«ديدا»... ظاهرة تجتاح الوسط الثقافي المصري كتاباته تثير إعجاب الشباب وسخرية الأدباء

حصل المدون الشاب «وليد ديدا» على شهرة واسعة خلال فاعليات الدورة 47 من معرض القاهرة الدولي للكتاب بعدما ترددت أشعاره وكتاباته عبر مواقع التواصل الاجتماعي حتى امتلأت القاعة التي شهدت حفل توقيع كتابه «نيجاتيف» بشكل غير مسبوق وتسابق الجمهور للتصوير معه وتوقيع الكتاب منه ومن زوجته مريم صقر التي شاركته الكتابة.

ما حدث العام الماضي مع الشاعر الشاب ومغني الراب زاب ثروت الذي وقع آنذاك ديوانه «حبيبتي» وسط زحام شديد غير مسبوق داخل طرقات المعرض حدث هذا العام بعدما استطاع «ديدا» أن يحول مواقع التواصل الاجتماعي للعمل لمصلحته وصنع ضجة واسعة لكتابه الجديد الذي يحتوي على خواطر شعرية حول علاقة الحب بينه وبين زوجته مريم صقر.

من جانبها قامت دار «المصري» التي أصدرت الكتاب بتنظيم ندوة وحفل توقيع داخل جناحها بالمعرض وتواجد الشباب بكثافة كبيرة وشهدت ندوة الاحتفال بـ»ديدا ومريم» زحاما غير متوقع من قبل جمهوره ومحبيه لالتقاط الصور «السيلفي» وتوقيع «ديدا» و»مريم» على النسخ التي اقتنوها، وشهدت الندوة ارتداء محبي الشاعر الشاب وزوجته لتيشرتات ودبابيس مطبوع عليها اسمهما وهذا التقليد يحدث لأول مرة في تاريخ الوسط الثقافي والأدبي المصري.

على نفس الجانب شهدت مواقع التواصل تبايناً شديدا حول كتاب «نيجاتيف» حيث تصدر هاشتاج «#تويت_كأنك_وليد_ديدا» موقع تويتر بعدما ظهرت عبر مواقع التواصل صفحات مصورة تم نسبها لكتابي ديدا «نيجاتيف» و»مشوش» ونالت هذه الصفحات والمقاطع سخرية شديدة من رواد مواقع التواصل الاجتماعي خاصة من المثقفين، بينما رحب الشباب والشابات من عشاق «ديدا» بهذه الكلمات التي كتبها لزوجته وأبدوا رغبتهم في خوض قصة حب مثل هذا الثنائي العاشق.

لقب وتعليق

من ناحيته دافع «ديدا» عن نفسه عبر صفحته بموقع «فيسبوك» وكتب تدوينة بصيغة لغوية ركيكة أكد فيها أن أغلب الصفحات المصورة التي تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي ليست من كتابه الأخير «نيجاتيف» أو السابق «مشوش»، مشدداً على أنه لم يطلق على نفسه أبداً لقب شاعر، قائلاً:»أنا كل اللي بحاول أعمله إني أخرج أي حاجة بحس بيها على ورق، تحب أنت تسميها خواطر مش مشكلة وأنا عمري ما فكرت إن الحاجة اللي بكتبها يبقى ليها اسم... أنا بكتب بقالي 4 سنين وبعترف جداً إني بكتب على قدي».

استكمل ديدا تدوينته قائلاً:» أول ما كتبت ماكنتش حتى باخد 3 لايكات على بعض وصحابي القريبين مني كانوا بيتريقوا عليا ... بس أنا كنت شايف ساعتها أني بعرف أتكلم مع نفسي وأحكي لنفسي إيه الحاجة اللي تعباني عشان مش قادر أتكلم مع حد»، موضحاً أن الجمهور بدأ يتعرف على كتاباته وكان حب الناس هو الشيء الوحيد الذي يحركه، مضيفاً:» الناس لازم تراعي إن بقى فيه تطور ولو قليل في كتابتي وإني بحاول على قد ما أقدر أراعي الذوق العام ...بس للأسف إحنا في مجتمع بيحب يشوف الغلطة ويجري وراها عشان يعلق لها حبل المشنقة مش علشان يعالجها».

الروائي الكبير عبدالوهاب الأسواني علق على الظواهر الأدبية الجديدة، مؤكداً أنه لم يقرأ شيئاً لهؤلاء الشباب لاسيما أن هذه الظاهرة موجودة منذ زمن بعيد، فهناك كتاب كانوا يبيعون نسخاً أكثر من أديب نوبل نجيب محفوظ لكن في النهاية الذي يظل بيننا دائماً هو نجيب محفوظ بأعماله الخالدة أما الذين ظهروا فجأة فقد تلاشوا تماماً بعد فترة وجيزة.

أوضح الأسواني أن الجمهور بمرور الوقت سيهجر هذه الأعمال وسيلجأ للأدب الرصين والجاد الذي لا ينتظر الترويج له عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو الحشد الجماهيري الشبابي، مشدداً على أن ما يحدث من الأجيال الجديدة هو تطور طبيعي لجمهور لم يعتد على القراءة ولم يتصفح كتاباً حقيقياً على الرغم من وجود أدباء كبار يستحقون القراءة والمتابعة.

من جانبه أكد الناقد الأدبي عمر شهريار أن لكل جيل كتاباته وأبطاله وأن الشباب حالياً له نماذجه الأدبية والفنية التي يبحث عنها بعيداً عما كان يبحث عنه الأجيال السابقة، مؤكداً أن جمهور «ديدا» وزاب ثروت» فتيات وشباب من صغار السن يبحثون عما يشعرهم بأنهم مثقفون، مشيراً إلى أن مواقع التواصل قامت بالترويج لهذه النماذج.

يؤكد شهريار أن هذه الظواهر لا تستمر كثيراً وتكون كفقاعات الهواء التي تنتهي سريعاً على الرغم من الجماهيرية الكبيرة التي يتمتعون بها في بعض الأحيان لكن الأهم هو المضمون الأدبي الذي يتم تقديمه لذلك هذه الظواهر لا تستمر كثيراً، موضحاً أنه في بعض الأوقات لا يظهر ولا يحقق جماهيرية إلا من يستطيع التعامل مع هذه الشريحة ويكون هؤلاء الكتاب في الأغلب ضعفاء وغير موهوبين.