متوقع أن تصل كمية المياه المصاحبة للنفط في شركة نفط الكويت خلال السنوات المقبلة بين 2.5 و3 ملايين برميل مياه يومياً، على أن تصل إلى 7 ملايين برميل من المياه يومياً بعد 2025.

Ad

لطالما أكدت القيادات النفطية استمرار مؤسسة البترول الكويتية وشركاتها التابعة على المضي في استراتيجيتها بالوصول إلى إنتاج أربعة ملايين برميل نفط يومياً بحلول عام ٢٠٢٠، والاستمرار بها حتى عام ٢٠٣٠، لكن هناك جملة من التحديات تم التطرق إليها سابقاً، مثل تعثر العديد من المشاريع، أو هجرة العمالة الماهرة، أو التدخل السياسي في التعيينات. وهناك أيضاً تحدٍ كبير، ألمح إليه البعض على استحياء، لكن هذا الأمر قد يرغم الكويت على تخفيض إنتاجها من النفط، ويتمثل هذا التحدي في زيادة كميات المياه المصاحبة، مع إنتاج النفط، حيث تضاعفت أكثر من 3 مرات عن السابق، ووصلت نسبتها حالياً في بعض الحقول إلى ما بين 20 و 30 في المئة، وفي بعض الحقول تصل المياه المصاحبة مع النفط إلى 50 في المئة، أي إنه مع كل 50 برميل نفط يصاحبه 50 برميل ماء، وهي مشكلة كبيرة.

وتوقع قيادي في نفط الكويت، رفض الكشف عن اسمه، أن تزيد المياه المصاحبة، مطالباً بوضع خطط حول كيفية التعامل مع هذه الكميات الإضافية، ووجوب الاستعداد، من خلال وجود منشآت للتعامل مع هذه المياه، إذ إن غياب هذه المنشآت يعني عدم استطاعة شركة نفط الكويت على إنتاج النفط، بل سيتم خفض الإنتاج.

وتوقع أن تصل كمية المياه المصاحبة للنفط في شركة نفط الكويت خلال السنوات المقبلة بين 2.5 و3 ملايين برميل مياه يومياً، على أن تصل إلى 7 ملايين برميل من المياه يومياً بعد 2025، وسط توقعات أيضاً بزيادة المياه المصاحبة من مستواها الحالي البالغ نحو 30 إلى 40 المئة إلى ما بين 65 و70 في المئة بحلول 2030.

وقال إن «نفط الكويت» سعت إلى بناء عدد من المرافق لضخ المياه المصاحبة، وتم تشغيل المنشأة الأولى شمال الكويت وقدرتها 300 ألف برميل من المياه المصاحبة، وهناك مشروع آخر بقدرة 500 ألف برميل وجار طرحه الآن في الشمال أيضاً، وهناك منشأة مشابهة في جنوب الكويت وشرقها، وسيتم رفع الطاقة الاستيعابية حسب الحاجة، لكن كل هذه المشاريع عرضة للتأخير؛ بسبب مشاكل القطاع النفطي المزمنة  لاسيما في التغييرات المستمرة في القيادات، بالإضافة إلى ما يعيشه القطاع من حالة تقشف بسبب هبوط أسعار النفط.

مشكلة عالمية

وعن أسباب زيادة كميات المياه، أكد القيادي أن حقول النفط التقليدي المنتجِة حالياً في جميع أنحاء العالم تقدمت كثيراً في العمر، ودخلت مرحلة ما بعد الذروة، وهي مرحلة تتميز بهبوط مستوى الإنتاج وارتفاع التكلفة، مشيراً إلى أن معظم حقول النفط التقليدي؛ يتم إنتاجها بقوة دفع كميات الغاز، التي تكون عادة ذائبة داخل السائل النفطي، ويسمى بالغاز المصاحب، وفي الغالب توجد كميات كبيرة من الماء ذات الملوحة العالية تحت النفط، ويساعد على دفعه إلى أعلى في عملية الإنتاج خلال السنوات الأولى من عمر الحقل.

وذكر أن إنتاج نفط الخليج وصل حالياً إلى نهاية النمو، وبدأ رحلة الهبوط القسري، وهذه حالة قد يستحيل معها رفع مستوى الإنتاج، في غياب أي اكتشافات جديدة ذات احتياطي متوسط الحجم.

وستستمر الدول المنتِجة في زيادة الصرف على الإنتاج من أجل إطالة عمر المستوى الحالي، مما سوف يرفع من قيمة التكلفة، وبطبيعة الحال، فإن الإنتاج سوف يصل إلى مرحلة الهبوط، الذي لا تنفع معه كثرة الإنفاق.

وعن العوامل، التي تساهم في رفع أداء الحقول النفطية ودور الغاز في هذا الجانب، أوضح أنه بصرف النظر عن وجود كميات من الغاز الحر فوق سطح السائل النفطي من عدمه، فإن الغاز الذائب يساعد في رفع السوائل النفطية إلى السطح خلال عملية الإنتاج، بل هو العامل الرئيسي في عملية الإنتاج، مبيناً أنه مع مرور الوقت تنخفض كمية الغاز الذائب؛ وتنخفض معه كمية الإنتاج، وفي الوقت نفسه، ومع نزول الضغط، يجد الماء الموجود تحت السوائل النفطية طريقه إلى البئر ويكوِّن نسبة من الإنتاج، وتبدأ عند مستوى متدن وترتفع مع الزمن حتى تصل إلى مستويات قياسية.

رفع تكلفة الإنتاج

وأضاف القيادي أن هناك حقولاً خليجية وصلت نسبة الماء فيها مع الإنتاج إلى 60 في المئة، رغم كل المحاولات التقنية والعملية للتحكم بها، أي أنه من إنتاج كل مئة برميل يحصلون على أربعين برميلاً فقط، كما أن هناك حقولاً كثيرة تتراوح نسبة إنتاج الماء فيها بين 15 و40 في المئة، وهي في حالة ارتفاع مستمر، وبعض حقول النفط تعاني ارتفاعاً في نسبة إنتاج الماء، حتى إن هناك حقلاً وصلت نسبة الماء في إنتاجه الى مابين 80 و 90 في المئة، وجميع الحقول مآلها خلال العقود القليلة القادمة إلى هذا المستوى.

ومجمل هذه العوامل سوف تلعب دوراً بارزاً في خفض كميات الإنتاج ورفع التكلفة، مما سيؤدي إلى ضمور في الدخل، ويتضح أن العصر الذهبي لإنتاج النفط الرخيص أوشك على الانتهاء، وبدأ طور إنتاج النصف الأخير من المخزون النفطي الممكن إنتاجه، الذي قد يظل عقوداً طويلة، لكن كميات الإنتاج سوف تتسارع نحو الانخفاض الشديد.