افتتح مهرجان القاهرة الدولي لسينما المرأة بالفيلم الياباني «سكون الماء»، وسبقه عرض فيديو قصير من المخرجة ناومي كاواسي، أكدت فيه أن الفيلم إهداء لوالدتها بالتبني التي توفيت قبل سنوات عدة، وشعرت بعدها بالفقد.

Ad

وفي كلمتها القصيرة، أكدت المخرجة أمل رمسيس مؤسسة المهرجان ومديرته أنه لا توجد لدينا جوائز هذا العام أو لجان تحكيم تختار ما يروقها، وإنما الجائزة الوحيدة هي جائزة الجمهور الذي سيختارها بنفسه، كما تم الإعلان عن القسم الجديد الذي أضافته إدارة المهرجان هذا العام، وهو قسم الرقص والسينما الذي يضم أربعة أفلام ينحصر تركيزها على علاقة السينما بالرقص، وتعرض فيه أفلام «بجعة تشيكية» من جمهورية التشيك، و»آفاق» من سويسرا، و»الحاجة للرقص» من هولندا، و»مليون خطوة» إنتاج ألماني- تركي مشترك، كذلك يضم المهرجان قسمين آخرين هما «قافلة سينما المرأة العربية واللاتينية»، و»البانوراما الدولية».

أما عن الفنانات المكرمات في الدورة التاسعة للمهرجان، فقد ذكرت رمسيس أن المهرجان يكرم المخرجة اللبنانية الراحلة نبيهة لطفي، ذلك بعرض فيلمها «الجذور لا تموت».

مشاركة مصرية

أما المشاركة المصرية في هذه الدورة فتنحصر في أفلام ورشة الدقيقة الواحدة، حيث تصور الوافدات فيلمها الخاص بعد تعليمها فنون التصوير في محاضرات عدة، ثم تخرج كل منهن فيلمها الذي لا يتعدى الدقيقة. أما عن المشاركة الفلسطينية، فجاءت هذه الدورة من خلال فيلم «سبيد سيستيرز» إخراج أمير فارس، وتدور الأحداث حول تكوين مجموعة من الفتيات فريقاً رياضياً خاصاً بسباق السيارات، يخطف الأنظار إليه، وتتصدر أسماء المشاركات فيه ملصقات البطولات المقامة بمنطقة الشرق الأوسط، حيث يصطدمن بالسائقين الذكور في الطرق الرئيسة بشوارع المدينة وليس على طرق.

مشاركة فلسطينية

كذلك ثمة الفيلم الفلسطيني «قهوة لكل الأمم»، وهو أيضاً إنتاج مشترك مع السويد ومن إخراج وفاء جميل، يدور حول شاب فلسطيني يدعى عابد لم يفلح الجيش الإسرائيلي في تهجيره بسبب اختياره الهروب والعيش في كهف ثم تحويله إلى قهوة تقدم المشروبات لجميع الجنسيات المارة من أمامه، ما يعوضه عن قهر العزلة.

يحضر هنا أيضاً فيلم «رحلة في الرحيل» إخراج هند شوفاني، وهو يعد سيرة ذاتية لوالد المخرجة د. إلياس شوفاني أحد قادة منظمة التحرير الفلسطينية، والأكاديمي اليساري الذي تزعم حركة المعارضة الداخلية في «فتح» ضد عرفات طوال 20 عاماً، فيكشف الفيلم عن سبعين عاماً من تفاصيل الحياة السياسية في فلسطين من خلال منظور إلياس شوفاني.

مشاركة سورية

جاءت المشاركة السورية من خلال فيلم «مسكون» من إخراج لواء يازجي، وتدور الأحداث حول اكتشاف المخرجة لمعاناة الحرب والفرار منها، كما تطرح الأسئلة الوجودية التي لا تنتهي بإجابة، مثل كيف يصف الناس الرحيل أو كيف يواصل اللاجئون حياتهم بعيداً؟ وما معنى البيت وما هو الوطن؟ وبذلك ترسم المخرجة تحركات اللاجئين التي لا تنتهي على مدار السنوات السبعين الأخيرة من عمر الأرض.

مشاركة لبنانية

ولا يقل الفيلم اللبناني «لي قبور في هذه الأرض» روعة في تجسيد حال المرأة المسيحية التي باعت أرضها لشخص مسلم، ومن هنا انطلقت في رحلة إلى الماضي، الذي يصور المذابح نتيجة الطائفية والصراعات العرقية منذ الحرب الأهلية حتى نهايتها في أوائل التسعينيات، كذلك يصور الفيلم أحوال الغضب والكراهية المترتبة على الصراع العرقي، والفيلم إنتاج مشترك بين كل من لبنان وقطر وفرنسا والإمارات العربية المتحدة، من إخراج رين متري.

أما الفيلم اللبناني «الهمة القوية» فإخراج ناتالي ريبز، يدور حول واقعة محاولة اغتيال «إنطوان لحد»، قائد جيش لبنان الجنوبي الموالي لإسرائيل، وسهى بشارة المرأة المتهمة بمحاولة الاغتيال، وحياة أسرتها بعد اعتقالها في أكثر السجون اللبنانية سوءاً ومحاولات الأم في إطلاق سراح ابنتها سهى.

والفيلم اللبناني بالاشتراك مع فرنسا «هدنة» من إخراج ميريام الحاج، يعد سيرة ذاتية من واقع حياة المخرجة، عم مريام وأصدقاؤه من محاربي الميليشيات المسيحية القدامى في لبنان، والذين لا يزالون يعيشون في حنين دائم إلى الحرب من خلال رحلاتهم الخلوية ورحلات الصيد التي كثيرا ما يعودون منها خائبين. يدور هذا الحنين في الوقت غير المناسب لأحوال لبنان السياسية، مما يقابلهم ذلك الواقع بصدمات نفسية وتقليب في جراح اعتقدوا في شفائهم منها.

لمحة تاريخية

بدأ مهرجان القاهرة لسينما المرأة عام 2008 كأول مهرجان لسينما المرأة العربية واللاتينية، يعرض سنوياً في العالم العربي، وتحول إلى مهرجان دولي لأفلام النساء حول العالم. تنظمه شركة الإنتاج المصرية «كلاكيت عربي» بالتعاون مع جمعية الثقافة والإعلام والتنمية «إسبانيا»، وتدعمه حكومة إقليم الباسيك «إسبانيا» والسفارة الهولندية بالقاهرة ومؤسسة دعم الإعلام الدولي، والجامعة الأميركية بالقاهرة، ومعهد غوتة، وسفارة إسبانيا، والمؤسسة اليابانية، وسفارة سويسرا، وبالتعاون مع صندوق التنمية الثقافية، ومؤسسة السينما الفنلندية مسرح الفلكي، ومؤسسة عين فيلم، وجمعية النهضة العلمية والثقافية. ويعرض المهرجان في هذه الدورة 60 فيلماً من أكثر من 40 دولة من صنع النساء، تم إنتاجها وعرضها في مختلف المهرجانات الدولية على مدى العام الماضي.