يبدو أن «حزب الله» قرر التصعيد ضد المملكة العربية السعودية، مواكبا تحركات أنصاره في الشوارع. وانشغل لبنان منذ مساء أمس الأول وطوال يوم أمس بنزول أنصار «حزب الله» الى الشوارع في بيروت والمناطق وقطعهم بعض الطرقات احتجاجاً على تقليد الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصرالله خلال برنامج «واي فاي» على قناة «mbc» السعودية.

Ad

وفور شيوع فيديو بثته القناة عن نصرالله عبر مقطع يقلّده ويسخر منه ويظهره يقبل يد إيران، تجمع عدد من الشبان في منطقة المشرفية في الضاحية الجنوبية. وسرعان ما تطور الأمر إلى قطع عدد من الطرقات في الضاحية الجنوبية وطريق المطار والشويفات وسبيرز، كما قطعت الطرقات في البقاع في بعلبك وبريتال ودورس، احتجاجا وتعبيراً عن السخط. وتطورت الأمور في أكثر من منطقة ووصلت الى قطع طريق الصالومي في سن الفيل في الضاحية الشمالية لبيروت، والتي تسكنها غالبية مسيحية، من قبل عدد كبير من الشبان الذين قدموا من منطقة النبعة وغادروا فوراً. وأقفل أمس طريق جلالا في زحلة، وقطع طريق الشويفات- كفرشيما، كما قطع طريق تعلبايا- شتورة احتجاجاً على الشريط.  وتمكن الجيش اللبناني من ضبط الوضع وأعاد فتح الطرقات التي أقفلها المحتجون، وأصدر بياناً أشار فيه إلى اتخاذه «الاجراءات الأمنية المناسبة للحفاظ على سلامة المواطنين ومنع التعدي على الأملاك العامة والخاصة. وأعيد الوضع إلى طبيعته من دون تسجيل أي حادث يذكر»، مؤكداً «استمرار قوى الجيش في تسيير دوريات وإقامة حواجز للحفاظ على الأمن والاستقرار».

عبارات طائفية

في المقابل، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بعد انتشار فيديوهات عن شتم المتظاهرين في الضاحية للسعودية ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري وإطلاقهم عبارات مذهبية وطائفية. وبدأت الردود على مواقع التواصل تتوالى بشكل حاد. كما بدأ البعض، ومنها وسائل اعلامية، ببث الشائعات عن اشتباكات تحصل في منطقة السعديات بين «حزب الله» وتيار «المستقبل»، والبعض الآخر بث شائعات عن أنّ هناك تجمعات مضادة في طرابلس وبعض مناطق بيروت في الطريق الجديد وقصقص.

تصعيد «سياسي»

على الصعيد السياسي، هاجم نائب رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق السعودية، معتبرا أن «قناع  النظام السعودي قد سقط عن وجهه الحقيقي في لبنان، بعدما ضبط هذا النظام بالجرم المشهود متلبساً بالتحريض على الفتنة بين اللبنانيين»، متهما الرياض بأنها «تريد إذلال اللبنانيين وابتزاز الموقف الرسمي اللبناني». بدوره، اعتبر الوكيل الشرعي العام للمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي في لبنان الشيخ محمد يزبك: «أي عروبة هم يتحدثون عنها؟ أين هذه العروبة؟ هل نذهب الى المختبر لنرى إن كان دمنا عربيا؟»، وشن أعنف هجوم على سياسات الرياض في سورية واليمن.

حمادة

من ناحيته، أشار عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب مروان حمادة أمس الى أن «المسؤولية هي شعبية واعلامية، ويجب القول لحزب الله إنه لا يستطيع اكمال الوضع كما هو، وبالأمس مرت جحافل من الناس احتجت على شيء لا علم لنا به، واذا الجيش لا يستطيع ضبط هولاء الناس نعرف لماذا اوقفت السعودية الهبة، ما يعني ان حدود قدرة الجيش تقف عند حدود قدرة المسؤولين». واعتبر حمادة أنه «لا تحرز ان نطير لبنان من اجل 5 كلم في مزارع شبعا المحتلة، وطلب من الجميع العودة الى عروبتهم، وحين العودة الى عروبتهم يعودون الى لبنانيتهم»، وأكد ان «14 اذار لم تستسلم، ويمكن البعض استسلم او استسهل». وتوقع أن «لا تطرد دول الخليج اي احد من الخليج، ما عدا أشخاصا تورطوا عمليا مع حزب الله».