بما أن بيئتنا أصيبت بتلوث ودمار نتيجة حرب تحرير الكويت والعبث الآدمي في طول الأرض وعرضها، فإن الطيور والحيوانات البرية تحتاج مكانا نظيفا وأمينا من مخاطر التلوث؛ وفكرة المحميات التي أقامتها الدولة بأموالها ولمصلحتها فكرة محمودة، وفيها معان للرحمة وبرنامج مسؤول للحفاظ على هذه الحيوانات والطيور.
نسمع عن محميات في الكويت أعدت لحماية الطيور والحيوانات البرية من الصيادين والمطاردين لهذه الأرواح البريئة وتوفير مأوى آمن لها تجد فيه الماء والمأكل والملجأ، ففي الكويت كان الصيد قبل النفط بحثا عن زاد للصائد وعائلته وربما جيرانه، أما اليوم فليس هناك جائع يبحث عن طائر ليأكله، ومعظم الصيادين يسعون إلى التسلية فقط، يطلقون النار على سرب طيور لتقع ميتة أو مجروحة على الأرض لا يأبه لها الصياد ولا يلتفت إليها، حتى لو جمعها وأخذها إلى مخيمه أو بيته فإنه لا يأكلها ولا يوزعها على أحد، ويكتفي بالتباهي بقدراته على التصويب وبعدد ضحاياه، فيقتل طيرا مهاجرا مر على بلدنا بالمصادفة لتقابله نيران متباه تأخذ روحه وتحرمه الحياة وربما تحرم صغاره أيضا. ونظرا لما أصاب بيئتنا من تلوث ودمار نتيجة حرب تحرير الكويت والعبث الآدمي في طول الأرض وعرضها فإن هذه الطيور والحيوانات البرية تجد في المحمية مكانا نظيفا وأمينا من مخاطر التلوث؛ لذلك ففكرة المحميات التي أقامتها الدولة بأموالها ولمصلحتها فكرة محمودة، وفيها معان للرحمة وبرنامج مسؤول للحفاظ على هذه الحيوانات والطيور.نريد محمية أخرى للغرض نفسه ولكن للبشر، وكما جاء في مقال سابق مخاطر تلوث العقول واستغلالها من أطراف عديدة فإن علينا أن نحمي شبابنا من مخاطر إهمالنا لهم، فنحتاج إلى محمية إنسانية تقي أبناءنا من الصيادين العتاة الذين يجدون فيها ملاذاً آمناً فيه كل مستلزمات الحياة الطبيعية والعناية الفائقة.لدينا مشاكل إدمان كثيرة بعضها مخدرات وكثير منها مواد طبية أو حبوب مغشوشة، وتجار هذه المخدرات لا يتوقفون رغم حملات الداخلية، ولدينا مدمنو خمور وصلوا إلى حالات مزرية تكثر أخطارهم ومرات جرائمهم، ولدينا أطفال وشباب محرومون كأبناء البدون، ولدينا ضحايا زواج فاشل أو تربية سيئة أو إهمال أطفال ترعرعوا على أيدي الخادمات أو المحسنات، وعندنا تربية سيئة، كما أن لدينا هيئات وأحزابا دينية تتربص بالأطفال والشباب وتبث فيها سموما ما أنزل الله بها من قرآن. المشكلة يعلمها الجميع ولا يريدون الاعتراف بها، ولدينا مستشفى للأمراض النفسية أشبه بالسجون، قد يزيد وضع المرضى والمحتاجين للعناية سوءا، ولذلك لا بد أن تعطي الدولة هذا الأمر جل اهتمامها، وأن تعد محمية في أجمل بقعة في الكويت، وتعد إعدادا كاملا بأفضل ما تظهر به المنتجعات الجميلة والمريحة، وتزود بخبرات طبية ونفسية واجتماعية، بحيث يحظى كل مشترك في هذا المنتجع بأفضل العناية والرعاية والحنان والعلاج.علاج أبنائنا ضرورة لا ترف، فالمنظمات الإرهابية تتابع أحوال الشباب لالتقاط من تظهر عليه عوامل الاضطراب، وتجار المخدرات والخمور يريدون الكسب على حساب صحة أبنائنا، والمشاكل تتفاقم في بيوت الكويتيين نتيجة لهذا الاضطراب.فهل نرى محمية لأبناء الكويت؟
مقالات
محمية إنسانية
06-03-2016