يخوض المخرج تامر حربي أولى تجاربه الإخراجية من خلال فيلم {سلاح التلميذ}، الذي يُعرض راهناً في دور العرض.

Ad

عن هذه التجربة، واعتماده على مجموعة من الأطفال والممثلين الثانويين، وما واجهه من صعوبات، والجديد لديه من أعمال فنية كان لنا معه هذا اللقاء.

كيف جاءت فكرة فيلم {سلاح التلميذ}؟

اتصل بي المنتح طارق عبد العزيز ليعرض عليّ نصاً سينمائياً من تأليف الكاتب محمود صابر، قرأته ووافقت عليه، وبدأت التحضير للعمل، ولكن بعد وضع تعديلات على النص لزيادة مساحة الكوميديا التي كانت غائبة في البداية.

يتناول الفيلم عبر مواقف كوميدية عدة مشكلة التعليم في مصر من خلال تلامذة منحرفين نتيجة انخفاض مستوى المدرس. ولكن بعد تغيير المدرسين بآخرين يتحوّل التلامذة المنحرفون إلى مجتهدين.

قصة الفيلم تناولتها السينما كثيراً لا سيما في {مدرسة المشاغبين}، ولا جديد في العمل.

تناولت السينما فعلاً مشكلة التعليم وانهيار قيمة المدرس والمدرسة في أكثر من عمل، ولكن المشكلة ما زالت قائمة، وبالتالي لا بد من معالجتها مجدداً. ربما يجد البعض تشابهاً بين الفيلم و«مدرسة المشاغبين} في مستوى أخلاق الطلبة وعلاقتهم بالمدرسين وبعض المقالب الكوميدية التي تحدث للمدرسين، لكن الاختلاف أن الأبطال أطفال، والسبب ازدياد الانهيار في التعليم والأخلاق.

من اختار اسم {سلاح التلميذ}؟

المنتج طارق عبدالعزيز اختار هذا الاسم قبل انسحابه من العمل ودخول المنتج أحمد السرساوي، الذي انسحب أيضاً وحلّ بدلاً منه المنتج ياسر نوار، وأرى أن هذا الاسم هو الأنسب للفيلم والقضية التي يُناقشها.

استمرار التحضير والتصوير لمدة أربع سنوات، هل أثر على مستوى العمل؟

لم يتوقف التصوير كل هذه المدة، وانتهينا منه في 10 أيام تحديداً. كان التوقف في البداية بعد انسحاب المنتج طارق عبد العزيز بعد ثلاثة أيام من التصوير فقط، ثم انسحب المنتج أحمد السرساوي بعد انتهاء التصوير تماماً، ودخل المنتج ياسر نوار أثناء مرحلة المونتاج والتحميض والتلوين. بالتالي، لم يؤثر ذلك على التصوير، بل على طرح الفيلم في دور العرض.

ما أصعب ما واجهته في الفيلم؟

الأحباط. كانت التجربة الأولى بالنسبة إلي ودخلتها بكل حماسة وهدفي إثبات وجودي كمخرج سينمائي بعدما حققت نجاحات كبيرة في الفيديو كليب. ولكن بسبب هذه المشاكل والتوقفات وقلة السيولة أصابني الإحباط. حتى عند طرح الفيلم لم أشعر بالسعادة، وكان لدى الأبطال الإحساس نفسه. هل تصدق أن التلامذة الصغار في الفيلم حضروا العرض الخاص وهم أقرب إلى مرحلة الشباب؟

هل أنت راض عن هذه التجربة؟

كل الرضا، لا سيما مع الظروف التي مرّ بها العمل والمشاكل الإنتاجية، فلو كانت الظروف أفضل لخرج الفيلم بصورة لافتة، ولكن هي التجربة الأولى لي وللمنتج ياسر نوار، ومن خلال التجارب نكتسب خبرات ونتعلّم من الأخطاء.

هل هي مخاطرة أن تعتمد في العمل على ممثلين ثانويين أو ليسوا نجوم شباك؟

أبطال الفيلم الأساسيون أطفال، تلامذة المدرسة، وهم الشخصيات المحورية، وبالتالي وجود نجوم شباك أو نجوم تمثيل كبار أمر صعب جداً، لا سيما أن كل نجم يريد المساحة التي تناسب اسمه وموهبته، ناهيك عن أن مشاكل إنتاجية مر بها العمل جعلت من الصعب الاعتماد على أسماء كبيرة ذات أجور ضخمة.

ماذا عن توقيت عرض الفيلم؟

مناسب إلى حد كبير، وهو موسم إجازة نصف العام. لكن بالنسبة إلي، المهم أن العمل تم عرضه بعد كل ما مرّ به. صراحة، كنت فقدت الأمل بأن يرى النور، فمثلاً من الظروف الغريبة التي مر بها الفيلم تحديد موعد عرضه العام الماضي، وبعد التوقيع مع الموزع محمد حسن رمزي، تٌوفي رحمه الله، ولم ينزل الفيلم إلا بعد أن خاطبنا الورثة، وفسخنا التعاقد، ثم تعاقدنا مع الشركة {العربية}، واحتاجت هذه المشكلة عاماً كاملاً لتنتهي، ما ساهم في تأخر الفيلم عن العرض.

منافسة... وأزمات

كيف ترى المنافسة بين الأفلام المعروضة؟

العمل تجربة مختلفة، يعتمد على مجموعة من الأطفال تصدروا الملصق، وما حققه من إيرادات جاءت مرضية إلى حد كبير نتيجة الظروف التي مرّ بها، بالإضافة إلى الأعمال القوية التي تُعرض الآن ومنها الكوميدي أيضاً.

ما سبب أزمة السينما راهناً في رأيك؟

أكبر أزمة تواجه صناعة السينما الاحتكار وسيطرة مجموعة من الأفراد على صناعة السينما، حيث يُدار الأمر كله لصالحهم فقط، وهو ما انعكس بالسلب على كل ما في الصناعة من توزيع ودور عرض وإنتاج، وغيرها.

ما جديدك من أعمال فنية؟

أعكف على كتابة فيلم سينمائي أقدم من خلاله السينما التي أحلم بها، سينما ترتقي بالفن وتدعم السينما المستقلة. كذلك انتهيت من تصوير كليب جديد تعود من خلاله النجمة منى عبد الغني للغناء بعد سنوات طويلة من الابتعاد. الأغنية بعنوان {سمعت منه}، تأليف بهاء الدين محمد، وألحان وليد سعد، اعتبرها مفاجأة جديدة من منى للجمهور وعودة قوية لها، لأن موضوع الأغنية جديد ولم يتطرق له أحد سابقاً.