من المفترض أن دور الرعاية هي المعنية بالأيتام والمسنين وغيرهم من الفئات كذوي الإعاقات وبعض الأحداث، ولكن اليوم بعد خمس سنوات من الكتابة عن هذا الموضوع وعدم تفاعل الجهات المعنية، أعيد فتح ملف الإساءة إلى أيتام دور الرعاية.
نحمد الله على وجود وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت تفضح الممارسات غير الإنسانية وغير الأخلاقية للعاملين في دور الرعاية، لعل آخرها حادثة اليتيم الذي تعرض للضرب المبرح من قبل مدرسه، وإحالة الموضوع للنيابة، وتعرض هذا اليتيم للتهديد من العاملين بدور الرعاية التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بأن يتنازل عن القضية أو أن يتحول إلى «الأحداث».ولكن بسبب مجموعة من المحامين الذين قرروا الدفاع عن هذا الشاب اليتيم وجد لنفسه في هذه المرة سندا، ولكن تلك القصص التي لم تصور أو تُعرَض هي أكثر مما تَعرّض له هذا الشاب بكثير، فتتعرض الفتيات لأقسى أنواع التعذيب النفسي والجسدي هناك، ناهيك عن أن الدولة تصرف عليهم مبالغ طائلة، إلا أنها لا تصل إليهم، بسبب الفساد الإداري والأخلاقي للعاملين في هذه المؤسسة!التبرعات لا تصل إلى هذه الفئة المستضعفة، ويقطنون في سكن متواضع أثاثه مهترئ وقديم، ومؤخرا قطع عنهم المصروف، ناهيك عن الضغوط التي تمارس عليهم ليخرجوا من دور الرعاية بإرادتهم لا سيما من تجاوز عمره 25 عاما!السؤال: أين يذهب هؤلاء الأبناء بعد قضاء 25 عاما في دار الرعاية التي أصبحت منزله والنزلاء إخوانه؟ وماذا عن الفتيات؟ كيف يستطعن العيش في هذا العالم الخارجي الذي يعامل المرأة العزباء كذنب، ولا يسهل لها عملية السكن أو التأجير؟ وإن تم ذلك فمن سيحميها إن تعرضت لأي وحش بشري؟هذا اليتيم الذي عانى مرارة اليتم، وفقدان الوالدين أو مجهول الوالدين، حين يوجد في بلد يعدّ عالميا مركزا للعمل الإنساني يجب أن تتم معاملته بأحسن السبل، مع توفير حياة كريمة له لا العكس.أيتام الكويت يتعرضون للتعذيب النفسي والاضطهاد وقلة الطعام وتقشف مادي، وواقع مرير مع وزارة الشؤون تلك الوزارة الملبدة بالمصائب والفساد، تلك الوزارة التي لم تقف يوما مع أبناء دور الرعاية، بل على العكس في زيارة بسيطة لدور الرعاية سترى الأهوال.اليوم يستنجد أيتام دور الرعاية بالجميع، ويحاولون توصيل رسالتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويستغيثون طلبا لحياة كريمة فقط، ونحن نوصل صوتهم لأن الكويت مركز العمل الإنساني ولن تخذل أبناءها الأيتام، ولكن يحتاج هؤلاء الأيتام إلى من يسمعهم، ومنا إلى المسؤولين في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل والوزيرة هند الصبيح ورئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم، فالوضع يحتاج إلى وقفة منكم، وهذه الفئة تحتاج من ينصفها ولو بعد حين وعناء.قفلة:في زيارة خاطفة لمستشفى الولادة حيث كانت تمكث إحدى الصديقات، كانت تشكو من وجود دماء على الستائر في غرفة العناية المركزة، وعدم خصوصية الغرف التي يقتحمها العاملون والزوار في أي وقت من اليوم رغم تعليمات عدم الزيارة بعد الثامنة مساء. ناهيك عن السقف المتهالك والصور التي تم توزيعها في وسائل التواصل الاجتماعي التي تجعلك تتساءل: لماذا يحدث هذا في مستشفياتنا ومؤسساتنا الحكومية؟ وأين دور السلطة الرقابية من هذه المهزلة؟
مقالات
منظور آخر: أيتام دور الرعاية في قبضة الظلم!
21-04-2016