لقب مستحق للكويت... وأخطاء متكررة لمسؤولي العربي
لهذه الأسباب فاز الأبيض بكأس سمو الأمير
استحق الأبيض الفوز بلقب كأس سمو الأمير عن جدارة واستحقاق شديدين، كما استحق الأخضر الخسارة. «الجريدة» تفند من خلال مقارنة سريعة عقدتها بين الفريقين أسباب الفوز والخسارة.
فاز الكويت بلقب كأس سمو الأمير بجدارة واستحقاق دون أدنى شك، وجاء الفوز بفضل المستوى الذي قدمه الأبيض في المباراة النهائية، والاستعداد لها بشكل جيد، ومساندة رجالات ومسؤولي النادي للفريق طوال الموسم لا قبل المباراة فقط، بينما جاءت خسارة العربي للقب مستحقة أيضاً، فلا تجهيز نفسيا للاعبين لتقديم كل ما في جعبتهم، ولا وضع خطة جيدة للفريق، ولا اختيار تشكيل جيد، إضافة إلى أن أعضاء الجهازين الفني والإداري وضعوا اللاعبين تحت ضغوط نفسية وعصبية هائلة، فضلا عن أن مساندة المسؤولين لهم في الأوقات المهمة جاءت فقط من أجل الظهور بمظهر جيد أمام أعضاء الجمعية العمومية، ومن ثم نيل دعمهم في الانتخابات المقبلة!الكويت والعربي قدما مباراة متوسطة المستوى، غلب عليها الحماس تماما معظم الأوقات، وجاء الحماس بالطبع على حساب الجوانب الفنية والتكتيكية."الجريدة" بدورها تعقد مقارنة بين الفريقين سواء قبل اللقاء أو خلاله في هذا التقرير، وتبرز أسباب فوز الكويت باللقب الغالي، وخسارة العربي التي صدرت الإحباط للجماهير كالعادة.تهيئة جيدة... وضغوط عصبيةفي البيت الأبيض نجح مسؤولو الكويت في رفع الضغوط النفسية والعصبية عن كاهل اللاعبين تماما، ورغم دخول الفريق معسكرا في أحد الفنادق قبل اللقاء بـ24 ساعة فإن الأمور سارت بشكل طبيعي للغاية، إذ لم يُمنَع اللاعبون من الإدلاء بالتصريحات لوسائل الإعلام على الإطلاق بهدف التنفيس والترويح، وكان لهذا الأمر أكبر الأثر في عدم إصابتهم بالتوتر، فضلا عن عدم المبالغة في الفوز باللقب رغم أن الفريق كانت التوقعات تصب في مصلحته تماما.أما في القلعة الخضراء فكان النقيض تماما، فالحكمة القائلة "الإنسان لا ينزل البحر مرتين" تنطبق تماما على العربي، ومفاد هذه الحكمة أن المياه جارية بشكل تام، وهو ما يعني أن الإنسان حتى لو نزل في نفس المكان فلا يلامس نفس المياه، وخلاصة القول ان مسؤولي العربي لا يتعلمون من أخطائهم فقبل مباراة الدربي في الدوري قرروا عزل اللاعبين عن وسائل الإعلام والجماهير ومنعهم من الإدلاء بالتصريحات، وهو الأمر الذي أصاب اللاعبين بالتوتر والقلق، وهو ما ظهر عليهم بشكل واضح في اللقاء.مسؤولون... ومسؤولوننجح رجالات ومسؤولو الكويت في التعامل مع اللاعبين بشكل جيد، وتابعوا جميع تدريباتهم، ولم يتحدثوا أو يبالغوا في المكافآت التي سيقدمونها، على الرغم من أنهم ينفقون بسخاء ولا يبخلون على اللاعبين، فضلا عن أنهم لم يطالبوا اللاعبين بالبطولة بالكلام والوعود المعسولة، بل جاء ذلك من خلال دعمهم ووقفتهم. في المقابل، اختلف الوضع تماما في العربي، حيث عقد رئيس النادي جمال الكاظمي اجتماعا مع اللاعبين ليلة المباراة، وقال لهم وفقا لما تردد: "أبي الكأس كم تبون؟"، ليرد محمد جراغ بمطالبته بصرف مكافأة 3 آلاف دينار، ليؤكد الكاظمي بدوره "تم"!مما لا شك فيه الحديث عن المكافآت قبل المباريات المهمة يكون له مردود سلبي للغاية، خصوصا أن اللاعبين لم يعتادوا مثل هذه المكافآت، وكان يتعين على الكاظمي وجميع أعضاء مجلس إدارة النادي صرف المستحقات المالية المتأخرة للاعبين أفضل! التعامل مع اللقاءأحسن مدرب الكويت محمد عبدالله في التعامل مع اللقاء بشكل رائع، وباغت العربي بهجوم ضار أسفر عن ثلاثة أهداف وهدف ملغى في 25 دقيقة فقط، واختار عبدالله التشكيلة الأمثل للمواجهة، وكان الصاعد الواعد طلال جازع أحد نجوم اللقاء ومعه سامي الصانع والصالحي والدردور، في حين كان الحارس المتألق مصعب الكندري "سوبر مان" اللقاء الذي أمتع الجماهير ونال الافضل وحافظ على عرينه بجدارة. وفي الجانب الآخر، فشل مدرب العربي بونياك في التعامل مع المباراة، ولم يضع الخطة المناسبة لها، ولم يختر التشكيل الأمثل، والدليل على ذلك الإبقاء على حسين الموسوي وعبدالمحسن التركماني على مقاعد البدلاء والدفع بفهد الفرحان، فضلا عن أنه لم يتدخل لوقف سيل الهجمات البيضاء التي ارتعد لها جسده، والأغرب أنه لم يتدخل أثناء ركلة الجزاء بتوجيه تعليماته لفراس الخطيب للتسديد بدلا من الموسوي، إضافة إلى عدم معالجة الشوارع والطرق السريعة التي فتحها مهاجمو الكويت في خط الدفاع للوصول إلى حميد القلاف طوال اللقاء!جماهير مثالية... ولكنشدت جماهير الكويت من أزر اللاعبين ودعمتهم طوال اللقاء، وظهرت للمرة الأولى هذا الموسم بشكل أكثر من مثالي، وهو أمر يحسب لها بكل تأكيد.أما جماهير العربي فكانت عند حسن الظن بها فحضرت إلى استاد جابر بكثافة، ولم تدخر جهدا في دعم ومساندة الفريق، لكن عاب بعضها مغادرة الاستاد بعد الأهداف الثلاثة التي منيت بها شباك القلاف.فشل التنظيم مستمر كالعادة، فشلت الجهات المسؤولة عن التنظيم في المنصة الرئيسية لاستاد جابر، فالمشاهد التي تابعها الجميع، من خلال شاشات التلفاز، يُندى لها الجبين خجلا، فمسؤولو الأندية تركوا المقاعد المخصصة لهم، وتواجدوا في المنصة الأميرية من دون سبب.والغريب في الأمر، اصطحاب مسؤولي الأندية أبناءهم معهم من دون داعٍ، ليختلط الحابل بالنابل، كما أن رؤساء الأندية كانوا في سباق لحجز أماكنهم في المنصة قبل التتويج، حتى وصل بهم الأمر إلى حد التدافع، من أجل تقديم الهدايا، في حين تواجد اللاعبون في آخر "الطابور"، رغم أنهم أصحاب الفرح الحقيقي.والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة حاليا؛ ألا توجد جهة تنظم مثل هذه المباريات من البداية للنهاية، حفاظا على مظهرنا أمام العالم؟ فقط المطلوب من الجهات المنظمة مشاهدة العديد من المباريات في جميع دول العالم، للوقوف على كيفية تنظيمها وخروجها بشكل مشرف، من ثم السير على نهجهم مستقبلا.