بعد غياب طويل عن الإطلالات الإعلامية، نجح الإعلامي نيشان في استضافة الفنان اللبناني القدير أنطوان كرباج في ثاني حلقات برنامج «أكابر» (يعرض عبر شاشة «أم تي في»). وفي حديث عفوي وصادق، تحدّث كرباج عن زمن الفن الجميل وعلاقته بالرحابنة، وعن فيروز وصباح وغيرهما.

Ad

أكّد الفنان اللبناني أنطوان كرباج أنه لا يحبّ كلمة «نجومية» كونها فُرغّت من مضمونها الحقيقي، وقال: «تعني النجومية لدى بعض الفنانين الغرور والتكبّر، بينما في الحقيقة من يريد التشبه بالنجمة عليه أن يتواضع أولّاً كالنجمة الحقيقية التي تختفي في النهار وتطلّ في الليل خجولة ومتواضعة، حتى في شعاعها. للأسف، أصبحنا في زمن لا يقبل البعض الإطلالة في برنامج في حال لا يتم تقديمه بالنجم الكبير».

واعترف كرباج في برنامج «أكابر» مع نيشان بأن أستاذه في المسرح هو منير أبو دبس، مؤسس الحركة المسرحية الحديثة في لبنان، وأن فنانين كثراً تتلمذوا على يديه، من بينهم رفعت طربيه الذي يفتخر به، مبدياً إعجابه برندا الأسمر ووصفها بـ «التلميذة الشاطرة». ومن نجوم سورية أبدى إعجابه بسلوم حداد، ومن مصر بأحمد مظهر.

الحديث بين الفنان والإعلامي لم يخلُ من السياسة، فاعتبر كرباج أن عهد الرئيس كميل شمعون، في خمسينيات القرن الماضي، كان أحد أفضل العهود  التي مرت على لبنان، واصفاً بشير الجميل وريمون أده بـ «الكبيرين»، ومبدياً أسفه على كل كبير من لبنان يتم اغتياله وتصفيته.

أضاف: «لا «كبار» في السياسة اليوم بل «كبار» في النجاسة. تاريخ لبنان عظيم وفي استطاعته جذب الناس من أنحاء العالم. لا ننسى أن الحرف انطلق من لبنان. حتى مدينة جبيل منحت اسمها للكتاب المقدّس (بيبل). أذكر أن علماء آثار  زاروا بيروت قبل سنوات وعثروا على  «زاروب» يعود إلى آلاف السنوات، أتساءل أين هو اليوم ومن يتحدّث عن هذا المعلم ومن يستغلّه لمصلحة هذا الوطن؟».

أما حول مرشحه لرئاسة الجمهورية اللبنانية، فأوضح أن الأسماء لا تهمّ بل أن يكون الرئيس قريباً من الناس، وتهمّه مصلحة الوطن واللبنانيين والفقراء والمتعبين من التردّي الاقتصادي الحاصل، مشدداً على أنه يحترم الأديان كافة ويمقت التعصّب الديني لأن الله محبة وهو لكل البشر على حدّ سواء.

فيروز

«زهرة العالم العربي وزينة المسرح والفن» هي سفيرتنا إلى النجوم فيروز كما يصفها أنطوان كرباج، وأحد الأسماء التي لا تتكرر. وإذ أبدى حزنه على ابتعادها عن الفن وعن الناس، قال: «كنت أزورها من حين إلى آخر لكني لم أعد أملك رقم هاتفها وانقطعت الاتصالات بيننا. فيروز تلازم المنزل وتكتفي ببعض الأصدقاء المقربين. لطالما عشقت الوحدة، وهي عانت كثيراً على غرار الفنانين الحقيقيين في هذا البلد».

في سياق آخر، كشف عن خلاف حصل بينه وبين ملحم بركات في إحدى المسرحيات التي وقّعها كل من عاصي ومنصور الرحباني. وفي التفاصيل أن عاصي اتصل بكرباج ليسأله عن موقع اسمه على شارة المسرحية، فأجاب الأخير: «لا فرق عندي، يكفيني العمل معكم»، وحين تم الاتصال ببركات حول الموضوع نفسه ردّ: «المسرحية من بطولتي، واسمي أولاً بالطبع، ومن هو أنطوان كرباج؟». أثار هذا الجواب استياء عاصي الرحباني، وفق كرباج، فاستبدل بركات غسان صليبا بعدما طرح كرباج اسمه، وأضاف: «فرحتي بغسان صليبا كبيرة وهو صديق عمري».

في المقابل، أشار كرباج إلى أنه يحترم بركات لأن الحقد لا يعرف طريقاً إليه، وتساءل: «أين هو ملحم بركات اليوم؟ الموسيقار الحقيقي لا يغنّي في المطاعم بل في مهرجانات مهمة».

أما صباح فوصفها بأنها شعاع الشمس الذي لا ينطفئ، فهي كانت تعشق الجمهور وتقترب منه، من هنا تمتعها بشعبية واسعة في أنحاء العالم العربي. وفيما قال إن كارول سماحة تلميذة مسرح ممتازة، اعتبر أن رونزا ظلمت في حياتها رافضاً الدخول في التفاصيل.

عمّا إذا كانت ثمة شخصية يحبّ تجسيدها، قال: «لا دور محدداً، بل أبحث عن دور جديد أستطيع من خلاله تقديم شخصية مختلفة». ورفض الإجابة عمن استطاع تحقيق شهرة أكبر هو أم عبد المجيد مجذوب مكتفياً بالقول: «الجمهور هو الحكم في هذا المجال». كذلك رفض إبداء رأيه في الأسماء المرشحة لإحياء مهرجانات بعلبك، وحين سأله نيشان عن إمكان اجتماع عاصي الحلاني ونجوى كرم هذه السنة في بعلبك قال: «أمر عظيم».

نجوم الدراما

في ما يتعلق بالدراما اللبنانية، رفض أنطوان كرباج الدخول في الأسماء، إلا أنه أبدى إعجابه برولا حمادة مؤكداً إنها من الفنانين المهمين في التمثيل، مثنياً على رفضها إطلاق لقب نجمة عليها وإصرارها على لقب ممثلة. كذلك أشار إلى أن كلاً من سيرين عبد النور ونادين الراسي ونادين نسيب نجيم أثبتن وجودهن في الدراما، خصوصاً أن لكل واحدة منهن هويتها الخاصّة. ومن الممثلين الشبان، اعتبر أن يوسف الخال صاحب موهبة حقيقية، كذلك كارلوس عازار.