«الأهلي المصري» ينسحب ويترك «سي آي كابيتال» لساويرس رغم استمرار إجراءات الاستحواذ

أعلنت شركة «الأهلي كابيتال» انسحابها من صفقة الاستحواذ على شركة «سي آي كابيتال»، رغم الاستمرار في إجراءات عرض الاستحواذ.

وقال البنك الأهلي المصري، في بيان أمس الأول، إن شركة الأهلي كابيتال القابضة (ACH)، الذراع الاستثمارية للبنك، تقدمت بعرض غير ملزم للاستحواذ على 100 في المئة من شركة سي آي كابيتال القابضة، والتي تمثل بنك الاستثمار التابع للبنك التجاري الدولي CIB، تمهيدا للبدء في اجراءات الفحص النافي للجهالة والذي وفقا لنتائجه كان البنك سيتقدم بعرض الشراء النهائي.

وطلبت شركة الأهلي كابيتال مدة 45 يوماً لإجراء الفحص النافي للجهالة الذي يشمل النواحي المالية والقانونية والالتزامات التعاقدية والضريبية ونظم التشغيل وغيرها من المعايير المطلوبة للوصول الى تقييم عادل.

غير أن البنك التجاري الدولي أصر على قصر المدة على 14 يوما فقط، وعلى الرغم من إبداء شركة الأهلي كابيتال استعدادها لضغط المدة الى 30 يوما، والتي تعد أقل مدة مهنية ممكنة لإجراء مثل هذا الفحص، الا أن هذا العرض لم يلقَ قبول الطرف الآخر، وهو الأمر الذي يحد من قدرة شركة الأهلي كابيتال على اجراء الفحص النافي للجهالة بالمهنية المطلوبة والمتعارف عليها في عمليات الاستحواذ، خاصة في ضوء طبيعة نشاط الشركة وقيمة العرض التنافسي المقدم من «الأهلي كابيتال».

وبذلك أفسح البنك الأهلي المصري الطريق أمام العرض الذي تقدمت به شركة «اوراسكوم للاتصالات والإعلام»، المملوكة لرجل الأعمال المصري نجيب ساويرس للاستحواذ على الصفقة.

عرض للشراء

وكانت شركة الأهلي كابيتال تقدمت بعرض غير ملزم للاستحواذ المشار اليه في ظل الظروف السوقية المواتية ولتحقيق أهدافها في مجالات الوساطة في الأوراق المالية، والخدمات المصرفية الاستثمارية وإدارة الأصول بشكل أسرع لمواجهة متطلبات أسواق رأس المال وتنوع مصادر التمويل والاستثمار وتعظيم دور شركة الأهلي كابيتال لدفع الاقتصاد القومي ودعم المشروعات الكبرى التي تم إطلاقها أخيراً، وهو ما يتطلب تواجد بنك استثماري قوي مدعوم بقدرات مالية ضخمة.

وكانت مصادر مطلعة أكدت لـ «العربية. نت»، أن إعلان «الأهلي المصري» التقدم بطلب لشراء «سي آي كابيتال»، يأتي في إطار قطع الطريق أمام استحواذ أشخاص بأعينهم على البنك.

وأوضحت المصادر، التي طلبت عدم ذكر اسمها، أن ساويرس يسعى لامتلاك بنك خاص، وسبق أن لجأ إلى البنك المركزي المصري لطلب الموافقة على الترخيص ببنك جديد، لكن رد «المركزي» جاء ليؤكد أنه لا نية لمنح تراخيص بنوك جديدة، وأن الطريقة الوحيدة لامتلاك بنك هي الاستحواذ على أحد البنوك القائمة العاملة في السوق المصري.

وتقدم ساويرس منتصف ديسمبر الماضي من خلال شركته «أوراسكوم للاتصالات والاعلام» بعرض للاستحواذ على «سي آي كابيتال» الذراع الاستثمارية للبنك التجاري الدولي، أحد أكبر البنوك الخاصة العاملة في مصر، في صفقة تقدر قيمتها بنحو مليار جنيه.

ويسعى ساويرس إلى إنشاء بنك استثمار إقليمي يبدأ بعملية الدمج المزمعة لـ»بلتون» و»سي آي كابيتال»، للمنافسة في أسواق الخليج كمرحلة أولى من خطته التوسعية التي تستهدف أيضا التوسع في خدمات تكنولوجيا المعلومات بأوروبا، مستغلا الإمكانات المالية القوية لشركته، التي تسعى لرفع رأسمال الكيان بعد الصفقة لتمويل تلك التوسعات، ومن المتوقع أن يدير الكيان المرتقب «بلتون ــ سي آي كابيتال» أصولاً بقيمة 40 مليار جنيه، منها 30 مليار جنيه أصول «بلتون» تتضمن الصندوق النقدي لبنك مصر بقيمة 11 مليارا.

وأوضحت مصادر لـ «العربية.نت» أن ساويرس شكل مجلس إدارة «بلتون» ليضم مسؤولين سابقين في الحكومة المصرية، بينهم وزير مالية سابق، واثنين من رؤساء مجلس إدارة البورصة المصرية السابقين، ما يشير إلى استعداد «بلتون» وجاهزيتها للاستحواذ على «سي آي كابيتال» وإدارتها كبنك خاص.