كثرت في الآونة الأخيرة إطلالات الفنان المعتزل فضل شاكر عبر الشاشات التلفزيونية والمواقع الإخبارية، ما أدّى بالبعض إلى التكهّن بسيناريوهات جديدة عن مصيره، منها ما تحدّث عن إمكان هروبه من عين الحلوة، والتخوّف من حكم قضائي غير عادل عليه.

Ad

أشارت معلومات صحافية إلى أن مصادر في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان، قريبة من الفنان المعتزل المطلوب للعدالة فضل شاكر، أكدّت أن الأخير ليس في وارد تسليم نفسه للسلطات اللبنانية لأن لديه مخاوف من الحكم غير العادل عليه من القضاء اللبناني، موضحةً في الوقت نفسه أن شاكر لا يعتزم الفرار أو الهروب خارج المخيم.

وأوضحت المصادر نفسها أن شاكر ينتظر الانتهاء على الأقل من محاكمات الموقوفين في ملف حوادث عبرا (شرق صيدا- جنوب لبنان) ليبني على الأمر مقتضاه، ويحسم بأي اتجاه يريد السير، لا سيما بعدما حكمت المحكمة العسكرية عليه غيابياً قبل أيام بالسجن خمس سنوات وغرامة مالية قدرها 500 ألف ليرة لبنانية وتجريده من حقوقه المدنية، ذلك بتهمة {التهجّم على دولة شقيقة خلال مقابلة صحافية أجراها في 2014 بمخيم عين الحلوة، وأدلى فيها بأقوال تهدف وتؤدي إلى تعكير صلات لبنان بدولة عربية}- كما جاء في الحكم.

وفي حديث صحفي أخير له، تساءل شاكر عن سبب عدم محاكمة مهاجمي النظام السعودي، على الرغم من أن السعودية دولة شقيقة أيضاً للبنان، في الوقت الذي يحاكم فيه هو بتهمة {مهاجمة النظام السوري}، على حد قوله.

ونقلت صحيفة عربية عن لسانه قوله: {حاكموني لأنني هاجمت النظام السوري. هل هي جريمة وكل العالم يدين بشار الأسد؟}. لماذا لا يحاكمون من يشتم المملكة العربية السعودية الآن؟ أليست السعودية دولة شقيقة؟ من المعيب محاسبتي سياسياً وليس قضائياً}.

وأكد شاكر أنه لا ينوي الهروب خارج مخيم عين الحلوة، وأن المعلومات المنشورة حول الأمر الهدف منها تأجيج مشاعر الغضب ضده، مؤكدا أنه {بعد انتهاء المحنة سيسافر مثل أي مواطن من خلال مطار بيروت الدولي}.

وقال إننا نشهد تصفية {حسابات سياسية تشارك فيها أطراف إقليمية وأطراف من فريق {8 آذار} السياسي}، لافتاً إلى أن الأخير {يستغل دماء الجيش اللبناني الذي يقدسها هو، ويقدر مشاعر عائلات جنوده}.

وأوضح: {ساهمت وبعلم مخابرات الجيش اللبناني في حقن الدماء في صيدا قبل حوادث منطقة عبرا، ولست مع الدم، وكل ما فعلته أنني ناصرت الثورة السورية، فجرى الانتقام مني وزجّي في متاهات بعيدة عني}.

كذلك قال في مداخلة تلفزيونية له قبل يومين إن الداعية اللبناني أحمد الأسير {بريء من قتل عناصر الجيش، وكان يوزع الورود عليهم ويحذّر في خطبه ودروسه من إطلاق النار عليهم}. وأضاف: {الأسير أشرف من رأسهم. هم الإرهابيون}؛ في إشارة منه إلى السياسيين اللبنانيين.

وردا على سؤال المذيع حول من وقف وراء قتل العساكر اللبنانيين في {مواجهات عبرا} عام 2013، قال شاكر: {اسأل سعد الحريري والسياسيين اللبنانيين، هم قتلوا الجيش وقتلونا}. وتابع: {ثمة عصابة تهيمن على لبنان}.

وكان شاكر أيضاً شنّ هجوماً مبطناً على وكيل أهالي شهداء الجيش في حوادث عبرا المحامي زياد بيطار، ورأت مصادر متابعة أنّ الهجوم ليس بريئاً بل جاء بعد إدراك الفنان المعتزل أنّ المحامي نجح بالتحكّم قانونياً والسيطرة على ملّف الأسير وشاكر، ممّا سمح له في إفشال تسويات عدّة كانت محضّرة سلفاً لتهريب الأخير من مخيّم عين الحلوة.

وكيلة شاكر: سيخضع للقضاء في أقرب فرصة

قللت وكيلة شاكر المحامية مي الخنسا في حديث صحافي لها من شأن الحكم الغيابي الصادر عن المحكمة العسكرية بحق الفنان المعتزل، بعد إدانته بتعكير صلات لبنان بدولة عربية. وقالت الخنسا إن مفاعيل الحكم تسقط بمجرد أن يُسلم شاكر نفسه إلى القضاء، لأن أي حكم غيابي يصبح من دون قيمة بمجرد تسليم المحكوم عليه نفسه، وبالتالي يمكن أن يدافع الموكل عن نفسه خلال محاكمته وجاهياً في هذه الدعوى. وهو سيخضع للقضاء في أقرب فرصة، وبالتالي كل ما هو عالق في حقه لهذه الناحية سيسقط}. وأضافت: {من حق كل إنسان الدفاع عن نفسه، وإن شاء الله عندما نقف أمام القضاء سيتبين أن موكلي بريء من التهمة المنسوبة إليه. أما زمان تسليم شاكر نفسه إلى القضاء فأترك تحديده لفضل الذي لديه اقتناع بأن يسلم نفسه. وهو على قاب قوسين منه أو أدنى. لا يمكنني تحديد الوقت ولكنني على يقين بأن لدى فضل رغبة جامحة في مواجهة كل من يتهمه}.