جاء ظهور شخصية أمين الشرطة كرمز للفساد بوزارة الداخلية، في فيلم "هي فوضى" للمخرج يوسف شاهين عام 2007، بمثابة النبوءة التي أثبتت الأيام صحتها، فأمناء الشرطة باتوا المتهم الأول في غالبية تجاوزات جهاز الشرطة، وكانت تلك التجاوزات أحد أهم أسباب اندلاع ثورة "25 يناير 2011"، إلا أن تعديات الأمناء أطلت بوجهها من جديد خلال الأشهر القليلة الماضية.
وخلال الشهرين الماضيين تزايدت الانتهاكات الشرطية التي ارتكبها أمناء الشرطة بينما لم يتم إحالة أي منهم إلى المحاكمة حتى الآن، لضعف الأدلة التي تقدم بتحريات الشرطة حول الوقائع، أبرزها الاعتداء على أطباء مشفى المطرية نهاية يناير الماضي، لإجبارهم على تحرير تقرير طبي مزور. ثم تأتي الواقعة الشهيرة عندما قام أمين شرطة بصفع سيدة في محطة مترو "الخلفاوي" بحجة تعطيلها القطار المتجه إلى المنيب مدة 10 دقائق، على الرغم من أن السيدة كانت تعترض على وجود رجل في عربة مخصصة للسيدات، وقتل أمين شرطة مواطنا في مدينة كفر الشيخ مطلع العام الجاري، بعد احتكاك سيارة كل طرف بالآخر.ورغم تأكيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية أن انتهاكات أمناء الشرطة حالات فردية، فإن تقارير غير رسمية رصدت أكثر من 20 انتهاكا قام به أمناء الشرطة دون أن تتم محاسبتهم أو التحقيق معهم خلال الأشهر الأربعة الأخيرة.وأمناء الشرطة تم إلحاقهم بوزارة الداخلية في عهد وزير الداخلية الأسبق شعراوي جمعة في عام 1967، وشكل أمناء الشرطة إحراجا لوزارة الداخلية في عدة حوادث، أبرزها قتل الشاب السكندري خالد سعيد أمام منزله، عام 2010، والذي اعتبر أيقونة ثورة 25 يناير 2011.
دوليات
أمناء الشرطة... تعدِّيات على مواطنين وإحراج لـ «الداخلية»
20-02-2016