البرلمان يبحث «أزمة عكاشة» وترجيح عدم إسقاط عضويته

باتت عضوية النائب البرلماني المصري، المتهم بالتطبيع مع إسرائيل، توفيق عكاشة، على المحك، بعدما طالب عدد من نواب المجلس بإسقاط عضويته، على خلفية استقباله السفير الإسرائيلي الأربعاء الماضي في منزله.

استمرت تداعيات الزيارة، التي قام بها السفير الإسرائيلي بمصر حاييم كورين لمنزل النائب البرلماني المثير للجدل توفيق عكاشة، الأربعاء الماضي، فبينما تصاعدت دعوات نواب من المجلس بإسقاط عضوية "النائب المطبع"، قبل ساعات من انطلاق الجلسة العامة اليوم، دافع عكاشة عن موقفه، حيث قال في تصريحات لبعض الصحف المحلية: "مش خايف ومحدش يقدر يقرب مني أو يسقط عضويتي، بالعكس ده أنا جايب خير هيعم على مصر بالجامد".

وأضاف عكاشة: "اتفقت مع السفير على مقابلة رئيس الوزراء الإسرائيلي في تل أبيب، وأنا فعلتها قبل ذلك في 2010، وكنت عضوا في مجلس الشعب وقتها، ومحدش أسقط عضويتي. بعد أسبوعين سألتقي في منزلي ثلاثة سفراء، الأميركي والإسرائيلي والإنكليزي"، مؤكدا أنه لا يخشى أحدا، ويفعل ما يراه في مصلحة بلاده.

في السياق، قال مصدر رفيع المستوى إن النائب توفيق عكاشة لم يُخطر أي جهاز أمني بلقائه مع السفير الإسرائيلي، وأوضح المصدر لـ"الجريدة" أنه لا يوجد قانون يُجرم مقابلة السفير الإسرائيلي، لكن مصر تضع تحركات السفير الإسرائيلي أمام عينيها بكل حزم، وتابع: "أجهزة سيادية حذرت عكاشة من التحدث باسم مصر مع السفير، وسفره لإسرائيل غير وارد لأسباب تتعلق بالأمن القومي".

وكانت العلاقة بين القاهرة وتل أبيب مقتصرة على الجانب الرسمي، منذ توقيع معاهدة السلام أواخر السبعينيات من القرن الماضي، في وقت عملت نقابات مهنية - خلال حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك - على شطب عضوية كل من يثبت تورطه في إقامة علاقات مع إسرائيل، ومنهم الكاتب المسرحي الراحل علي سالم.

ردود فعل

برلمانيا، أكد وكيل مجلس النواب محمود الشريف، للمحررين البرلمانيين، أمس، أن إسقاط العضوية عن عكاشة قد يتسبب في أزمة بين مصر وإسرائيل، وسيمثل موقفا معاديا صادرا عن المؤسسة التشريعية الأولى في البلاد، ضد توجه الدولة، معتبرا أن "عكاشة وضع البرلمان في حرج"، فيما قلل وزير الخارجية الأسبق محمد العرابي من الواقعة، وقال: "تصرف شخصي يتحمل تبعاته أمام من انتخبوه".

وبينما، أكد النائب طارق الخولي، عضو ائتلاف "دعم مصر"، أن "اجتماع المكتب السياسي للبرلمان أمس ناقش أمورا على رأسها موقف عكاشة"، معربا عن أمنيته اتخاذ قرار بفقد عكاشة للثقة والاعتبار لإضراره بالمصالح العليا للبلاد والأمن القومي المصري، وزاد الخولي: "المادة 110 من الدستور يمكن بمقتضاها إسقاط العضوية عن عكاشة".

بدوره، أفاد رئيس ائتلاف "دعم مصر"، الذي يحوز أكثرية مقاعد المجلس، اللواء سامح سيف اليزل، بأن "نواب الشعب داخل الائتلاف دانوا ما فعله عكاشة، وأكدوا أن تصرفه فردي ولا يعبر عن نواب المجلس"، بينما قال النائب كمال أحمد: "لقاء عكاشة السفير الإسرائيلي سلوك شخصي، ولا يمكن محاسبته قانونا أو لائحيا من قبل مجلس النواب، نظرا لوجود اتفاقية".

على صعيد ذي صلة، استمر الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في الترويج لسياسات جيشه العنصرية تجاه الفلسطينيين، حيث عقد مقارنة اعتبرها مراقبون خاطئة، وبث مقطع فيديو على "فيسبوك"، يقارن فيه بين "مشاهير مصريين وعدد ممن سماهم متطرفين فلسطينيين".

مساع إسرائيلية

في السياق، وفي إطار مساعي مصر للجم مساعي إسرائيل لتوسيع نفوذها في القارة السمراء إفريقيا، علمت "الجريدة" من مصدر مطلع أن الخارجية المصرية وأجهزة سيادية بدأت تحركات موسعة في قارة إفريقيا لوقف تحركات إسرائيل الرامية لتشكيل تحالف مع دول إفريقية بينها كينيا وإثيوبيا وأوغندا ورواندا، يمكنها من الوجود في الاتحاد الإفريقي عضوا مراقبا.

وأوضح المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، انه تم تشكيل خلية لإدارة الملف، وأن خلية الأزمة ستبدأ مهامها في مارس المقبل، وتبدأ بزيارة أوغندا وكينيا ورواندا، لوقف تحركات إسرائيل في هذه الدول، والضغط لعدم منحها صفة مراقب في المجلس الإفريقي، لافتا إلى أن إسرائيل عيّنت ملحقا عسكريا لها في عدد من الدول الإفريقية.

السيسي وأكيهيتو

في إطار جولته الآسيوية المهمة، وصل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى العاصمة اليابانية طوكيو أمس، في ثاني محطة له خلال جولته الآسيوية التي بدأها الجمعة الماضية، بزيارة كازاخستان، ومن المقرر أن يعقد السيسي لقاءات مع إمبراطور اليابان أكيهيتو ورئيس الحكومة شنزو آبي.

وقال الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف إن "الشق الاقتصادي والاستثماري يحظى بأهمية كبرى خلال مباحثات الرئيس مع المسؤولين اليابانيين، ومن المقرر أن يحضر الرئيس المنتدى الاقتصادي الذي ينظمه مجلس الأعمال المصري - الياباني المشترك، بالتعاون مع غرفة التجارة والصناعة اليابانية والمنظمة اليابانية للتجارة الدولية".

وقبل اختتام السيسي زيارته لكازاخستان قام بزيارة جامعة نزارباييف، التي تم إنشاؤها عام 2010 وفقا لأعلى المعايير الدولية، وقال في كلمته التي ألقاها بالجامعة إن بلاده أرادت التغيير نحو الأفضل، ونجحت في تنفيذ استحقاقات خارطة المستقبل، ومصر أطلقت استراتيجية مصر للتنمية المستدامة "رؤية مصر 2030"، التي تهدف إلى جعلها ضمن أفضل ثلاثين دولة على مستوى العالم.

ميدانيا، لقي شرطي مصرعه على يد مسلحين مجهولين، أثناء وجوده في موقع خدمته على مزلقان سكة حديد بالجيزة، فيما لقي مجندان مصرعهما وأصيب آخران في انفجار عبوة ناسفة جنوب مدينة رفح، بينما أعلن مصدر أمني مصري أن القوات الخاصة التابعة للجيش ألقت القبض على أحد أخطر قيادات تنظيم ما يسمى بتنظيم "أنصار بيت المقدس" في مدينة رفح.