احتضنت فعاليات أمس الأول لمهرجان الكويت الدولي للمونودراما أقوى العروض المسرحية على الإطلاق، فكان العرض الأول مع واحدة من أفضل ممثلات المونودراما على مستوى العالم، بيروتي مار، التي قدمت عرضاً متكاملاً من إخراجها تحت عنوان "أنتيغون"، رائعة الكاتب الإغريقي سوفوكليس، والعرض الثاني "مايا"، للممثلة الجزائرية المبدعة سعاد جناتي، وتأليف وإخراج وسينوغرافيا بوسهلة هشام.

Ad

في العمل الأول، نتابع مسيرة اللعنة التي توارثها أبناء أوديب، حينما قام أوديب - دون أن يدري - بقتل والده لايوس، ثم تزوج أمه جوكاستا، وأنجب منها إتيوكليس وأخاه الأ‌صغر بولينيس وأنتيغون وأختها إسمين، وعند علمه بهذه الجريمة فقأ عينيه عقابا لنفسه.

وفي تراجيديا "أنتيغون" تحل اللعنة، بأن يتصارع الشقيقان (إتيوكليس وبولينيس) على الحكم، وينحاز خالهما كريون للأكبر، فيطرد الأخ الأصغر، الذي يشكل جيشاً لمحاربتهما، ويحدث الاقتتال فيما بينهما، ويقتل كل واحد الآخر، فينفرد كريون بالحكم، ويأمر بتشييع ودفن جثمان إتيوكليس كبطل عظيم، وبترك جثة الآخر دون دفن، كعقوبة لخيانته.

وهنا تبدأ أنتيغون تمردها على المرسوم الملكي بدفن أخيها، رغم أنها خطيبة هيمون، ابن الملك كريون، كصرخة ضد الدكتاتورية.

جسَّدت بيروتي مار بتقنية عالية في الأداء أظهرت إبداعاتها ومهاراتها ست شخصيات، هي "أنتيغون، إسمين، كريون، هيمون، تريسياس (العرّاف الضرير)، وسارغبنيس"، كما جاء تصميم الزي مطواعاً، لكي يتشكل مع كل شخصية، إضافة إلى السينوغرافيا المبهرة والموظفة درامياً.

أما العرض الثاني "مايا"، فقد حلَّقت سعاد جناتي، عبر تجسيد دور وكأنها "فلامنغو" طائر في سماء الإبداع التمثيلي والأداء الحركي المتقن، لشخصيات مختلفة، إضافة إلى حضورها الكوميدي الرائع، من خلال قصة الفتاة مايا، التي تبلغ 18 عاماً، وتحلم بأن تكون راقصة فلامنغو، بالالتحاق بمعاهد التدريب على الرقص في إسبانيا، حيث دخلتها بطريقة غير شرعية من دون جواز سفر أو وثائق، فتضطر للعمل خادمة في المنزل.