أخبرنا عن ردود الفعل حول فيلم {شكة دبوس} بعد طرحه في دور العرض؟

Ad

الحمد لله، جاءت ردود الفعل جيدة وأكبر من توقعاتنا، فقد بدأ الفيلم بـ 45 نسخة ثم أصبحت 62 نسخة، وراهناً ثمة أكثر من دار عرض تطلب نسخ إضافية، ما يعني أن الجمهور تجاوب مع العمل، خصوصاً الجيل الجديد الذي كتبت هذا العمل لأجله تحديداً.

جاءت الفكرة من خلال موقف حقيقي تعرض له أحد الأصدقاء عندما رأى رقم خطيبته على تطبيق {ترو كولير} لهاتف صديق له، واسمها مقترن بكلمة خارجة، وقتها قررت والمخرج أحمد عبدالله أن هذا الموقف يصلح لتقديم عمل فني عن التكنولوجيا التي دخلت حياتنا ونتيجة استخدامها السيئ أفسدت علاقات اجتماعية كثيرة.

ماذا عن اسم الفيلم وتغييره قبل طرحه؟

عندما كتبت الفيلم كان يحمل اسم true caller، وهو الأقرب إلى الموضوع والمعبر عن الفكرة، ولكن اعتراض الشركة صاحبة البرنامج جعلنا نبحث عن اسم بديل له، ووصلنا إلى {شكة دبوس} ويعني أننا نرتكب أخطاء صغيرة لا نشعر بها مثل {شكة الدبوس}، ولكنها قد تُغير حياتنا وتُفجر مشاكل كثيرة.

أبطال العمل ليسوا من نجوم الشباك... هل تعتبر ذلك مخاطرة؟

اختيار الأبطال أمر يخص المخرج، وشركة الإنتاج التي كانت تحاول توفير تكلفة الفيلم قدر الإمكان. ولكن للحقيقة شارك في الفيلم ممثلون على مستوى عال من الكفاءة، وأدوا الأدوار بشكل جيد جداً، ولا أظن أن ثمة من كان يجسد شخصيات الفيلم أفضل منهم.

وجود نجم شباك أمر جيد للمنتج والإيرادات طبعاً، ولكن عند نجاح العمل يُنسب النجاح كله إلى النجم، وننسى دور فريق العمل، خصوصاً المؤلف والمخرج. وعندما يضم فريق العمل ممثلين أكفاء فحسب، يُنسب الفضل إلى أهله كما يقولون، النص الجيد للمؤلف والإخراج وإيقاع العمل للمخرج والأداء الجيد للممثلين، وهو ما حدث مع فريق عمل {شكة دبوس}. وخالد سليم الذي أعتبر هذا العمل محطة فنية مهمة في مشواره الفني أكد من خلاله أنه جدير بالبطولة السينمائية، كذلك كل من مي سليم، ومحمد شاهين وباقي الممثلين.

كيف ترى توقيت عرض الفيلم والدعاية الخاصة بالعمل؟

التوقيت غير مناسب، وكنت أتمنى طرح الفيلم في إجازة نصف العام، لكن هو أمر يخص المنتج والموزع. بالنسبة إلى الدعاية الخاصة بالعمل، كانت فقيرة إلى حد ما مُقارنة بأعمال أخرى تُعرض الآن، ولكن الفيلم فرض نفسه وحقق نجاحاً كبيراً رغم ذلك.

لماذا كانت مدة الفيلم قصيرة إلى حد ما؟

لأسباب إنتاجية. وضع منتج العمل ميزانية للفيلم وعدد أيام تصوير كان لا بد من الالتزام بها، وكان علينا حذف بعض المشاهد من دون الإخلال بإيقاع العمل ومضمونه، وهو ما حدث حتى وصلت مدة الفيلم إلى 85 دقيقة، كانت كافية لأيصال الفكرة إلى الجمهور.

كتابة... ورقابة

أليست مخاطرة أن يكون العمل تجربة أولى لك وللمخرج؟

بالطبع كانت مخاطرة، ولكنها مخاطرة جيدة ولها إيجابياتها ومنها الحماسة التي كانت تُسيطر على فريق العمل لإثبات وجوده، واستغلال الفرصة التي جاءت لنا. السلبيات ربما في قلة الخبرة في التعامل مع الجمهور وذائقته، ولكنها خبرة تراكمية سنستفيد منها في الأعمال المقبلة.

ما الفرق بين الكتابة للسينما والكتابة للتلفزيون؟

أنا في الأساس خريج معهد فنون مسرحية، وكتبت وأخرجت للمسرح والإذاعة أيضاً. الدراما التلفزيونية هي الوسيط بين المسرح والسينما، وفيها طرح وإسهاب وتنوع وغزارة في الكتابة، بينما تتميز السينما بالإيقاع السريع والتركيز الشديد حتى تصل الفكرة بأقصر جملة.

كذلك الصورة فيها هي اللغة الأساسية، أما في التلفزيون فالصورة تأتي إلى جانب الحوار. وفيما يكون جمهورك السينمائي من الشباب وقد تحدد فئة معينة مثل الشعبية أو الجامعية، تخاطب في التلفزيون الأسرة، تحديداً ربة المنزل والفئة العمرية الكبيرة نوعا ما. وفي النهاية، المضمون الذي تقدمه للجمهور سواء في السينما أو التلفزيون هو الأهم.

كيف استطعت تقديم عمل لجيل جديد يبعد عنك إلى حد ما؟

المؤلف جزء من الواقع ويعيش بين الناس ويحتك بهم، ومن هنا تأتي فكرة العمل. أما لغة الشباب وطريقة تعاملهم مع التكنولوجيا الجديدة (موضوع الفيلم)، وحواراتهم معاً، فتستطيع أن تكتسبها من خلال مواقع التواصل والشباب المحيطين بك. المهم ألا يكون الفنان بمعزل عن الناس.

ماذا عن تعامل الرقابة مع الفيلم؟

لم نواجه أي اعتراض من العاملين في الرقابة، فحصل الفيلم على الموافقات كافة منذ البداية. ولكن كانت ثمة ملحوظة جديرة بالاحترام تتعلّق بنهاية العمل، وعند المناقشة اقتنعت بوجهة نظرهم وغيّرت إلى الأفضل.

كيف ترى اتهام بعض الأعمال الفنية بتشويه المجتمع؟

في لحظات الانهيار والضعف تظهر مثل هذه الدعوات من مدعي الأخلاق والفضيلة، ولكنها تختفي سريعاً ولا وزن لها. في كل دول العالم وعلى رأسها أميركا، ثمة أعمال تنتقد الواقع والمجتمع وتُظهر سلبياته بشكل أجرأ من هنا، ولم نسمع من قال إن هذا العمل يهدف إلى هدم المجتمع الأميركي وتشويه أميركا أمام العالم، هل التشويه هو النقد وعرض السلبيات أم وجودها في الواقع دون حل؟

لماذا ابتعدت عن التمثيل في الفترة الأخيرة؟

شاركت في أعمال جيدة في الدراما التلفزيونية ومع مخرجين كبار، لكن طبيعة العمل في الفن تحتاج إلى العلاقات الشخصية والشللية وطرق الأبواب وهي أمور لا أجيدها. توقفت فترة عن التمثيل وعدت بعدها من خلال الكتابة التي كانت من أحلامي الأولى.

ما جديدك في الفترة المقبلة؟

في المسرح لا جديد بعد مسرحية {رجل بلا أجندة}. تركيزي كله الآن في السينما فحسب، انتهيت من كتابة فيلم {جاكوزي}، وخلال الفترة المقبلة سيبدأ التحضير له، كما بدأت في كتابة عمل سينمائي جديد.