فاجأ المرشحون المحتملون للفوز بترشيح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأميركية، جمهورهم وعموم الأميركيين، بمناظرة نظيفة خالية من التهجمات الشخصية وعبارات التجريح التي أساءت إلى صورة الحزب في مختلف الأوساط.

Ad

للمرة الأولى شهدت المناظرة التي أجرتها محطة سي إن إن في ولاية فلوريدا، حوارا واضحا وهادئا أتاح للمرشحين التعبير عن وجهة نظرهم وشرح برامجهم ورؤاهم حول أولويات القضايا التي تهم الناخبين.

وبدا أن سيل الانتقادات التي تعرض لها المرشحون، على امتداد الأيام الماضية، نجح بشكل حاسم في إجبارهم على الالتزام بأصول الحوار، وعلى نقاش اختلافاتهم حول تلك القضايا.

لم يتراجع أي من المتنافسين عن وجهة نظره، لكن على الأقل اتيح لهم استعراضها بشكل أعاد للجمهوريين الأمل في اختيار منافس يمكنه مواجهة المرشح الديمقراطي الذي سيفوز في المقلب الآخر.

أهمية المناظرة أنها تأتي تماما بعد المناظرة الديمقراطية التي شهدت مناوشات حادة بين هيلاري كلينتون وبيرني ساندرز، وقبل أيام على انتخابات الثلاثاء المقبل حيث تجري انتخابات تمهيدية في خمس ولايات حاسمة بينها فلوريدا واوهايو ونورث كارولينا وميسوري.

من الآن فصاعدا سيتمكن الفائز في انتخابات الولايات من الاستحواذ على كامل عدد مندوبي الولاية التي يفوز بها إلى المؤتمر الحزبي العام الذي سيجري في كليفلاند في أوهايو في يوليو المقبل. وعندها حظوظ حسم السباق ستكون واضحة جدا وسريعة.

لهذا تركزت كل الأنظار لمراقبة أداء المرشحين الذين اظهروا التزاما محترفا في التجاوب مع اسئلة المنظمين.

وبحسب استطلاعات الرأي التي أجريت قبل المناظرة لتحديد القضايا الأكثر أهمية بالنسبة إلى الناخبين والتي ستتركز عليها المداخلات، استعاد الاقتصاد المرتبة الأولى في سلم الأولويات تبعه قضايا متصلة به كالضرائب وخلق الوظائف والصحة وخفض حجم الحكومة والتعليم وضرورة ردم الهوة فيه، مقارنة مع باقي دول العالم، وقضية المهاجرين.

دونالد ترامب عمد للظهور بمظهر المرشح الرئاسي، مبتعدا عن أسلوب التقريع والتهجم الشخصي على منافسيه، لإحساسه بأن الاستمرار في هذا الأسلوب بات سلاحا خاسرا من الآن فصاعدا، في ظل احتفاظه بتقدمه.

وفي حين اتفق المرشحون على نقد خطط الديمقراطيين بشكل عام وعهد الرئيس باراك أوباما بشكل خاص، اختلفوا بشكل واضح حول ثلاث قضايا كبرى: أولا قضية المهاجرين وكيفية حل معضلة الملايين منهم غير الحاصلين على وثائق شرعية، وثانياً الموقف من الإسلام وكيف ينبغي التعامل مع المسلمين، بالاستناد الى تصريحات ترامب الاخيرة والتي اعاد التأكيد عليها في المناظرة، وأخيرا الموقف من إسرائيل وكيفية حل الصراع مع الفلسطينيين.

ترامب جدد تمسكه بسياسة ترحيل المهاجرين غير الشرعيين منتقدا تعهدات المرشحين الديمقراطيين في هذا المجال، في حين رفض منافسوه تيد كروز وماركو روبيو وجون كاسيك هذا الحل مفضلين سياقا أكثر واقعية وإنسانية، خصوصا أنهم يخاطبون جمهور فلوريدا حيث أكثر من 30 في المئة من الناخبين هم من السود ونحو 40 في المئة من اللاتين غالبيتهم من كوبا.

وفيما أصر ترامب على موقفه من الاسلام رفض الآخرون اعتبار الاسلام معاديا لاميركا، متحدثين عن الاسلام الراديكالي.

وقالوا إنه لا مصلحة للولايات المتحدة في استعداء 1.2 مليار مسلم حول العالم، في الوقت الذي تسعى فيه إلى كسب المعركة ضد تنظيم داعش.

كما اتفقوا على ضرورة زيادة حجم القوات الأميركية على الأرض وتعزيز التحالف مع الدول العربية والاسلامية، وعلى أن الاتفاق النووي مع ايران هو اتفاق سيئ، متعهدين كل على طريقته باستبداله باتفاق آخر.

غير أن الخلاف الأبرز نشب بين ترامب والآخرين حول اسرائيل، فقد اتهمه كروز خصوصا بتعريض امنها للخطر بسبب اعلانه أنه سيقف موقفا محايدا خلال التفاوض مع الفلسطينيين.

وتبارى كروز على إعلان دعمه المطلق لها، فيما شدد روبيو وكايسك على ضرورة الضغط على السلطة الفلسطينية من أجل فك ارتباطها مع حماس ونبذ وإدانة ما اعتبروه بالأعمال العدائية ضد الاسرائيليين من الفلسطينيين.

واعتبر المعلقون ان المناظرة الجمهورية كانت ناجحة بكل المقاييس، خصوصا ان المتنافسين تمكنوا من استعراض مواقفهم، علما ان بعضهم كروبيو مضطر لتقديم أفضل ما عنده في ولايته حيث يتوقف على فوزه فيها مصير حملته.

كارسون يجير أصواته لترامب

أعلن الملياردير الأميركي دونالد ترامب أثناء نقاش أمس الأول أن طبيب الاعصاب المتقاعد بن كارسون المرشح السابق للانتخابات التمهيدية للجمهوريين، سينضم إلى معسكره وذلك قبل أيام قليلة من محطة مهمة في هذه الانتخابات التمهيدية.

وقال ترامب أثناء نقاش في ميامي بفلوريدا بثته قناة سي ان ان" "كنت مع الطبيب بن كارسون اليوم الذي سينضم إليّ، في الواقع، صباح الغد".

وكان كارسون انسحب الاسبوع الماضي من السباق بعد سلسلة من النتائج السيئة.