أكد الجارالله أن اجتماع مجموعة العمل المعنية بالاستقرار والتابعة للتحالف الدولي ضد «داعش» يؤكد عزم الكويت العمل مع المجموعة الدولية لمكافحة هذه الآفة الخطيرة وفق نهج واضح وخطط مدروسة واستراتيجية شاملة.

Ad

شدد نائب وزير الخارجية خالد الجارالله على ضرورة تقديم الدعم المتواصل لجهود الحكومة العراقية في التصدي للعمليات الإرهابية والعمل على تحقيق الاستقرار في العراق وإعادة بناء الوحدة الوطنية مما يسهل العودة الطوعية لسكان المناطق المحررة هناك.

جاء ذلك في كلمة ألقاها الجارالله خلال افتتاحه امس أعمال الاجتماع الرابع لمجموعة العمل المعنية بالاستقرار التابعة للتحالف الدولي ضد ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) التي تستضيفها الكويت وتترأسها كل من الإمارات وألمانيا.

وقال إن هذا الاجتماع يؤكد عزم الكويت العمل مع المجموعة الدولية لمكافحة هذه الآفة الخطيرة وفق نهج واضح وخطط مدروسة واستراتيجية شاملة يشارك فيها المجتمع الدولي الذي قوض الإرهاب استقراره وأفقد شعوبه الأمن والأمان.

وأضاف أن ما حققته المجموعة في دوراتها الثلاث الماضية من تنسيق وإنجازات "يجعلنا نتفاءل أكثر في تحقيق مزيد من الأهداف التي من أجلها شكلت هذه اللجنة" مشيرا إلى أن "التزامنا بمنظومة العمل الجماعي ضد مكافحة التنظيمات الإرهابية لم يعد خيارا بل إيمان بمبدأ وفق استراتيجية طويلة الأمد ومتعددة الأوجه".

تنسيق وتعاون

وشدد على أن ما يربط الكويت والعراق "أسبق من التحالف وأعمق من الجوار وأقوى من الإرهاب" وأن هذه الخصوصية ترجمت من خلال تنسيق وتعاون ثنائي على كل الصعد وفي جميع المجالات وفي مقدمتها الشأن الإنساني الذي يأتي على رأس أولويات الكويت أميرا وحكومة وشعبا.

وأشار الجارالله إلى ضرورة تقييم التقدم الذي تم إحرازه للجهود المتعلقة بمجموعة الاستقرار ومناقشة الخطط المستقبلية في سبيل إنجاح وتحقيق الأهداف المرجوة.

وأعرب عن ثقته التامة بنجاح عمل هذه المجموعة "المهمة والتي تلعب دورا أساسيا في تمكين النازحين من المناطق التي كان يسيطر عليها ما يسمى تنظيم (داعش) الإرهابي وعودتهم إلى ديارهم وإعادة إعمار البنية التحتية وتأمين العيش الكريم لهم".

وقال إن المجتمع الدولي يتطلع إلى هذا الاجتماع متأملا اتخاذه الخطوات اللازمة التي من شأنها ترجمة "مواقفنا المعارضة لوحشية الجماعات المسلحة الإرهابية الموجودة الآن في جميع أنحاء العالم والهادفة إلى إشاعة الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة والتي يجب عدم ربطها بدين أو عرق أو جماعة بعينها".

وعقب الاجتماع جدد الجارالله في تصريح للصحافيين التأكيد أن الكويت جزء من التحالف الدولي وستبقى كذلك تساهم في كل ما يمكنها تقديمه لدعم هذا التحالف.

وعن الشأن العراقي، أكد أهمية الاستجابة لطلب العراق تقديم الدعم اللوجستي والمادي والسياسي له مشيرا إلى أن الكويت منذ البداية "شعرت بحاجة الأشقاء في العراق وقدمت دعما ومساعدة بـ 200 مليون دولار كما وافقت على تأجيل دفعات التعويضات حتى يتمكن العراق من مواجهة الأعباء المتزايدة والتحديات التي فرضتها الأوضاع الأمنية والتنظيمات الإرهابية الموجودة على أرضه".

إعادة الاستقرار

من جانبه، أكد مدير مكتب رئيس مجلس الوزراء العراقي الدكتور مهدي العلاق الحاجة الماسة إلى حث الخطى للاسراع في أعمال إعادة الاستقرار في المناطق المحررة في العراق، مشيرا إلى أن ما تحقق حتى الآن "يبعث الأمل في أن الجهود الخيرة لأشقائنا وأصدقائنا تشكل دعامة لتعزيز الاستقرار".

وأضاف العلاق في كلمة أمام الاجتماع أن الجهد الذي بذل في مناطق محافظة صلاح الدين العراقية ضمن مهمة إعادة الاستقرار "يعد أمرا لافتا للنظر" حيث أدى ذلك فضلا عن جهود الحكومة العراقية إلى عودة أكثر من 90 في المئة من سكان مدينة تكريت والمدن الأخرى.

وذكر أن هذا التقدم الكبير الذي حصل في اعادة الاستقرار "يزيد من أعباء جهودنا من أجل النجاح في إعادة الاستقرار في مناطق أخرى كثيرة محررة" مبينا أن من التحديات التي تواجه الحكومة العراقية في الإيفاء بمتطلبات الاستجابة السريعة لاعادة الاستقرار في المناطق المحررة "الاستجابة الإنسانية في المناطق المتوقع تحريرها قريبا كالنزوح المتوقع في المناطق المشمولة بالخطط العسكرية للتحرير".

وأكد العلاق ضرورة تنسيق الجهود لشمول مناطق أخرى تتعدى الرقعة الجغرافية للمناطق المحررة التي تضررت بسبب الحصار أو المواجهات العسكرية للدفاع عنها، مشددا على أهمية "المصالحة وتسريع جهود اعادة الاستقرار خصوصا في المناطق المحررة".

وأشار إلى أن المخلفات العسكرية القابلة للانفجار والعبوات الناسفة تعد التحدي الأكبر بوجه إعادة الاستقرار والتي تعوق أحيانا تلك الجهود وتؤدي إلى خسائر بشرية كبيرة جراء عدم توفير الإمكانيات المناسبة لإزالتها وفق شروط ومتطلبات السلامة الدولية.

... ويستقبل سفير السعودية

اجتمع نائب وزير الخارجية خالد الجارالله، أمس، مع سفير المملكة العربية السعودية لدى الكويت د. عبدالعزيز الفايز.

وتم خلال اللقاء بحث عدد من أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين، إضافة إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية.

خطط بديلة إذا استمرت خروقات الهدنة في سورية

عبر نائب وزير الخارجية خالد الجارالله عن أسفه للخروقات التي تمت في اليومين الماضيين للهدنة في سورية، معربا عن قناعته "بصمود وقف إطلاق النار الذي تم البدء في تنفيذه السبت الماضي".

وقال الجارالله، في تصريح للصحافيين عقب افتتاحه الاجتماع الرابع لمجموعة العمل المعنية بالاستقرار التابعة للتحالف الدولي ضد "داعش"، إن هناك خططا بديلة في حال استمرار خرق وقف إطلاق النار اتفقت عليها الأطراف المعنية وهي الولايات المتحدة وحلفائها، مضيفا "إذا كان للكويت دور فسيكون في إطار هذا التحالف الدولي". وكان مجلس الأمن الدولي تبنى بالإجماع مساء الجمعة الماضي القرار رقم 2268 الذي يصادق على بيان أميركي- روسي مشترك بشأن وقف الأعمال العدائية في سورية. ويطالب القرار الذي صاغته مجموعة الدعم الدولية لسورية برئاسة روسية- أميركية مشتركة بوقف الأعمال العدائية على أن يدخل حيز التنفيذ في منتصف ليلة الجمعة- السبت 27 فبراير بتوقيت دمشق.