تحويل «اللياح» مركزاً لتنمية الحياة الفطرية
طلاب يزرعون 1000 شتلة من النباتات الفطرية لتأهيل المنطقة بيئياً
نظم برنامج دعم متخذ القرار لإدارة الأزمات البيئية التابع لمركز أبحاث البيئة والعلوم الحياتية بمعهد الكويت للأبحاث العلمية، صباح أمس، ورشة إعادة تأهيل النظام البيئي الصحراوي في منطقة اللياح تحت شعار "لنغرس اليوم لغدٍ أجمل" بهدف توعية الطلبة والمجتمع بأهمية الحفاظ على البيئة الصحراوية، وغرس المبادئ البيئية في أذهان الأجيال المقبلة.وقام عشرات الطلاب من 18 مدرسة حكومية وخاصة بزراعة ما يقارب من ألف شتلة من النباتات الفطرية، كالرمث والعرفج والعوسج والإرطة والثمام لإعادة التأهيل عبر مشاركة الأجيال الناشئة.
وقالت المدير العامة للمعهدد. سميرة السيد عمر، إن "الأبحاث" يسعى إلى أن تكون الورشة نشاطاً بيئياً ملموساً تعرف به الكويت على المستويين المحلي والإقليمي، توافقاً مع اتفاقات "ريو" الثلاث التي وقعت عليها الكويت، والتي تحث على التوسع في برامج تخضير وتجميل البيئة وهي"اتفاقية مكافحة التصحر واتفاقية التنوع البيولوجي واتفاقية تغير المناخ".وأوضحت السيد عمر، أن المعهد ارتأى وبالتعاون مع لجنة متابعة القرارات الأمنية التابعة لمجلس الوزراء والهيئة العامة للبيئة تحويل المنطقة مركزاً لتنمية الحياة الفطرية بدولة الكويت.ويأتي ذلك بعد موافقة مجلس الوزراء على توصية لجنة الخدمات العامة بشأن مقالع الصلبوخ "سابقاً" بمنطقة اللياح لتكون مركزاً لتنمية الحياة الفطرية تابعا لمعهد الكويت للأبحاث العلمية، وقرر المجلس تكليف المجلس الأعلى للبيئة اتخاذ الإجراءات اللازمة نحو تحويلها إلى محمية طبيعية، في ضوء أحكام القانون رقم 42-2014 بشأن حماية البيئة. من جانبها، أكدت رئيسة اللجنة المنظمة والمشرفة على الورشة الحقلية في معهد الكويت للأبحاث العلمية نور الدوسري، أن منطقة اللياح كانت تستخدم كمقالع لاستخراج الصلبوخ لعدة عقود مما أثر سلباً على طبيعة المنطقة ومواردها الطبيعية، وأن لجنة الأمم المتحدة لتقدير التعويضات أشارت في شهر أبريل 2008 إلى أن منطقة اللياح من المناطق المتضررة بيئياً بشدة على مستوى العالم، نتيجة استمرار عمليات استغلال المواد المقلعية لفترات طويلة، مما نتج عن تشوه المعالم الأرضية الطبيعية وانضغاط التربة وتدهور الغطاء النباتي وفقدان التنوع البيولوجي، لافتة إلى أنه بعد مرور 15 عاماً على ردم وتسوية وحماية مقالع الصلبوخ بمنطقة اللياح، نرى نتائج الجهود المبذولة في إعادة تأهيل المنطقة وازدهار الحياة الفطرية وتعافي التنوع البيولوجي، مما يدفعنا الى الاستمرار وبذل المزيد من الجهد للمحافظة على المكونات الطبيعية للنظام البيئي، التي تمثل ثروة طبيعية، يجب تنميتها وتطويرها، إضافة إلى تعزيز روح المشاركة المجتمعية من خلال هذه الورشة وغيرها من الأنشطة، التي تشجع وتعوّد النشء على الحفاظ على البيئة ومواردها.20% من الكويت محمياتأكدت الهيئة العامة للبيئة أن الكويت أصبحت في مقدمة الدول التي تهتم بالمحميات الطبيعية، موضحة أن مساحة المحميات في الكويت تصل إلى نحو 20 في المئة من المساحة الكلية للبلاد. وأعربت الهيئة عن أملها أن يساعد هذا التوسع على الحد من ظاهرة التصحر التي تسيطر على نحو 75 في المئة من الأراضي.وأوضحت أن قانون حماية البيئة الجديد وضع قضية المحميات في مقدمة اهتماماته، حيث تم تخصيص ست مواد فيه لتحديد الجهة المسؤولة عنها، وكيفية ادارتها، والاشتراطات والقوانين الخاصة بها، وسبل حمايتها، والمحظور داخلها.