اختصر هنري كيسينجر سيرة الرئيس الأميركي أوباما بجملة واحدة قائلا: هو الرجل الذي نجح في حصد الأصوات الانتخابية وأحاط نفسه برجال القانون، لكنه ابتعد عن اتخاذ القرارات التي تحمل عنصر المخاطرة. ولم يتوقف عند تحليل شخصية أوباما بل لخص الأحداث والأولويات أيضا، ما تحقق منها وما لم يتحقق، كالانسحاب من العراق والتدخل المحدود جداً بأفعانستان، وإعادة رسم العلاقات مع روسيا، والتغيير المحوري للعلاقات مع آسيا، والإشارات الدبلوماسية غير المنتظمة باتجاه الصين، أما الثورات أو الربيع العربي الذي اجتاح مصر وتونس وسورية وليبيا فيراه كيسينجر أنه في حالة من الفوضى وعدم الوضوح حتى في الأوساط السياسية. لماذا كيسينجر الآن؟ ولماذا لا تقرأ تحليلا للمستشارة رايس؟ أو غيرهما من مستشاري البيت الأبيض أو باحثي مراكز الدراسات الدولية أو الأمنية؟

Ad

قد يكون السبب اعتياد متابعي العلاقات الدولية لارتياد الصروح العلمية والتحليلية للأسماء التي عاصرت الحرب الباردة وتعاصر "السلام البارد" اليوم، وهو بالمناسبة السلام المطلوب من دول الخليج لإعادة بناء الثقة مع إيران كما جاء في مقالات عديدة، بشرط التطمينات المنتظرة من إيران بعدم التدخل بالشؤون الداخلية لدول الخليج بالإضافة إلى سورية واليمن.

عودة إلى الرئيس أوباما والمحللين السياسيين، فلو جمعنا الأفكار المطروحة للسياسة الخارجية الأميركية للمرحلة القادمة في ظل الرئيس أو الرئيسة الجديدة، لوجدناها تصب في نظرية التوازن، موازنة طرفي الخليج العربي، وموازنة الشمال (سورية) مع الجنوب (اليمن) بصيغة تنفيذية متناسقة، والبحث عن اللاعب العربي لموازنة القوى في الشمال الإفريقي، وسط تأييد البعض لمصر كدولة مؤهلة للعب ذلك الدور، أما البعض الآخر فيرى بالمملكة المغربية لاعبا، والمغرب يمتلك القدرات لكنه اتخذ نهجا حمائيا بعيدا عن دول الربيع العربي، وبتطلع للاستفادة من الاتحاد الأوروبي حاليا ومن يدري قد يحصل على العضوية الأوروبية مستقبلا؟

أما مياه الخليج الدافئة فستستقبل أوباما خلال الشهر القادم، وسط ترقب المواقع الإعلامية وانتظارها بفارغ الصبر لقمة الرياض، فماذا ستحمل القمة من أفكار هذا العام؟ هل ستضع المواطن الخليجي على رأس أولوياتها؟ وهل ستأخذ بالاعتبار استحداث سبل جديدة لتوفير العيش الكريم للشباب والشابات من أهل الخليج، وتذليل الصعوبات كافة أمامهم لتحقيق أحلامهم؟ أم أننا سنستخدم جملة "الظروف الحرجة التي تمر بها المنطقة" عذرا للابتعاد عن الواقع؟

وللحديث بقية.

كلمة أخيرة:

 بادرة جميلة أن نتلقى الدعوات كباحثين وأكاديميين وأعضاء بالمراكز البحثية للالتقاء بمتخذي القرار من القياديين والوزراء للحوار والالتقاء بضيوف الكويت. أتمنى أن تستمر وألا نصبح ضمن قائمة التقشف، وبادرة أجمل لو تم استحداث كادر للباحثين الذين نجحوا في نشر البحوث في مجلات علمية، فعلى سواعد هؤلاء تبنى الصروح الثقافية.

كلمة أخرى:

سائق آسيوي يكسر القانون المروري بوميا بجامعة الكويت ويعرض الطلبة للخطر بقيادته بالاتجاه المعاكس رغبة في اختصار الطريق، وعندما أوقفه البعض صرخ قائلا: "أنا بابا فيه واسطة"!! وبانتظار أن يحرص كل من هو في منصب مهم على أن يلتزم موظفوه وبطانته بالقانون.