على وقع امتداد حركة الاحتجاج على البطالة والتهميش الاجتماعي، التي انطلقت من القصرين إلى مدن تونسية أخرى، بعد 5 سنوات من الثورة التي أطاحت نظام الرئيس زين العابدين بن علي، أعلنت وزارة الداخلية التونسية، أمس، فرض حظر تجول ليلي في كافة أنحاء البلاد.

Ad

وبررت الوزارة قرارها، بأنه جاء بعدما "شهدته البلاد من اعتداءات على الأملاك العامة والخاصة، وما بات يُشكله تواصل هذه الأعمال من مخاطر على أمن الوطن والمواطن".

وأكدت "الداخلية"، أن "كل مخالفة لهذا القرار يتعرض مرتكبها إلى التبعات القانونية اللازمة، في ما عدا الحالات الصحية والمستعجلة وأصحاب العمل الليلي".

وفي وقت سابق، دعت السلطات إلى الهدوء، بعد أيام من الاضطرابات اندلعت في القصرين، إثر وفاة الشاب رضا اليحياوي (28 عاماً) العاطل عن العمل السبت بصعقة كهربائية خلال تسلقه عموداً قرب مقر الوالي، احتجاجاً على سحب اسمه من قائمة توظيف في القطاع العام. وأكد المسؤول في الحرس الوطني خليفة شيباني، أمس، أنه تم توقيف 16 شخصاً في تونس الكبرى "بعد أعمال تخريب ونهب للمتاجر والمصارف في حي التضامن الشعبي"، موضحاً أن الصدامات استمرت حتى الخامسة فجراً بين الحرس وملثمين.

وفي حين ذكرت مراسلة وكالة "فرانس برس"، أن متجرين لبيع الأدوات المنزلية وفرعاً مصرفياً تعرضت للتخريب والنهب في الشارع الرئيس في الحي، كما أضرمت النار في نقطة حراسة للشرطة، أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية وليد الوقيني التوقيفات، وقال إن هناك "مجرمين يسعون لاستغلال الوضع".

وفي القصرين، وسط البلاد، استخدمت الشرطة أمس الأول، مجدداً، الغاز المسيل للدموع، لتفريق متظاهرين قطعوا الطرقات، ورموا الجنود بالحجارة، واستمر الوضع متوترا طوال الليل.

والأربعاء توفي شرطي لدى انقلاب سيارة أمن حين كانت تحاول تفريق متظاهرين في فريانة، التي تبعد 30 كلم عن القصرين، التي سجل مشفاها العام منذ بداية الاضطرابات 240 جريحاً من الأهالي و74 من قوات الأمن.

وبينما حذرت الحكومة من مخاطر تسلل "مندسين بين المحتجين السلميين"، بعد أن أعلنت عن إجراءات عاجلة لتهدئة الوضع، بدا وكأنها أثارت تململاً وغضباً في أماكن أخرى، كما في سليانة وسيدي بوزيد، مهد الثورة التونسية في 2010، التي قطع متظاهروها العديد من الطرقات، بإشعال النار في إطارات مطاطية ورشق شبان الشرطة بالحجارة.وسجلت احتجاجات واضطرابات في جندوبة وقفصة وقبلي، حيث أحرق مركز للحرس الوطني في بلدة سوق.  وإزاء تدهور الوضع، اختصر رئيس الحكومة الحبيب الصيد جولته الأوروبية، حيث شارك في منتدى دافوس، وأعلن أنه سيرأس اليوم اجتماعاً طارئاً لمجلس الوزراء، مطمئناً بأن الوضع "تحت السيطرة"، بينما عقد البرلمان جلسة طارئة لمناقشة التطورات.

وفي ختام مأدبة غداء مع الصيد في قصر الإليزيه بباريس، أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، أمس، "تطبيق خطة دعم لتونس بقيمة مليار يورو على السنوات الخمس المقبلة"، موضحاً أن "أحد المحاور الرئيسة لهذه الخطة يهدف إلى مساعدة المناطق الفقيرة والشباب، من خلال التركيز على الوظائف".