تسعى لجنة الثقافة البترولية في وزارة النفط لإقامة وتنظيم الندوات النفطية، في إطار حرصها على تثقيف الشباب والجيل الجديد، وتكمن أهمية هذه الندوات في التعريف بمدى أهمية النفط مصدراً رئيسياً للدخل القومي في الكويت.

Ad

قالت محافظة الكويت في منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» نوال الفزيع إن هناك مؤشرات إيجابية بشأن الاجتماع المقبل بالدوحة في السابع عشر من أبريل الجاري، تدل على أن هناك اتفاقا مبدئيا بين الدول المنتجة داخل وخارج أوبك لتثبيت مستويات الإنتاج.

وأوضحت الفزيع، في تصريحات صحافية خلال الندوة التي عقدت أمس ونظمتها إدارة الإعلام البترولي والعلاقات العامة في وزارة النفط تحت عنوان «هبوط أسعار البترول... أسبابه – نتائجه – مستقبله»، أن من الصعب توقع أسعار النفط المستقبلية والمستويات التي يمكن أن تصل إليها، غير أنها أشارت إلى أن النصف الثاني من 2016 سيشهد توزاناً للأسعار عقب تخفيض بعض الدول فعلياً مستويات إنتاجها، ما ينعكس على السوق وبالتالي على ارتفاع الأسعار.

وأكدت أن التقديرات المبدئية للأسعار حتى عام 2019 ستكون في مستويات الـ 45 - 60 دولارا للبرميل لخام برنت، لافتة إلى أنها قد تكون هناك بعض الارتفاعات والانخفاضات في تلك الفترة.

وتوقعت أن يتم الوصول إلى «اتفاق جنتلمان» في اجتماع الدوحة على تثبيت الانتاج «مبدئيا» عند مستويات فبراير أو متوسط لانتاج شهري يناير وفبراير، «ومن ثم يتم الانتقال إلى المرحلة القادمة في مؤتمر أوبك».

وعن عودة الإنتاج في منطقة الخفجي قالت إن الإنتاج في منطقة الخفجي سيعود ولكن بكميات بسيطة في البداية حتى يعود بشكل كامل، مؤكدة أنه سيتم التعامل مع تلك الأرقام بشكل كامل حسب إنتاج النفط في الكويت.

اتفاق كامل

ولفتت الفزيع إلى أن جميع الدول المنتجة للنفط على اتفاق كامل بتثبيت الإنتاج، باستثناء إيران عقب تصريحات بعض المسؤولين بمضيهم قدماً في معدلات الإنتاج الطبيعية، مشيرة إلى أن زيادة الإنتاج تعني في الوضع الطبيعي تصريف تلك الكميات في ظل الظروف الحالية لتخمة المعروض.

وأشارت إلى أن اجتماع الدوحة اتفاق «جنتل مان» بين الدول المنتجة داخل وخارج أوبك لتثبيت الإنتاج، ومن ثم الانتقال بعد ذلك لمرحلة مقبلة، مؤكدة أن هناك اتفاقا على أن التثبيت يصب في مصلحة جميع المنتجين، ما سيؤدي إلى تعزيز الأسعار.

وذكرت أن انخفاض الأسعار وتدهورها خلال الفترة الماضية لم يكن في صالح المنتجين أو المستهلكين، بل أثر على نمو الاقتصاد العالمي.

وأعربت الفزيع عن تفاؤلها بخروج الاجتماع بنتائج إيجابية، متسائلة: هل لدى إيران القدرة على زيادة الإنتاج بعد سنوات من التوقف؟ مشيرة إلى أن تلك مسألة فنية.

وأضافت أن زيادة الإنتاج الإيراني ليست مشكلة في حد ذاتها، لافتة إلى وجود مشكلة في قدرة الجمهورية الإسلامية على بيع هذه الكمية الإضافية في سوق متخمة بالنفط في ظل ضعف الطلب، خاصة أن هناك شكوكا من قبل المستوردين في قدرة إيران على الاستمرار في بيع نفطها بعد سنوات من الحصار كانت مفروضة عليها وفي ظل وجود العديد من القيود المالية وغيرها على التعامل معها.

وقالت إن مؤتمرات «أوبك» عادة ما تنظر إلى آخر الأرقام التي ترتبط بالدول الأعضاء، موضحة أنه قد يتم الاتفاق على التثبيت حسب أرقام يناير أو فبراير أو متوسط الأسعار بين الشهرين.

إمدادات النفط

وبينت الفزيع أن أي إمدادات في النفط الخام تؤدي إلى تلبية الطلب على النفط، وبالتالي استقرار الأسواق النفطية، مشيرة إلى أن أي زيادات في المعروض لابد أن يقابلها زيادة في الطلب مع وجود الجدوى الاقتصادية لتلك الكميات.

وقالت إن الكويت تصرف النفط الخام فى الاسواق العالمية كالتالي: 79.3% الى دول جنوب شرق اسيا و10% الى اميركا وكندا و6% الى اوربا و4.5% الى مناطق اخرى.

وأضافت ان سكرتارية أوبك تتوقع ارتفاع الطلب على النفط خلال 2016 بنحو 1.2 مليون برميل يوميا عن عام 2015، فى حين ارتفع الطلب العالمي خلال 2015 بنحو 1.6 مليون برميل يوميا عن عام 2014، لافتة الى ان الطلب العالمي استفاد من ضعف الاسعار خصوصا في الولايات المتحدة الاميركية.

الثقافة البترولية

ومن جهتها، قالت رئيسة لجنة الثقافة البترولية ومراقب العلاقات العامة في وزارة النفط الشيخة تماضر الصباح إن اقامة الندوات النفطية التي تنظمتها الوزارة تأتي في اطار حرصها على نشر الثقافة البترولية وتثقيف الشباب والجيل الجديد، مشيرة إلى أن أهمية تلك الندوات تكمن في التعريف بمدى أهمية النفط كمصدر رئيسي للدخل القومي فى الكويت. وأضافت الصباح، في تصريحات عقب المحاضرة، أن ندوة اسعار النفط التي دارت حول هبوط أسعار البترول ونتائجه ومستقبله، والتي حاضرت فيها محافظ الكويت في منظمة أوبك نوال الفزيع تهدف في المقام الأول للتعريف بنبذة تاريخية حول انخفاضات الاسعار المتتالية والوقوف على الاسباب الحقيقية لتلك الانخفاضات الكبيرة والتي لم تشهدها دول العالم النفطية منذ زمن بعيد.

تراجع الأسعار مع مخاوف تواصل تخمة المخزونات والإمدادات

تراجعت أسعار النفط خلال تداولات أمس، في استمرار للهبوط خلال الفترة الماضية بفعل مخاوف تواصل تخمة الإمدادات العالمية من الخام. وتترقب الأسواق تطور المخزونات والإمدادات العالمية من الخام، والتي تضغط على الأسعار خلال الفترة الماضية، رغم تراجع عدد منصات التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة.

ولا تزال الشكوك تحوم بقوة حول مدى نجاح اجتماع الدوحة المقرر عقده في 17 الجاري بشأن تجميد الإنتاج عند مستويات يناير الماضي، وسط معارضة ليبية وإيرانية لأي خفض في الإمدادات.

وهبط سعر العقود الآجلة لخام برنت الأوروبي بنسبة 0.2 في المئة إلى 37.62 دولارا للبرميل، كما تراجع سعر الخام الأميركي تسليم مايو بنحو 0.3 في المئة ليصل إلى 35.60 دولارا للبرميل.