كيف حدثت لك الأزمة الصحية التي مررت بها أخيراً؟
كنت في حفلة غنائية في طريق مصر إسكندرية الصحراوي حين تعرضت لنزلة برد شديدة. بعد انتهاء الحفلة، ترجلت من السيارة لالتقاط صور تذكارية مع الجمهور، ويبدو أنني تعرضت لهواء بارد فيما كان جسمي متعرقاً، فانتابتني رعشة فور عودتي إلى المنزل، ولم تفارقني رغم أنني تلحفت بأغطية كثيفة.وصف لي أحد الصيادلة ثلاث حقن، وبعدما أجريت اثنتين منها تحسنت حالتي الصحية بشكل ملحوظ، لكن ما لبثت أن تعرضت لانتكاسة بعد اضطراري إلى السفر إلى الإسكندرية عند أهل زوجتي. فور وصولي، ارتفعت حرارتي إلى 41، فقصدت المستشفى لإجراء الحقنة الثالثة، وهناك انتشر الفيرس في جسمي وأدى إلى تضخم في الرئتين وانقطاع الأوكسجين عني، ودخلت في غيبوبة.من كان معك في المستشفى؟لم أتوقع بقائي في المستشفى ليقيني بأن الأمر مجرد نزلة برد أعود بعدها إلى المنزل. كانت زوجتي ورد شام بصحبتي عندما دخلت في غيبوبة كاملة لم أفق منها إلا بعد 20 يوما،ً وعلمت بعدها أنها اتصلت بطبيب آخر بعد مرور أربعة أيام، ونُقلت إلى مستشفى آخر.لماذا نُقلت الى إحدى المستشفيات الخاصة؟وفق زوجتي، بعد دخولي في غيبوبة استعانت المستشفى بأكثر من طبيب أكدوا أنني في خطر لعدم إمداد جسمي بالأوكسجين اللازم، ما توجّب وضع خرطوم داخل فمي لهذه الغاية. وفيما كانت زوجتي تبكي في المستشفى، أخبرها أحد الزوار بأن قريباً له تعرض للأزمة نفسها وقصد طبيباً بعينه، وكتب له ربنا الشفاء على يديه.تواصلت زوجتي مع الطبيب لمعاينتي، وكان عائداً من الولايات المتحدة الأميركية. كذلك اتصل به نقيب المهن الموسيقية هاني شاكر، فطلب نقلي إلى مستشفى آخر لتوافر الإمكانات فيه، وهناك أجرى جراحة شق حنجري لإيصال الأوكسجين بدل الخرطوم تجنباً لانقطاع الأحبال الصوتية.كيف تم نقلك خصوصاً أن حالتك كانت حرجة؟فعلاً، كان أي تحرّك من على السرير سيزيد من حالتي الخطرة، لذا نقلت بعدما استقرت حالتي نسبياً ووفر الطبيب عربة إسعاف مجهزة بمعدات لازمة وطاقم طبي من أربعة أطباء، وتم احتساب الوقت بين المستشفيين بحيث لا يتعدى 10 دقائق.حدثنا عن فترة الغيبوبة، وهل تتذكر تفاصيل عنها؟أتذكر أنني كما لو كنت في حلم طويل. كنت مع والدي ووالدتي وتحدثت إليهما، وفجأة أتت جدتي ووبختني وقالت لوالدتي: «نادر بيعمل إيه هنا مش معاده دلوقتي»، وقالت لي: «اطلع بره». بعدها فتحت عيني ووجدت نفسي في المستشفى.غيبوبة وأزمةتردّد أنك كنت في حالة نفسية سيئة عندما استفقت من الغيبوبة، ما صحة ذلك؟صحيح، وطردت كل من كان في الغرفة لأنني لم أكن أعلم شيئاً عما حدث، خصوصاً بعدما شعرت بأن صوتي اختفى، وكنت أجهل أن الطبيب أجرى جراحة شق حنجري وأنني سأتكلم مجدداً. للمرة الأولى، شعرت بأن حياتي انتهت، وظل المحيطون بي يقنعونني خلال فترة العلاج لكنني لم أصدق بأن صوتي سيعود.من أكثر الناس الذين سألوا عنك في هذه الأزمة الصحية؟كثر، أولهم زوجتي وأهلها، لم يتركوني لحظة. حتى إن زوجتي كانت تختبئ لتكون إلى جانبي بعدما منعت الإدارة بقاء أي زائر في العناية معي. كذلك اتصل فنانون بها للاطمئنان على حالتي الصحية، خصوصاً أن الزيارات كانت ممنوعة عني، أولهم طبعاً النقيب هاني شاكر وأعضاء النقابة في الإسكندرية وغيرهم، لكن إدارة المستشفى منعت الزيارات.ماذا عن الجلطة التي تعرضت لها؟أصبت بها لعدم تحركي مدة طويلة أثناء فترة الغيبوبة، لذا بدأت رحلة العلاج الطبيعي. الحمد لله حالتي مستقرّة، واشتريت أنبوب أوكسجين سيكون بجواري في المنزل تحسباً لأي طوارئ.هل زارك الشاعر أيمن بهجت قمر بعد مشاكلك معه؟نسيت المشاكل التي كانت بيننا. قبل أن يكون شريكي في النجاح الذي حققته هو ابن اختي والعشرة لا تهون. فعلاً، لم يتركني دقيقة، وكان أكثر الأشخاص حزناً، وبقي على اتصال دائم بأسرتي.حزن وفرح... وأعمالهل ستعود إلى الغناء قريباً؟تتبقى لي أسابيع قليلة حتى أتماثل إلى الشفاء وسأتابع أعمالي الفنية وهي مسرحية «حوش بديعة» وتسجيل أغاني الألبوم المقبل، بالإضافة إلى أغنية منفردة أسجلها كشارة لمسلسل رمضاني بطولة نجم كبير.ما أكثر الأمور التي أحزنتك؟إعلان إحدى المحطات الفضائية خبر وفاتي من دون التحقق من صحته، وهذه الإشاعات سخيفة لأنها أوجعت قلب أسرتي.ماذا من مسرحية «حوش بديعة» وهل استُبعدت منها؟أؤدي بطولة غنائية، وفي فترة مرضي استخدم القيمون على المسرحية الأغاني فحسب. بعد تماثلي للشفاء، بشكل نهائي سأستأنف المسرحية مع باقي زملائيما أكثر شيء أسعدك؟رحمة ربنا بي وأنه كتب لي عمراً جديداً، بالإضافة إلى حب الناس، فلم أتخيل أنني محبوب لهذه الدرجة، وبعد هذه الأزمة أدركت أن الدنيا لا تساوي إلا رضا الرحمن وحب الناس.
توابل
أبو الليف: عشت حلماً طويلاً في الغيبوبة
22-03-2016