رغم التوتر الذي تصاعد بينهما أخيراً بعد الإجراءات السعودية ضد لبنان، أفادت التقارير الصادرة في بيروت أمس بأن تيار"المستقبل" و"حزب الله" اتفقا على موعد مبدئي لجلسة جديدة للحوار الثنائي، الذي يجري في عين التينة برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري، منتصف الشهر المقبل.

Ad

جاء ذلك، في وقت التقى رئيس الحكومة السابق، زعيم "المستقبل"، سعد الحريري أمس في بيت الوسط، سفير السعودية في لبنان علي عواض عسيري، وعرض معه آخر التطورات والعلاقات بين البلدين.

وبينما لم يخرج عن اللقاء أي بيان، شدد رئيس الحكومة السابق، رئيس كتلة "المستقبل" النيابية فؤاد السنيورة أمس على أهمية إعادة "تثبيت العلاقات بين لبنان والدول العربية على أسس سليمة تنعكس إيجاباً لمصلحة جميع اللبنانيين"، معتبراً أنه "مازال أمامنا فرصة لأن نعود" إلى علاقات جيدة مع الدول العربية.

من ناحيتها، ناشدت عضوة كتلة "المستقبل" النائبة بهية الحريري "الأشقاء العرب عدم التخلي عن لبنان في هذه الظروف، وكلنا ثقة بأنهم يحفظون للشعب اللبناني مكانة محترمة عبروا عنها خلال عقود من الزمان من الدعم والاستضافة والمؤازرة في المحن والتحديات".

واشنطن والمصارف

في موازاة ذلك، أنهى الوفد اللبناني زيارته لواشنطن، والتقى في يومه الأخير أمس الأول عدداً من أعضاء الكونغرس الأميركي هم داريل عيسى المتحدر من أصل لبناني، وأعضاء لجنة الشؤون الخارجية مات سالمون، وبيتي ماك كولوم، ودافيد شيشيليني.

وأقامت القائمة بالأعمال في السفارة اللبنانية كارلا جزار غداء للوفد النيابي في مقر السفارة حضره مسؤولون أميركيون، أبرزهم مساعد وزير الخزينة لشؤون مكافحة الإرهاب داني غلايزر، ونائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط جيرالد فيرستاين، ومسؤولو لبنان في وزارة الخارجية والدفاع ومجلس الأمن القومي رولاند ماك كاي، وفرانسيس كولون وكاتلين سبايسر، وعدد من مديري البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، وفعاليات من الجالية اللبنانية في واشنطن.

وخلال كلمة لها، حيت جزار "الجهود التي بذلها الوفد على مدى أسبوع في مختلف مراكز القرار، وكان لها وقع إيجابي عندها"، بينما طمأن غلايزر فيها إلى "حرص الولايات المتحدة على لبنان واستقراره ونظامه المصرفي، الذي يجب ألا يخشى أي تداعيات سلبية عليه من جراء العقوبات على حزب الله".

وختم الوفد زيارته بلقاء مع الوزير المساعد للشؤون السياسية في وزارة الخارجية توم شانون، وكان النقاش عن لبنان والتحديات التي يواجهها، والأزمة في سورية وانعكاساتها عليه.

سليمان وريفي

في سياق آخر، زار رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان الوزير المستقيل أشرف ريفي في منزله في طرابلس. وإذ أشاد بمسيرة ريفي العسكرية والسياسية، أكد سليمان أنه "سيكون لنا تنسيق على ثوابت لبنان السيد القادر على أن يقول رأيه بصراحة ووضوح على صعيد السياسة الخارجية، ولا ينتظر من يمنعه من قول ذلك".

من ناحيته، قال ريفي: "لسليمان الكثير على هذه المدينة، ونحن كرفاق سلاح في الموقع العسكري والموقع الأمني تعاونا وحمينا البلد انطلاقاً من عمليات إرهابية كبرى تكللت بمواجهة فتح الإسلام، وأثبتنا أننا أقوى من كل الجيوش التي كانت تفاخر بقبضتها الحديدية، والتي تضعضعت عند أول مفترق".

وأوضح ريفي أن "ما يجمعنا مع سليمان طريق طويل في ما خص طرابلس، وأول كسر لقوقعة المدينة كانت زيارته لطرابلس وزيارة الأسواق الداخلية فيها". كما استقبل ريفي عضو كتلة "الكتائب" ايلي ماروني، الذي نتمنى على مضيفه العودة عن الاستقالة، "لأن الحرب من الداخل أفضل من الحرب من الخارج".