصلة إليهم، بما أن المرشحين الرئيسيين من الأقطاب الأربعة والشيعة يعتبرون أن المرشحين حلفاؤهم، والسنة يقولون، إنهم يباركون أي مرشح، فأين مشلكة الميثاقية؟.

• بين (الجنرال ميشال) عون و(رئيس تيار المردة سليمان) فرنجية والفراغ، من يفضل "حزب الله" ؟

- أنا بدأت بالشك، "لأنه اليوم هناك قدرة على التوافق داخل الفريق الواحد على مرشح، فهل من المعقول ألا تتمكن "8 آذار" من الاتفاق على مرشح واحد. فخلال السنوات العشر الماضية لم يختلفوا حول شيء، فكيف صادفت؟.

•  تشكك برغبة الحزب وصول عون إلى الرئاسة؟

- نعم أشكك. لا نحس بالحماس

•  أنت اول من دعا إلى انتخاب رئيس وسطي، هل مازلت متمسكاً بهذا الطرح؟

- أنا مقتنع أن الشيء الوحيد الذي يحمي لبنان، هو رئيس قادر على تحييد لبنان من الصراع الإقليمي وتشكيل جسر بين اللبنانيين لجمعهم. نريد رئيساً قادراً على وضع لبنان قبل صراع المحاور، رئيس يريد الحفاظ على علاقة لبنان بالعالم العربي، وليس مجيئ رئيس يدخلك بالصراع السوري والإقليمي.

• يعني هناك استحالة انتخاب فرنجية للرئاسة من قبل "الكتائب"؟

- قلنا بكل وضوح، لن ننتخب أي مرشح مشروعه وخطابه السياسية يتناقض مع مشروعنا وخطابنا السياسي، أكان فرنجية أم عون، وحتى اليوم، خطاب فرنجية متناقض مع خطابنا بجزء كبير منه، خصوصاً عندما قال، إن السيد حسن هو سيد الكل، هذا كلام لا يمكن أن نوافق عليه لأن نصرالله ليس سيد الكل.

مصالحة معراب

• هل أعاد تحالف عون - جعجع المسيحيين إلى الخانة الطائفية؟

- دور المسيحيين هو صلة الوصل مع المسلمين، من المهم أن تتحصن هذه المصالحة، لأن الحقد كان مدمراً، بالممارسة، "التيار الوطني الحر" موال لإيران والحزب، أما (رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير) جعجع فهو مع الفريق الآخر، على ماذا اتفق الفريقان؟ مشروع "القوات" أو "التيار" أو مشروع ثالث، إلى اليوم لا أحد بإمكانه أن يجيب على ذلك.

•  لكنهم قدموا ورقة النقاط التسع، فما رأيكم؟

- هذه الورقة باعتراف الجميع ليست كافية لفهم التوجه، لأنها مكتوبة بطريقة تمكن من يريد بتفسيرها كما يشاء. مثلاً منع المسحلين من اجتياز الحدود اللبنانية، الجنرال (عون) يقول أكيد ليس مسلحي الحزب، أما جعجع، فقال إن "حزب الله" من ضمن المسلحين. عملياً هذه ورقة لا اتفاق فيها على الخط الاستراتيجي والرؤية. هل هدف الورقة إيصال عون الذي يغطي سلاح الحزب والمنغمس في المحور الإيراني؟ إذا كان هذا الهدف، فلستُ موافقاً على أن يصبح لبنان جزءاً من هذه المنظومة.

85% مع المصالحة لا مع عون

ردا على سؤال عن نسبة تأييد المصالحة المسيحية التي بلغت 85 في المئة عند المسيحيين، قال النائب سامي الجميل: "أنا من ضمن الـ85 في المئة. إنما السؤال هو: من هو مع وصول الجنرال عون إلى رئاسة الجمهورية؟ وهنا الرقم ليس 85 في المئة، بل أقل من 45 في المئة". وأضاف: "نحن جاهزون في أي وقت للجلوس مع التيار والقوات للبحث في الأهداف المشتركة، لكن لا يمكن الطلب منا دعم شيء لا نعرف وجهته، وبرهنت الورقة الغامضة على أن لا تحديد للأهداف الاستراتيجية".

«14 آذار» تجاوزت الخط الأحمر

مع حلول "ذكرى 14 آذار" اليوم، علق النائب سامي الجميل قائلا: "تزعزت قوى 14 آذار بمجرد قبول البعض ترشيح أشخاص من قوى 8 آذار إلى رئاسة الجمهورية"، وأضاف: "هذه المحطة ضربت بشكل كبير قوى 14 آذار. أصبحت تمشي بتناقض مع نفسك. بإمكانك القول إنك تريد الحوار بين الأطراف، إنما ليس بإمكانك إيصال شخص إلى السلطة مشروعه متناقض مع مشروعك، هنا تكون قد تجاوزت الخط الأحمر". وقال: "الكتائب كانت تشاغب داخل 14 آذار، لكنها لم تتجاوز الخط الأحمر. اليوم تجاوزنا الخط الأحمر. إن ما فعله الآخرون في 14 آذار ليس مبررا".

back to top