غطاس لـ الجريدة•: «حماس» عاجزة بسبب قطر وتركيا
«الحركة ألحت على لقاء المخابرات والقاهرة وجهت إنذاراً أخيراً للرد على عدة ملفات»
فجَّر النائب البرلماني الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية والقضية الفلسطينية، سمير غطاس، مفاجأة كبيرة، قائلاً إن حركة «حماس» طلبت بإلحاح شديد الاجتماع مع أطراف مصرية الأسبوع الماضي، مشيراً إلى أن مصر فتحت عدة ملفات مع قيادات الحركة، وأمهلتهم وقتاً محدداً للرد، ومؤكداً أن «حماس» لن تستطيع أن تفي بالتزاماتها تجاه الطلبات المصرية. وقال غطاس، خلال مقابلة مع «الجريدة»، إنه لا يخشى التهديدات بالتخلص منه في البرلمان، مشدداً على أنه أول من تنازل عن حصانته طواعية في تاريخ البرلمان. وفيما يلي نص الحوار:
• هل أنت مع فكرة تورط «حماس» في مقتل النائب العام السابق هشام بركات؟- بكل تأكيد، وهذه ليست المرة الأولى، وطبقا للاعترافات الموثقة لأعضائها، فقد تورطت «حماس» في تفجير فندق «غزالة» بمنتجع شرم الشيخ، عام 2006، وأيضا اختراق بعض قادتها، وأبرزهم أيمن نوفل، في الدخول عبر الأنفاق إلى سيناء، حيث ضبط وبحوزته أحزمة ناسفة ومتفجرات، وتم احتجازه في سجن «أبو زعبل»، وجاءت قوات «حماس» أثناء ثورة 25 يناير 2011، واقتحمت السجون وأطلقت سراح المسجونين، وهناك اعتراف علني مُثبت من القيادي الإخواني عصام العريان في حوار له مع جريدة «الحياة اللندنية» بتاريخ 27 يونيو 2013 قال فيه نصاً: «كان من الطبيعي أن تأتي قوات حماس للإفراج عن المعتقلين من سجن أبو زعبل»، وبالتالي ليس غريباً أن تشارك «حماس» في عمليات تهدد الأمن القومي المصري.• كيف تابعت لقاء وفد «حماس» وجهاز المخابرات المصرية مؤخراً؟- المخابرات المصرية وافقت على اللقاء بعد إلحاح شديد من «حماس»، حيث واجهتها بعدد من الملفات وطلبت منها الإجابة عنها، كما أعطت المخابرات للحركة مهلة للرد في الأيام القليلة المقبلة، وهذا إنذار أخير لـ«حماس».• ما أهم الملفات التي دار حولها النقاش؟- أول هذه الملفات مسألة عملية اغتيال النائب العام السابق، والثاني ملف «المعبر»، حيث طالبت «حماس» بتنفيذ الاتفاقيات وتسليم المعبر لقوات أمن الرئاسة الفلسطينية، حتى يتم تشغيله بصفة منتظمة، حيث تغلقه «حماس» بإصرارها على أن تكون موجودة فيه، والثالث ملف «الأنفاق»، التي يتم حفرها من رفح الفلسطينية، وتسيطر عليها «حماس» وتتقاضى مقابلها أموالاً، والرابع ملف «المجموعات الإرهابية» التي تنتمي لـ»داعش»، الموجودة في غزة تحت إشراف ورقابة «حماس» مثل «كتائب التوحيد»، التي أعلنت علاقتها الرسمية بالجماعات الإرهابية الموجودة في سيناء، والخامس ملف تهريب الأموال والأفراد والأسلحة في القوارب الصغيرة عبر البحر من غزة.• هل تتوقع استجابة الحركة للمطالب المصرية ومن ثم استئناف المفاوضات بين الجانبين؟ - «حماس» غير قادرة على الوفاء بالالتزامات التي طلبتها مصر مؤخراً، فالتصريحات التي صدرت متضاربة، وهي لبعض القيادات وليس من قبل المكتب السياسي للحركة، مثل خليل الحية الذي تحدث عن إمكانية الاستجابة للمطالب المصرية، وأخرى مضادة من القيادي محمود الزهار تنفي إمكانية التوصل إلى اتفاق مع الجانب المصري، وهذا سببه أن «حماس» لا تملك قرارها الذي يعتبر في يد قطر وتركيا، فضلا عن قرار «كتائب عز الدين القسام» الذي يختلف عن المكتب السياسي.• بماذا تفسر استمرار العمليات الإرهابية في سيناء رغم ضربات الجيش الموجعة؟- السبب دخول مجموعات من خبراء المتفجرات من قطاع غزة إلى سيناء، بالرغم من أن القوات المسلحة وأجهزة الأمن تمكنت من منع قيام هذه المجموعات بعمليات كبرى على غرار «كرم القواديس» و»الشيخ زويد»، ولذلك لجأت إلى استخدام تكتيك جديد هو التفجير عن بُعد.• كيف تقيم أداء البرلمان بعد شهرين من بدء عمله؟- من المبكر جدا إصدار أحكام قطعية على برلمان جديد في تكوينه وخريطته السياسية، خاصة أن المجلس كان منشغلا في الفترة الماضية بمناقشة القوانين التي صدرت في غيبته في عهد الرئيسين عدلي منصور وعبدالفتاح السيسي، وإقرار اللائحة الداخلية، وبعد أسبوع تقريبا سيتم عرض بيان الحكومة ومن ثم يبدأ العمل الحقيقي لنواب الشعب.• لماذا اتهمت «دعم الدولة» بالدكتاتورية والسعي للتخلص منك؟- أنا لا أخشى التخلص مني، وأنا النائب الوحيد منذ أول مجلس نواب عام 1866 الذي قدم تنازلا طواعية عن الحصانة البرلمانية، وواجهت ائتلاف «دعم مصر» بأنه أغلبية رقمية، وهو يسعى إلى إقصاء الآخرين ومحاولة السيطرة والهيمنة على البرلمان، وهذا أمر غير مقبول.• وهل سيناريو إسقاط عضوية توفيق عكاشة مرشح للتكرار مع بعض النواب؟- لن يحدث وأنا انتقدت ذلك، لأن هناك خطأ في الإجراءات والتهم التي وجهت إلى عكاشة لا تستوجب إسقاط عضويته.