ندوة «الإعلام الجديد والشباب»: حرية الصحافة العربية متدنية

نشر في 23-03-2016 | 00:01
آخر تحديث 23-03-2016 | 00:01
No Image Caption
الصايغ: الأنظمة تتعامل مع «الإلكتروني» بالتقييد وتسعى إلى إخفاء الحقائق
دعا المتحدثون في ندوة "الإعلام الجديد" إلى إلغاء قانون الإعلام الإلكتروني، واعتبروا حرية الصحافة في الوطن العربي متدنية ما أدى الى ظهور حسابات وهمية على شبكات التواصل الاجتماعي تنشر الشائعات.

أجمع متخصصون وإعلاميون على التأثير الكبير الذي تتركه وسائل التواصل الحديثة على العمل الصحافي من خلال الكمية الكبيرة من المعلومات التي تنشر بها وأعداد مستخدميها وسهولة الوصول اليها.

جاء ذلك خلال مشاركتهم في ندوة "الإعلام الجديد... وتجربة الصحافيين الشباب معه" التي أقامتها اللجنة العليا لمسابقة الشيخ مبارك الحمد للتميز الصحافي التي يرعاها سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك وأقيمت في بهو "كونا" امس وأدارتها رئيسة شبكة "صوت العرب" المصرية الدكتورة لمياء محمود بمناسبة الحفل الختامي للدورة الثامنة للمسابقة.

وقال الامين العام للتحالف الوطني بشار الصايغ ان عدد سجناء الرأي والاعلام ازداد الفترة الاخيرة في الوطن العربي، وذلك لنشرهم حقائق وليس شائعات، حيث ان الأنظمة تتعامل مع الاعلام الالكتروني بالتقييد والسعي لإخفاء الحقائق، وان القوانين الحكومية تحاول ان تسيطر على الاعلام الالكتروني وان تجعل من يكتبون فيه مغردين من نوع "بوح" و"اغاني تالي الليل" داعيا الى الغاء قانون الاعلام الالكتروني "السيئ".

واضاف الصايغ ان الاعلامي الحقيقي هو من يكتب ما يراه صحيحا وحقيقة وليس ما يطلبه الجمهور او ما يعجب الحكومات فقط، داعيا الطلبة الى القيام بذلك ليكونوا اعلاميين حقيقيين.

وبين أن ما يتعلمه الطلبة في المؤسسات التعليمية للاعلام يختلف عن الواقع العملي في الوسط الاعلامي، داعيا الطلبة الى ضرورة تطوير مهاراتهم الصحافية من خلال التدريب والاطلاع الدائم على وسائل الاعلام لكي يكونوا صحافيين ناجحين في المستقبل، مضيفا ان حرية الصحافة في الوطن العربي متدنية مقارنة بمثيلاتها بالدول المتقدمة وكذلك صعوبة الحصول على المعلومات ما أدى الى ظهور حسابات وهمية على شبكات التواصل الاجتماعية تقوم بنشر الشائعات.

من جانبه، قال مدير تحرير جريدة "النهار" اللبنانية غسان حجار إن الإعلام الجديد ساهم في تشكيل مؤسسات إعلامية غير تقليدية تملك الصحيفة الورقية والموقع الإلكتروني والقناة المصورة عبر الموقع فضلا عن خدمة الهاتف الخليوي بصيغه المتعددة.

وأضاف حجار خلال الندوة أن مشكلة الإعلام اليوم تكمن في المتلقي وتحديدا الشباب الباحث عن الأخبار المثيرة، مشيرا إلى أن "القارئ الباحث عن التحليل المعمق والقراءة الوافية للحدث كاد يصبح عملة نادرة نتيجة تبدل الأولويات وتغير نمط الحياة".

وأشار إلى أن "الشباب لا يقرأون ولا يتابعون برنامجا ثقافيا أو علميا بل أغلبهم يفتش عن أخبار الإثارة السياسية والاجتماعية فضلا عن متابعة أخبار المشاهير".

وأوضح أن الصحافة بشقيها الورقي والإلكتروني يكملان بعضهما بعضا ولا يتعارضان حيث تحتفظ الورقية برونقها لأنها تزخر بمقالات الرأي والتحليلات المعمقة للأحداث في حين توفر الصحافة الإلكترونية لروادها خدمة الخبر العاجل والمصور فضلا عن المتابعة الآنية والتحقيق الموسع للحدث.

وقال "إن التطور التكنولوجي جعلنا أسرى للهواتف الذكية التي تسرقنا من حياتنا الاجتماعية والعائلية وفرضت علينا أنماطا حياتية مختلفة"، مبينا أن فكرة الخبر السريع ساهمت في تكوين نوع من الإعلام "يمكننا القول إنه سطحي بامتياز".

وذكر أن ما نشهده حاليا في وسائل التواصل الاجتماعي هي حالة من "الفلتان" حيث يمكن إنشاء حسابات وهمية تطلق من خلالها الشتائم والاتهامات يعاد نشرها من قبل المتابعين من دون التأكد من مصدر المعلومة وصحتها.

من جهته، قال أستاذ الإعلام في جامعة الكويت د. أحمد الشريف في مداخلته إن وسائل التواصل الحديثة تتميز بتأثيرات اجتماعية وثقافية واقتصادية وسياسية كبيرة ساهمت في بزوغ الصحافة الإلكترونية والتجارة الإلكترونية أيضا.

وأضاف الشريف أن الشباب يمثلون أكثر من نصف سكان العالم ويتعاطى أغلبيتهم مع شبكة الإنترنت وتكنولوجيا الاتصال، مشيرا إلى دراسة أميركية أظهرت أن حالة من بين كل ست حالات زواج تمت بين أشخاص تعارفوا عن طريق وسائل التواصل.

وأوضح أن تلك الوسائل نمت بشكل متسارع حيث استغرق موقع (فيسبوك) تسعة أشهر فقط ليصل عدد مستخدميه إلى 100 مليون مستخدم بينما استغرق الراديو ما يقارب 38 سنة ليصل عدد مستخدميه إلى 50 مليون مستخدم.

وأشار بحسب تقرير عن وسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي إلى أن ما يقارب 80 في المئة ممن شملتهم الدراسة يرون أن وسائل التواصل الحديثة غيرت العالم الذي يعرفونه في حين يحرص نحو 70 في المئة على متابعة آخر الأخبار عبر هذه الوسائل بينما سجلت الثقة بهذه الوسائل نتيجة متدنية بما يقل عن 50 في المئة.

back to top