فخخت الدعوة التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي، للحوار مع رابطة مشجعي النادي الأهلي لكرة القدم "الألتراس"، العلاقة بينه وبين أنصاره من الأحزاب، خاصة ممن يعادون تلك الروابط الشبابية ويتهمونها بممارسة العنف والإرهاب، في حين اعتبرها مراقبون إجراء استهدف من خلاله السيسي امتصاص غضب تلك الروابط، عبر إشراكهم في الاطلاع على آخر ما توصلت إليه نتائج التحقيقات في القضية التي عرفت إعلاميا بـ"مذبحة بورسعيد"، والتي وقعت مطلع فبراير 2011، وراح ضحيتها 72 من مشجعي الفريق الأحمر.

Ad

كان "الألتراس" أحيا ذكرى المذبحة بتنظيم وقفة احتجاجية غاضبة أمام مقر النادي "الأهلي" في منطقة الجزيرة وسط القاهرة، الأحد الماضي، ورددوا هتافات معادية للنظام وللمجلس العسكري الذي حكم البلاد إبان الحادث، ما دفع السيسي إلى دعوتهم إلى تشكيل لجنة ممن يثقون بهم لاطلاعهم على آخر ما وصلت إليه القضية، أو أن يقدموا أدلة جديدة قد تعيد فتح القضية.

انتقادات ورفض

اللافت أن روابط "الألتراس" التشجيعية، لاقت انتقادات ورفض قطاع كبير من السياسيين ومؤسسات الدولة، حتى تم إدراجهم كياناً إرهابياً من قبل محكمة "الأمور المستعجلة"، بينما قال الناطق باسم اتحاد الكرة المصري، عزمي مجاهد، في أول تعليق له عقب وقفة "الألتراس"، إنهم جماعة إرهابية، وجموع المصريين لا يقبلون إهانة الشرطة أو شخص المشير طنطاوي رئيس المجلس العسكري وقت الحادث، مطالبا بمواجهتهم.

في حين أعلنت أحزاب سياسية باركت خطوات السيسي منذ توليه مهام منصبه، رفض تلك الدعوة، حيث أعلن رئيس حزب "مصر الحديثة"، نبيل دعبس، رفض حزبه دعوة الرئيس للحوار مع "الألتراس"، وطالب في تصريحات لـ"الجريدة" بعدم مقابلتهم، وقال: "مصر بها شباب يمتلكون خططا لمشروعات قومية، هم أولى باللقاء من الألتراس"، وشدد على ضرورة وجود حزم تجاه تلك الروابط التي وصفها بـ"العنيفة".

وشن القيادي في حزب "المؤتمر"، عمر صميدة، هجوما على الألتراس، وقال لـ"الجريدة": "سب المشير طنطاوي وتحميله مسؤولية الواقعة غير صحيح، ويجب اتخاذ إجراءات حاسمة ضد الألتراس، وليس مقابلتهم"، في حين أشاد المتحدث باسم حزب "مستقبل وطن"، أحمد سامي، بالدعوة، واعتبرها "خطوة للتصالح من تلك الروابط"، مؤكدا أن الدعوة مهمة وسيكون لها صدى بدليل استجابة الألتراس للدعوة، وقال: "الهجوم على الدعوة ورفضها ليس له مبرر، فالشباب يحتاج إلى من يتحاور معهم".