اليمن... ثقة وتفاؤل

نشر في 19-04-2016
آخر تحديث 19-04-2016 | 00:00
 يوسف عبدالله العنيزي في هذه الأيام المباركة إن شاء الله، وعلى هذه الأرض الطيبة تجتمع وفود السلام اليمنية لتضع حداً لذلك القتال بين إخوة الدم والأصل والعقيدة؛ بنفوس يملؤها التفاؤل بإيمان هذه الكوكبة من الوفود بأنه حان الوقت للإنصات إلى أنين الثكالى والأيتام والأرامل من أهل اليمن، لنستمع إلى ذلك الطفل الذي يصرخ بأي ذنب قتلت أمي؟ ولماذا أُسر أبي؟ وأين بيتي؟ وأين لعبي ولهوي كبقية أطفال العالم؟

ويمتزج هذا التفاؤل بثقة عالية بحكمة ودبلوماسية عميد الدبلوماسية العالمية على مدى نصف قرن من الزمان سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، ليقود سفينة السلام لليمن السعيد، نعم إنه تفاؤل وثقة فلن يغادر الكويت الغالية أي عضو من أعضاء وفود السلام إلا وقد رصّع على صدره وسام الأمان والاستقرار لليمن ودارت على أرضه عجلة التنمية، ومن يرضَ بغير ذلك فقد أسقط عن نفسه شرف انتمائه إلى ذلك الوطن العزيز، فليس هناك حزب أو طائفة أو قبيلة تعادل اليمن الأرض والوطن.

 أثارت هذه الاجتماعات شجوني فعادت بي الذاكرة إلى تلك الأيام الخوالي، فقد عشت في ذلك البلد العزيز ما يقارب ثلاث سنوات في الفترة بين 2000 و2003 عندما كنت أترأس البعثة الدبلوماسية في مدينة صنعاء الغالية بشموخها وتاريخها، فعندما تعبر بواباتها تشعر بعبق الماضي يعود بك إلى طفولة التاريخ، فهناك في قصر همدان جلس سيف بن ذي يزن يستقبل وفود القبائل العربية لتهنئته بعودة الحكم إليه بعد انحسار نفوذ الأحباش.

في عام 2002 استقبلنا في صنعاء وفداً من مجلس الأمة الكويتي برئاسة المغفور له بإذن الله جاسم الخرافي، وكان من ضمن الوفد د. أحمد الربعي، رحمه الله، وفي لقاء مع الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح حمّل د. الربعي الرئيس اليمني مسؤولية الحفاظ على مدينة "شبام" وآثارها، وناطحات السحاب التي مضى على تشييدها أكثر من مئات القرون من الزمان، فذلك تراث عالمي ملك للإنسانية.

من ناحية أخرى فقد كان من ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي الكويتي الذي أقيم في صنعاء دعوة كريمة من الصديق الفنان عبدالرحمن الأخفش لزيارة ديوانية عائلته في مدينة كوكبان التي تقع على قمة جبل الضلاع أو ادخار كما تسمى، والذي يرتفع عن سطح البحر نحو 2800 متر، وكانت ديوانية الأخفش تحاط بالزجاج مما أتاح لنا الاستمتاع برؤية الغيوم المتداخلة الألوان التي تمر من حولنا بلوحات تتجلى فيها عظمة الخالق سبحانه.

ندعو المولى القدير أن يوفق سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، في مسعاه الطيب ليبدأ طريق الأمن والسلام في المنطقة بأسرها أولى خطواته من الكويت الغالية.

 حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

back to top