بوتين... الستاليني!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
ربما أن هناك إجماعاً يؤيده بوتين على أن إرسال الجيش السوفياتي إلى أفغانستان، الذي تم من دون علم ليونيد بريجنيف، لأنه كان في ذروة انهيار أوضاعه الصحية، كان خطأ فادحاً ساهم في زوال التجربة السوفياتية، لكن ما لا يستطيع أحد إنكاره هو أنه كان لـ "الجيش الأحمر" دور أساسي ورئيس في القضاء على أدولف هتلر ونظامه النازي والاستبدادي في الحرب العالمية الثانية. ويقضي الانصاف عدم إنكار الأدوار العظيمة التي لعبها الاتحاد السوفياتي في دعم ومساندة كل حركات التحرر التي شهدتها معظم عقود القرن العشرين، ومن بينها حركات التحرر العربية، سواء في الجزائر أو دول المغرب العربي أو مصر (حرب السويس عام 1956)، وأيضاً في السودان وكل المشرق العربي، أو بالنسبة إلى القضية الفلسطينية التي كانت قضية سوفياتية.إن هذه الأمور لا يمكن إنكارها، بل لا يجوز، ولهذا فعندما ينشئ بوتين مؤسسة وطنية لإنصاف الإرث السوفياتي وإحيائه، فإنه يثبت ثقة عالية بالنفس جعلته يصدر قانوناً في عام 2014 يمنع فيه حتى المؤرخين من انتقاد المرحلة الستالينية، واعتبار أنهم لا يحترمون المحاربين القدماء، والمفترض أن تبادر هذه المؤسسة بنشر التاريخ الروسي داخل روسيا وخارجها، بما في ذلك تاريخ المرحلة السوفياتية.والمستغرب أن هذا الذي قام به بوتين لإنصاف المرحلة السوفياتية، التي لا شك في أنه كانت فيها إيجابيات كثيرة، إلى جانب سلبياتها الكثيرة أيضاً، قد جعل الذين يخالفونه الرأي والذين يقصدون التحامل عليه يصفونه بأنه "ستاليني"، وحقيقة أن هذا لا يعيبه إذا أخذنا بعين الاعتبار ظروف ومتطلبات تلك المرحلة التاريخية التي شهدت أسوأ حرب في تاريخ البشرية، وهي الحرب العالمية الثانية.