وثيقة لها تاريخ : لطيفة حمد البرجس أوقفت أرضاً تملكها في البصرة عام 1906
تعود أملاك تجار الكويت في البصرة إلى فترة طويلة من الزمن، إذ إنه ثابت أن عبدالله بن عيسى بن إبراهيم، والد التاجر الشهير يوسف الإبراهيم، اشترى مقاطعة "الدورة" من الدواسر قبل عام 1800م، وهي أرض شاسعة استمرت ملكيتها إلى عهد قريب، وأصبح يطلق عليها اسم "دورة الإبراهيم" بدلاً من دورة الدواسر.ثم اشترى عبدالله الإبراهيم أيضاً مقاطعة "الزين" وجزيرة صغيرة تابعة لها في عام 1803م. وفي عام 1811م، أهدى الشيخ راشد السعدون (المنتفق) 3 أحواز في الفاو للشيخ جابر بن عبدالله الأول (جابر العيش) وقام بتأجيرها للأمير عبدالله الدورقي، الذي عمرها بالنخيل، كما ورد في كتاب "التحفة النبهانية".
وقام بعد ذلك الكثير من الكويتيين بشراء أملاك زراعية واسعة في الفاو والمناطق المحيطة بالبصرة، ومن أشهرهم أسرة الصقر، والفريح، والصالح، والذكير، والفداغ، والصباح، والعون، والثاقب، والغملاس، والهاشم، والكثير غيرهم، حتى بلغ مجموع ما يملكه الكويتيون في البصرة وحدها ما يعادل 12 في المئة من إجمالي أراضيها. ومن الوثائق الدالة على هذه الأملاك وثيقة أهدى إلي نسخة منها الصديق فيصل جاسم البرجس، ورد فيها أن لطيفة بنت حمد البرجس، رحمها الله، كانت تملك أرضاً في مقاطعة "حمدان" التابعة للبصرة، وذلك منذ الفترة ما قبل عام 1900م، وأنها قررت أن توقف ثلثيها على زوجها السيد عبدالجليل بن السيد مساعد الطبطبائي، وثلثها الباقي على يد عبدالرحمن ابن أخيها حمود، فطلبت من الشيخ محمد بن عبدالله العدساني في عام 1906م أن يوثق هذا الوقف، فكتب الشيخ العدساني الوثيقة التي ننشرها اليوم، والتي شهد على ما ورد فيها عدد من رجالات الكويت المعروفين، وأسماؤهم مدرجة في نهاية النص، وعلى رأسهم الشيخ عبدالله بن خلف الدحيان، رحمه الله، وإليكم نص الوثيقة:"الحمد لله سبحانه جرا كما ذكر لدي وانا العبد الفاني محمد ابن عبدالله العدسانيالسبب الداعي الى تحرير هذه الاحرف الشرعية والكلمات المعتبرة المرعية هو انه قد حضر لدي عبدالله واحمد عيال ابن مزروع وشهد كل منهما لله تعالى بأن لطيفة بنت حمد ابن برجس اوصت بأن ثلث قاعها الكائنة في حمدان احد مضافات البصرة المحدودة قبلتا قاع ابن خضير وشمالا النهر المسما البقالة الفاصل بينها وبين حمد الخليوي وشرقا ملك حمد الخليوي وجنوبا الطريق العام على يد عبدالرحمن ابن اخوها حمود البرجس وجعلت ثلثين القاع الباقي وقفا على عبدالجليل ابن السيد مساعد ابن السيد احمد وقفا صحيحا شرعيا مئبدا (مؤبدا) لا يباع ولا يورث ولا يوهب ولا يرهن فمن بدله من بعدما سمعه فانما اثمه على الذين يبدلونه فبموجب ما ذكر من الشهادة وقبولها صار عبدالرحمن ابن حمود المذكور وكيلا على الثلث المذكور والباقي وقفا على عبدالجليل المذكور والله على ما نقول وكيل حتى لا يخفى جرا وحرر في 26 صفر 1324 الف وثلاثماية واربع وعشرين هجرية على مهاجرها افضل الصلاة وازكا التحية.شهد على ذلك برجس بن حمود البرجس – شهد بذلك حمد بن حمود البرجس ـ شهد على ذلك الاقل عبدالله ابن خلف ـ شهد على ذلك سيد عبدالله سيد عبدالرزاق ـ شهد بذلك عن اقراره عبدالله العبداللطيف الفوزان ـ شهد على ذلك سيد عبدالوهاب بن سيد عبدالرحمن– شهد على ذلك فهد الفوزان".تنويه: في مقالي بتاريخ 29 يناير عن المدرسة المباركية، لم أذكر أن المرحوم التاجر حمد الخالد تبرع ببيت يملكه ليكون مقراً للمدرسة عند إنشائها في عام 1911م، لذا لزم التنويه.