«الرئاسية الأميركية»: منافسات حامية عشية «تمهيدية أيوا»
• كلينتون تروج لـ«الخبرة» وساندرز لـ«التغيير»
• ترامب وكروز يتبادلان الشتائم
• بلومبرغ للترشح مستقلاً
• ترامب وكروز يتبادلان الشتائم
• بلومبرغ للترشح مستقلاً
استندت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون على رصيدها التاريخي من العمل لحسم صراع «غير محسوم».
قبل أيام من انطلاق الانتخابات التمهيدية الحزبية لاختيار مرشحي الحزب الديمقراطي والجمهوري في السباق الرئاسي إلى البيت الأبيض من ولاية أيوا، دافع المتنافسان الديمقراطيان هيلاري كلينتون وبيرني ساندرز عن مواقفهما أمام مؤيدي الحزب في أيوا، في آخر مناظرة قبل الاقتراع التمهيدي في 1 فبراير المقبل.ووضع المتنافسان الأوفر حظاً للفوز بترشيح الحزب الناخبين في ولاية أيوا أمام خيارين واضحين، هما: "الثورة" التي تمثلها أفكار ساندرز أو "الخبرة" المتمثلة مسيرة كلينتون.وطرح ناخبون على كل من المرشحين أسئلة عدة، ودار نقاش حول أولوية تفضيل الخبرة أم المثالية، وذلك في برنامج نظمته شبكة "سي إن إن" في جامعة دريك في مدينة دي موين.خبرة كلينتونورأت كلينتون أن المنافسة الداخلية غير محسومة، وقالت: "إنها حملة صعبة"، مضيفة "أنه أكبر عمل شاق في العالم. نحن نختار رئيساً وقائداً".وشددت على حجتها الرئيسية، وهي أنها الوحيدة القادرة على القيام "بكل أعباء عمل" الرئاسة.وتحدثت مطولاً عن تجربتها كوزيرة للخارجية (2009-2013) وعملها مع إسرائيل والفلسطينيين وحول الملف النووي الإيراني.وقالت "تصديت للوضع القائم" في أكثر القضايا، متوجهة بذلك إلى الديمقراطيين الذين يرون في ساندرز وعدا بـ"التغيير"، وذكرت خصوصا محاولتها الفاشلة لإصلاح النظام الصحي في 1993 عندما كانت السيدة الأولى.واطلعت كلينتون على استطلاعات الرأي التي تشير إلى أن عدد مؤيدي السناتور عن ولاية فيرمونت بات شبه مساو لعدد مؤيديها في أيوا حيث واجهت أول هزيمة في الانتخابات التمهيدية في 2008 أمام الرئيس الحالي باراك أوباما.وكشف استطلاع نشرت شبكة "فوكس نيوز" نتائجه، أمس الأول، أن كلينتون تتمتع بتأييد 48 بالمئة من الناخبين مقابل 42 بالمئة لساندرز في ولاية أيوا.صعود «الثائر»وقبل ذلك، تحدث ساندرز، الذي شجعه صعوده في استطلاعات الرأي وحجم الحضور في تجمعاته، بتهذيب ولكن بحزم ليناقض وزيرة الخارجية السابقة.وهاجم ساندرز تصويت كلينتون في 2002 عندما كانت تشغل مقعداً في مجلس الشيوخ لأنها سمحت للرئيس جورج بوش الابن باللجوء إلى القوة ضد نظام صدام حسين في العراق.وقال، إن "أهم تصويت في الشؤون الخارجية شهدناه في التاريخ الحديث هو التصويت حول حرب العراق، أنا صوتت ضد الحرب".وسعى طوال الأمسية إلى التخفيف من صورته كيساري "ثائر" ليقنع الديمقراطيين المترددين في ترشيحه للاقتراع الرئاسي عن الحزب. وقال إن "الأفكار التي اقترحها ليست متطرفة".وقال: "للدولة دور يجب أن تلعبه ليتلقى كل الأطفال أياً كان مستوى دخل عائلاتهم، مستوى كافياً من التعليم"، مؤكداً انه "لا يمكننا الاستمرار في دولة تهيمن عليها طبقة الأثرياء".وأضاف: "نحن بحاجة إلى تغيير جريء، نحن نحتاج إلى ثورة سياسية"، مكرراً خطابه الذي يركز على "طمع وول ستريت" و"نظام التمويل الانتخابي الفاسد".ووعد السناتور ساندرز (74 عاماَ) الذي مازح الحضور وبدا مرتاحاً بأن ينشر تقريراً يتعلق بوضعه الصحي قريباً.دفعة أوباما في غضون ذلك، أشاد أوباما، في حوار صحافي نشر أمس، بالحنكة السياسية لكلينتون وزيرة خارجيته السابقة الأمر، الذي سيساعدها في محاولتها لربط حملتها بشكل أوثق بالرئيس لحشد المزيد من التأييد من داعميه.ولم يوجه أوباما أي انتقادات صريحة لساندرز، لكنه أثنى على خبرة كلينتون، وأشار أكثر من مرة إلى أن رسائل كلينتون ترتكز على الواقعية.الساحة الجمهوريةوفي جانب الجمهوريين، واصل المرشحان الرئيسيان دونالد ترامب وتيد كروز تبادل الانتقادات، ووصف ترامب خصمه بأنه "شرير أبله" بينما أكد كروز، أنه لن يرد على هذه التصريحات، لأن "شعب أيوا وشعب هذه البلاد يستحق شيئاً أفضل".وتابع ترامب هجومه عبر "تويتر"، وقال إن كروز "سفينة يسودها التوتر وتغرق".بلومبرغ مستقلاإلى ذلك، وفي ظل حملة رئاسية أميركية مليئة بالمفاجآت، أضاف رئيس بلدية نيويورك السابق مايكل بلومبرغ بعض الشكوك معلنا انه ينوي خوضها كمرشح مستقل.واكد مقربون من بلومبرغ لصحيفة "نيويورك تايمز" ان الأخير مستاء من هيمنة ترامب لدى الجمهوريين، وغاضب لتردد كلينتون وتقدم السناتور ساندرز لدى الديمقراطيين.وبلومبرغ (73 عاماً) الملياردير المؤسس لوكالة المعلومات المالية التي تحمل اسمه، كان أشار في الماضي إلى رغبته في خوض الانتخابات الرئاسية. لكن في بلد لم يتم فيه يوماً انتخاب أي مرشح مستقل رئيساً، لم يتخذ ابدا هذه المبادرة.وهذه المرة حدد مهلة حتى مطلع مارس لاتخاذ قراره بعد الاقتراع في أول ولايتين ايوا ونيوهامشير. حتى أنه استعان بخدمة مستشار لمساعدته في إطلاق حملته المحتملة وأجرى استطلاعاً للرأي ديسمبر الماضي لتقدير فرصه في الفوز أمام ترامب وكلينتون.وبلومبرغ، وهو برغماتي أكثر منه ايديولوجي، لطالما كان ديمقراطياً قبل أن يصبح جمهورياً في 2001 ليترشح لرئاسة بلدية نيويورك، ثم كمستقل في 2007.وأكد صاحب أكبر عاشر ثروة في الولايات المتحدة وقيمتها 36.5 مليار دولار، أنه مستعد لإنفاق مليار دولار لحملته. وفي حال خاض الانتخابات ستكون المعركة صعبة جداً، خصوصاً وأنه غير معروف على الصعيد الوطني.(دي موين - أ ف ب)1500 مرشح لرئاسة أميركا غالبيتهم مغمورونتقول اللجنة الاتحادية للانتخابات الرئاسية الأميركية، إن أكثر من 1500 مرشح تقدموا لخوض انتخابات الرئاسة. وزاد عدد المرشحين الساعين إلى الرئاسة إلى أكثر من ثلاثة أمثاله، إذ بلغ العدد 417 مرشحاً في انتخابات عام 2012، رغم أن بعض المتقدمين رشحوا أنفسهم بأسماء ربما تكون مستعارة مثل "ديسكو دادي" و"دارث فيدر".وإلى جانب المرشحين المعروفين الذين لا يتجاوز عددهم العشرة، هناك آلاف المرشحين المغمورين الذين يدفعهم الطموح أو المغامرة أو حس الفكاهة إلى الترشح لرئاسة أقوى دولة في العالم. ومن بين المرشحين المغمورين هذ العام، سوزان يونغ، وهي مدرسة الدراسات الاجتماعية في كاليفورنيا التي تهدف لإعطاء طلبتها درساً عملياً في الديمقراطية، وأيضاً تيري جونز القس المعروف في ولاية فلوريدا بتنظيم عمليات حرق المصاحف إلى جانب رائد برامج مكافحة فيروسات الكمبيوتر جون ماكافي.ومنهم أيضاً إيدي بوكوايج، التي نشرت على موقعها على الإنترنت وصفة لأكلة تطهوها جدتها بالفلفل الحامي، ووعدت الناخبين بأن العامين الأخيرين من فترة رئاستها سيتسمان بالملل، لأنها ستكون قد أصلحت كل ما لحق بالبلاد من ضرر، وأخطأت في كتابة كلمة ضرر.وأيضاً مايكل بيتيو (66 عاماً) وهو نجار وجندي سابق من جنود البحرية الأميركية وجد وقائد للفرقة الموسيقية بكنيسة أرثوذكسية روسية.وهؤلاء المغامرون، الذين يدفعهم الطموح، ليسوا عنصراً في استطلاعات الرأي التي توضح أن دونالد ترامب والسناتور تيد كروز من ولاية تكساس يتصدران السباق على الفوز بترشيح الجمهوريين لانتخابات الرئاسة، بينما يتسابق السناتور بيرني ساندرز من ولاية فيرمونت ووزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون على الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي وذلك قبل المؤتمرات الانتخابية في ولاية أيوا الاثنين. ويعزو خبراء في علم النفس تزايد عد المرشحين الذين لا أمل لهم بالفوز، إلى "النرجسية المتزايدة والارتياب في القيادات، وكذلك قوة وسائل التواصل الاجتماعي في تيسير الوصول إلى الجماهير".(شيكاغو - رويترز)