دعم إماراتي بـ 4 مليارات... واعتقالات تستبق «تظاهرات الجزيرتين»

نشر في 23-04-2016 | 00:02
آخر تحديث 23-04-2016 | 00:02
No Image Caption
• السيسي وولي عهد أبوظبي تفقدا مشاريع «الشيخ زايد»

• طوارئ في احتفالات تحرير سيناء
في ختام زيارة ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، للقاهرة أمس، خصصت الإمارات 4 مليارات دولار لدعم مصر، في وقت سادت موجة غضب بين صفوف قطاعات عريضة من الشارع المصري عقب حملة اعتقالات شملت أكثر من 40 شاباً بمنطقة وسط القاهرة مساء أمس الأول.

أعلنت الإمارات تخصيص أربعة مليارات دولار، دعما لمصر، أمس، نصفها في صورة استثمارات، والنصف الآخر وديعة في البنك المركزي، لدعم الاحتياطي النقدي. وقال مصدر مسؤول إن الإعلان عن الدعم جاء بتوجيه من رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد.

وأنهى ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، محمد بن زايد آل نهيان، زيارته إلى القاهرة أمس، بجولة تفقدية مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، لمشروعات تجمع الشيخ محمد بن زايد، الرابط بين القاهرة والعاصمة الإدارية الجديدة، وودع بعدها السيسي ولي عهد أبوظبي، الذي غادر القاهرة عائدا إلى بلاده.

وكان بن زايد استهل زيارته إلى القاهرة الخميس الماضي، بعقد جلسة مباحثات مع السيسي، بحضور وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي، وعدد من كبار المسؤولين في البلدين، وصرح المتحدث باسم الرئاسة المصرية علاء يوسف، أنه جرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين الجانبين على مختلف الأصعدة، وسبل تنميتها وتطويرها، بما يخدم مصالح الدولتين والشعبين الشقيقين.

وجدد بن زايد خلال اللقاء موقف بلاده الداعم لمصر، سياسياً واقتصادياً، والمؤيد لحق الشعب المصري في التنمية والاستقرار والنمو، مشيراً إلى أن مصر تعد ركيزة للاستقرار وصماما للأمان في منطقة الشرق الأوسط، بما تمثله من ثقل استراتيجي وأمني في المنطقة، الأمر الذي يضاعف من أهمية مساندتها في تلك المرحلة الفارقة.

إلى ذلك، ووسط استعدادات قوى سياسية وشبابية للنزول إلى الشارع بعد غد في تظاهرات رافضة لاتفاق ترسيم الحدود البحرية بين القاهرة والرياض، والتي تنازلت بموجبه الحكومة المصرية عن سيادتها على جزيرتي تيران وصنافير بالبحر الأحمر للسعودية، شنت قوات الأمن مساء أمس الأول، حملة اعتقالات عشوائية للشباب في محيط منطقة وسط القاهرة، ودهمت العديد من المقاهي، وألقت القبض على ما يزيد على 40 شاباً، كان أبرزهم المراسل الصحافي سامح حنين، والكاتب باسم شرف، اللذان تم الإفراج عنهما فجر أمس من قسم قصر النيل، فيما لا يزال بعض الشباب في قبضة الأمن.

وتأتي التظاهرات التي تحمل شعار "مصر مش للبيع"، بالتزامن مع الذكرى الـ 34 لتحرير سيناء من الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت الحقوقية راجية عمران لـ"الجريدة"، إن جميع الشباب الذين تم احتجازهم ألقي القبض عليهم أثناء جلوسهم بأحد مقاهي وسط البلد، مؤكدة أن النيابة لم توضح أسباب القبض أو الاشتباه فيهم، مرجحة أنها حملة أمنية هدفها ترويع الشباب قبل التظاهرات.

مصدر مصري مسؤول كشف لـ "الجريدة"، أن الحملة الأمنية التي شهدتها منطقة وسط القاهرة، جاءت في إطار حملات لتأمين الشارع المصري، مؤكداً أنه تم الإفراج عن بعض الشباب، بعد التأكد من هويتهم، فيما لا يزال البعض في الحجز، لحين وصول التحريات الأمنية عنهم.

وأشار إلى استمرار الحملات الأمنية حتى بعد غد، وعودة الهدوء إلى الشارع المصري، متوقعا إغلاق مقاهي وسط القاهرة بشكل تدريجي.

انتقادات

في غضون ذلك، فجَّر اعتقال الشباب موجة من ردود الفعل الغاضبة بين قطاعات عريضة من السياسيين والحقوقيين ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة أن الحملة جاءت بعد ساعات من إصدار الرئاسة المصرية بيانا نفت فيه وبشدة ما نشره الموقع الإلكتروني لصحيفة "الشروق" القاهرية، والذي تضمن معلومات حول نية النظام التضييق على المتظاهرين.

المرشح الرئاسي الأسبق، خالد علي، وصف حملة الاعتقالات بـ "القمعية المسعورة"، وأضاف عبر صفحته على "فيسبوك": "لا تعبر عن قوة النظام بقدر ما تعبر عن ارتجافه وفقدانه لاتزانه ورعبه من الحراك الشعبي".

بدوره، قال المحامي الحقوقي بالمفوضية المصرية للحقوق والحريات، حليم حنيش، لـ"الجريدة" إنه لا يوجد حصر دقيق لأعداد من تم إلقاء القبض عليهم، وخاصة أن حملة الاعتقالات شملت أكثر من مكان في القاهرة والجيزة والإسكندرية، فيما قال الناشط الحقوقي محمد الباقر، إن "حملات القبض تمت بطريقتين، الأولى عشوائية، بضبط عدد من رواد المقاهي بوسط القاهرة، والثانية ممنهجة، وتمثلت في القبض على بعض الشباب من منازلهم، مثل القيادي بحركة الاشتراكيين الثوريينهيثم محمدين".

فيما النائب البرلماني هيثم الحريري، ذهب إلى أن الممارسات التي تقوم بها وزارة الداخلية مخالفة للقانون والدستور، وبمنزلة إساءة للدولة، وأضاف لـ "الجريدة": "سأطالب بتفعيل دور البرلمان في مسألة وزارة الداخلية"، مطالبا الحكومة بإعطاء الشعب المصري فرصة للتعبير عن رأيه بكل حرية وبلا قمع.

طوارئ سيناء

في الأثناء، قال مصدر أمني إنه تقرر رفع حالة الطوارئ، تزامناً مع احتفالات أعياد مصر والقوات المسلحة بتحرير سيناء، اعتبارا من الغد، وحتى الثلاثاء المقبل، وأفاد المصدر بأنه سيتم رفع حالة الطوارئ بمرفق الإسعاف في جميع المحافظات، ولا سيما بالمستشفيات العامة والمركزية والوحدات الصحية والمراكز الطبية شمالي سيناء.

على صعيد منفصل، وصل إلى مطار القاهرة أمس 28 مواطنا قامت السلطات السعودية بترحيلهم من أراضيها، بعد أن ألقت القبض عليهم أوائل الأسبوع الماضي خلال حملات أمنية شنتها على مخالفي شروط الإقامة لديها.

وذكرت مصادر أمنية، أن المرحَّلين وصلوا إلى القاهرة من جدة، وتبين من التحقيق معهم حدوث خلافات بينهم والكفلاء الذين يعملون لديهم دفعتهم للهروب، بحثا عن عمل في مناطق أخرى، حتى تم القبض عليهم وترحيلهم، بعد إصدار وثائق سفر لهم من القنصلية المصرية في جدة، حيث فقدوا جوازات سفرهم خلال رحلة هروبهم.

back to top