تبدو على عارضة الازياء الصينية النحيفة الدائمة الابتسامة شو نايو ملامح التفاؤل، غير انها تبدي حذرا حيال مستقبلها في المهنة خصوصا في ظل التبدل الجذري المحتمل في معايير الجمال في هذا المجال ما قد يعيق مسيرتها الدولية.

Ad

وباتت هذه العارضة البالغة 21 عاما معتادة على المشاركة في عروض اسبوع الموضة في الصين الذي انتهى قبل ايام في بكين وشهد مجموعة كبيرة من الصيحات الجديدة في عالم الازياء والاكسسوارات.

وتوضح نايو خلال استراحة بين عرضين في فندق في بكين قرب ساحة تيانانمن أن "الحظ يؤدي دورا مهما للغاية في هذا المجال".

وتضيف "العمل المضني لا يجدي نفعا لأنكم لا تستطيعون تغيير مظهركم اذا كان الناس لا يحبون ذلك".

كذلك فإن معايير "الجمال" تختلف بين الشرق والغرب بحسب رويي شانغ الوكيل في شركة "تشاينا بنتلي" للثقافة والاعلام التي تعمل معها نايو والتي تأسست سنة 2003 في وقت كانت مهنة عرض الازياء لا تزال في بداياتها في الصين.

ويوضح أن "وجها مصنفا كجميل في الصين قد لا يحقق نتائج ايجابية بالضرورة في الخارج، والعكس صحيح".

ويشير رويي شانغ الى أن الغربيين يقبلون على الاستعانة برجال صينيين "متوسطي القامة ونحيفين ومن اصحاب العينين الصغيرتين الضيقتين جدا" للمشاركة في عروض الازياء. أما عارضات الازياء الصينيات فيشبهن "شخصية مولان في الرسوم المتحركة المنتجة من ديزني -- فهي ليست جميلة حقا لكن يمكن التعرف اليها على الفور".

ويلفت الى ان عارضات ازياء مثل جو شاوين -- الوجه الجديد لمجموعة لوريال باريس -- يحققن شعبية في الغرب لأنهن يتميزن بطابع فريد بعيدا عن "معايير الجمال التقليدية في الصين حيث يتم تفضيل العينين الكبيرتين غير الضيقتين والوجوه البيضاء والجمال الصافي".

الهوة كبيرة لدرجة أن وكالته تستعين بوكلاء اجانب لتقييم قدرات الطامحات لامتهان عروض الازياء.

وكانت نايو القصيرة القامة تحلم بالمشاركة في عروض ازياء لمجموعات كبرى بينها "برادا" وشانيل". وهو طموح أججه والداها اللذان سجلاها في حصص للحفاظ على لياقتها البدنية والمشاركة في جلسات تصوير.

هذه الشابة التي تدرس حاليا في السنة الثانية في معهد تقنيات الموضة في بكين، أطلقت مسيرتها المهنية سنة 2014. ومذ ذاك، شاركت في عدد كبير من عروض الازياء في الصين والعالم خصوصا في اطار اسبوعي الموضة في ميلانو ونيويورك.

ولا تزال النسخة الصينية من "اسابيع الموضة" بعيدة عن منافسة مثيلاتها في المدن الغربية بحسب نايو التي تشير الى غياب الماركات الاجنبية عن عروض هذا الاسبوع واعتماد ديكورات بسيطة في موقعين فقط مخصصين لاستضافة هذا الحدث.

وتوضح الشابة الصينية "للتقدم الى مستوى اعلى، من الضروري الذهاب الى عواصم اجنبية للموضة مثل ميلانو او باريس"، الا ان هذا الوسط قد يكون "ضاريا" في بعض الاحيان على حد تعبيرها.

وتقول نايو "تشاركون في 20 اختبارا للاداء خلال يوم واحد وتعودون بلا نتيجة، هذا امر يثير القنوط. الموضوع اشبه بقيامهم بالتسوق لاختيار الملابس -- اذ يتم فرزكم وتقييمكم من ثم استبعادكم".