فجر يوم جديد: «سلاح التلاميذ» !
![مجدي الطيب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1458322261627985900/1458322269000/1280x960.jpg)
يلجأ الفيلم إلى الراوي للتعريف بالشخصيات، والأحداث، في حين يتجسد كل شيء أمامنا على الشاشة من دون غموض يحتاج إلى الاستعانة بهذا الراوي، وتبدأ المبالغة مع رصد التدهور الذي أصاب العملية التعليمية، وتشخيص أسباب الهوة الشاسعة بين التلاميذ وهيئة التدريس، بسبب التعامل بعنف وقسوة، وانشغال المدرسين بتأمين لقمة عيشهم، واختيار طاقم تدريس لا يتمتع بكفاءة من أي نوع، فالكوميديا خشنة، والغلظة صارخة، والفقر الإنتاجي واضح، والتلفيق ملموس، إذ يوصي «سليم» محاميه (تامر ضيائي) بأن ترث «راجية» (سندريلا) ابنة شقيقه الذي هاجر إلى أميركا بعد نكسة 1967 (اختيار التاريخ من دون مبرر!) ثروته، ومع وصولها من (أميركا) تبدأ الفتاة المتخصصة في التنمية البشرية خطوات الإصلاح والتغيير والقضاء على الفوضى والارتقاء بأحوال المدرسة، بدعم من الخادمة «سمر» (نسمة ممدوح) والضابط «عماد» (حسن عيد) قبل أن يكتشف المتابع لأحداث الفيلم أن ثمة خدعة ومكيدة للاستيلاء على ثروة «سليم»، التي تتجاوز الـ 40 مليون جنيه! أظهر المخرج تامر حربي براعة في اختيار زوايا التصوير، وتصميم الكادرات (تصوير محمد حمدي) وتميزت موسيقى د.أشرف سالم، باستثناء أغاني الأطفال المفرطة، لكن عانى الفيلم بعض الفوضى والتشويش والثرثرة (مونتاج محمد عباس)، بعد إصراره على تناول قضايا كثيرة، كالتحرش ورفض المتحرشات تحرير محاضر للمتهمين، والتطرق بلا مبرر للانتفاضة ضد الشرطة بسبب التعذيب، وتهريب المساجين، رغم اختيار ضحية لا تستحق التعاطف، ووضعه روشتة ساذجة لإصلاح التعليم في العالم الفقير، وتأمين حق الطفل في التعليم والتربية والعلاج، واستيراد خبراء من الصين، والسعي لاستعارة الخلطة السبكية (الفرح الشعبي). غير أن أسوأ ما في فيلم «سلاح التلاميذ» أنه قدم صورة مشينة عن الفقراء، الذين لا تخلو أفعالهم وسلوكياتهم من دناءة، وانحطاط، بل هم مجموعة من الأوغاد، النصابين، الأنذال، البلطجية، اللصوص، الهجامين وناكري الجميل. وفي سياق ليس ببعيد قدم الفيلم أطول فلاش باك لشخصية درامية (ماضي «عماد» الذي انتحل صفة الضابط)، وفاجأنا بنهاية عبثية انتصر فيها الخير، بعد القبض على الأشرار جميعاً والحكم عليهم بالسجن المؤبد، وهدم المدرسة (القصر)، وتحويلها إلى قرية سياحية (السياحة أهم من التعليم !). ومن ثم كان طبيعياً في ظل مناخ متردٍّ كهذا أن يعمل «ميدو» في متجر موبايلات، رغم حصوله على بكالوريوس الخدمة الاجتماعية، وتحصل «يارا» على شهادة متوسطة، وتلتحق بمتجر لبيع السلع الرخيصة، بينما يتحول «أوشا» إلى سائق «ميكروباص» و»معجزة» إلى نجم سينما (لاحظ المغزى: الفاشلون يصبحون نجوماً في السينما!).«سلاح التلاميذ» فيلم انحرف عن هدفه، وتورط في أكثر من مسار، ومن ثم فشل في أن يخاطب الأطفال كما عجز عن إرضاء الكبار، بسبب الرؤية المتهافتة للمؤلف، والإمكانات المتواضعة للمخرج، والفقر الإنتاجي الذي انعكس على عناصر عدة، على رأسها طاقم التمثيل الذي انحصر في وجوه من الصف الثاني والثالث، مثل: ياسر الطوبجي، نسمة ممدوح، إيمان السيد، حسن عبد الفتاح، مراد فكري صادق، أحمد حبشي وفتحي سعد في حين لم يترك الوجهان الجديدان: حسن عيد وسندريلا أي بصمة تُذكر!