قال وارن بافت في مقابلة على شبكة «سي ان بي سي» الأسبوع الماضي إنه من الممكن أن يكون قد ارتكب خطأ عندما أقدم على شراء أسهم في شركة آي بي ام لصالح مجموعته للتأمين والاستثمار، ولكنه لا يعتقد ذلك.

Ad

لقد تعرض بافت لحملة شديدة من المستثمرين والمعلقين، لتعويله الكبير على الشركات الكبرى أو ما يعرف ببيغ بلو Big Blue، ولكنه وعلى الرغم من ذلك أضاف الى ملكية بيركشاير هيثواي حصة في شركة آي بي ام في السنة الماضية.

 وقال يوم الاثنين الماضي إنه لم يبع حصته من تلك الأسهم. وفي التقرير السنوي، الذي صدر عن بيركشاير هيثواي يوم السبت الماضي قالت الشركة إنها لا تملك خططاً لبيع هذه الأسهم.

وذكر التقرير «نحن نتوقع أن تتعافى القيمة العادلة لاستثمارنا في آي بي ام، وأن تتخطى تكلفتنا في نهاية المطاف».

وقال بافت يوم إن ما يدفعه لأجل سهم ما «لا يهم»، فالسوق يرتفع ويهبط في الأجل القصير، ولكن بافت يقول إن القيمة الفعلية لأسهم آي بي ام أعلى بكثير من معدلات التداول الحالية.

وأضاف ان ما يهم هو سعر تداول السهم بعد عشر سنوات من الآن. وهكذا وعبر هذا التقدير لن يمكنك أن تقيم نتائج استثمار بافت في آي بي ام حتى تبلغ اوراكل الـ95.

ولكن فيما يريد بافت من المراقبين، ومن مستثمريه على الأرجح، الاحتفاظ بالحكم، توجد طريقة لتقييم الاستثمار بعيداً عن مجرد النظر الى السعر الحالي للسهم. ولعل ما هو افضل من ذلك النظر الى أسلوب بافت المميز في الاستثمار.

13 مليار دولار

لقد دفع بافت أكثر من 13 مليار دولار لقاء حصته في آي بي ام التي تشكل اكثر من 8 في المئة من عملاق التقنية، وهو يقول إنه يظن أن استثمارات سوق الأسهم تجعله يشعر كأنه مالك للشركة.

ومن هذا المنطلق يعتبر بافت نفسه (وبتعبير أكثر دقة المساهمين في بيركشاير هيثواي) صاحب حق في نسبة الـ8 في المئة من أرباح شركة آي بي ام، رغم أنه لا يستطيع حقاً طلب المال.

وحققت آي بي ام 13.2 مليار دولار في السنة الماضية، وتبلغ حصة بيركشاير من ذلك المبلغ حوالي 1.1 مليار دولار، وهو ما يشكل عائداً من 8 في المئة من اجمالي استثمار بافت. وذلك ليس سيئاً اذا نظرنا الى معدلات الفائدة في الوقت الراهن والى تقييمات سوق الأسهم.

وتبدو الصورة أفضل أيضاً إذا نظرنا الى استثمارات بيركشاير في آي بي ام بمرور الوقت. وفي سنة 2011 وهي أول سنة كاملة كان فيها بافت وبيركشاير من مساهمي آي بي ام حققت الشركة ربحاً بقيمة 15.9 مليار دولار. وقد استثمر بافت يومذاك نحو 10.9 مليارات دولار في آي بي ام، وحقق لبيركشاير حصة بنسبة 5.5 في المئة في الشركة، وهي ما تترجم الى أرباح بقيمة 875 مليون دولار تقدم الى بيركشاير عوائد بنسبة 8 في المئة.

وفي سنة 2012 اشترت بيركشاير أسهماً اخرى بقيمة 830 مليون دولار في شركة آي بي ام، ما حقق لها حصة بنسبة 0.5 في المئة اخرى من ملكية الشركة.

وفي تلك السنة ربحت آي بي ام 16.6 مليار دولار، وهكذا، وبحسب منطق بافت، سيخول ذلك بيركشاير تحقيق أرباح اضافية بقيمة 83 مليون دولار.

ووفقاً لهذا التفكير حققت استثمارات بيركشاير عائدا من 10 في المئة في ذلك العام. وقد ارتفعت عوائد ملكية بيركشاير في آي بي ام بعدئذ. وفي السنة الماضية زاد بافت حصة بيركشاير في آي بي ام بـ 634 مليون دولار، وارتفعت حصتها من أرباح آي بي ام 79 مليون دولار، وحققت عائداً بلغ 12 في المئة.

 استثمارات بافت الفعلية

ولا شيء من هذا يشكل أهمية طبعاً اذا استمرت أسهم آي بي ام في الهبوط. وقد هبطت قيمة استثمارات بافت الفعلية في آي بي ام بـ 2.6 مليون دولار منذ سنة 2011، وكانت حصته الأصلية في آي بي ام حققت أرباحاً بقيمة 725 مليون دولار منخفضة عن 830 مليون دولار قبل خمس سنوات. كما أن شركة التقنية هذه ابتليت بمخاوف من أن استثماراتها الضخمة في كلاود والذكاء الاصطناعي لن تعوض العوائد التي تخسرها في أعمال خدماتها الضخمة في الحواسيب.

وهكذا قد لا تنجح استثمارات بافت في آي بي ام في النهاية. ولكن ما دام بافت يبدو عازماً على شراء المزيد من أسهم آي بي ام لقاء مبالغ أقل فإنه يصعب وصف تلك الاستثمارات على أنها خطأ.