ترانيم أعرابي: أوراق الماضي
![عبدالرحمن محمد الإبراهيم](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1464721320315559800/1464721330000/1280x960.jpg)
أمجادنا يا كرام لن تُحقق بالأحلام، فالقصور في الأحلام هي بضاعة الحمقى وثروة المجانين وأوهام الكسالى، إن أردنا أن يكون عامنا هذا مميزاً فليكن الطموح لدينا أن نكون علماء أو فقهاء أو أطباء، لنجعل سلوتنا في الكتابة ونقضي فراغنا في القراءة، ونحشو عقولنا بالإيجابية، ليترك كل منا الأنانية ونظر الأنا لذاته وليجعل حياته كلها من أجل أمته ودينه، ليبتعد كل واحد منا عن التشبه بالغرب وأخذ فضلاتهم وترك محاسنهم.نفوسنا يا سادة كالخيل الأصيلة، فلا يعاقب أحدنا نفسه بل ليسيسها سياسة الفارس الخبير، فيكرمها إذا شدت، ويحثها إذا كسلت، ويدربها إذا فرغت، ويريحها إذا تعبت، ليجعل كل منا هذا العام عام الصعود والارتقاء، لنرفه عن أنفسنا فالنفوس إذا كلّت ملّت، ولكن ليكن شعار الترفيه عنده على قدر أهل العزم تأتي العزائم!!قد قرأت حكمة أعجبتني كثيرا يقول قائلها "إن السفن آمن ما تكون بالمرفأ لكنها لم تصنع لذلك!! وإن الرجال آمن ما يكونون في بيوتهم ولكنهم لم يخلقوا لذلك!! فكن رباناً ولا تخش البحر".نعم لنكن قادة أسطول سفن الإبداع في بحر التميز، نرخي حبال مراكبنا وليبحر كل واحد في ذاته يغوص فيخرج الدرر الكامنة داخله، لا نريد أن نكون كلنا كتّاباً أو أدباء، لكن نريد أن نرى متميزين في كل مجال، لا تستصغر أي أمر "فمعظم النار من مستصغر الشرر"، لنقطع حبال الكسل بسكين العمل، هيا بنا نهمّش من يجعل حياتنا هامشية بل ليتنا نطرده خارجها، وليكن في عقولنا دائما أن الهمة العالية توصل للمراتب الراقية، اقرؤوا سير الأولين وعظم بذلهم، واستشعروا جهدهم واتخذوهم قدوات، وليتنا نبدأ كلنا اليوم قراءة كتاب الشيخ عبدالفتاح أبوغدة "صفحات من صبر العلماء"، ومن كان يظن أنه قد بذل الكثير فسيشعر بعد قراءة الكتاب، وأنا أجزم هنا، أنه قزم في دنيا التضحيات!كل عام وأنتم للخير أقرب، كل عام وهممكم تناطح الثريا، كل عام وأنتم قادة وسادة، كل عام ونفوسنا ممتلئة بالمحبة والمودة، كل عام وكسلنا للفناء أقرب، كل عام وأنتم بخير. شوارد:يقول الأبيوردي: تنكَّرَ لي دهري ولم يدرِ أنَّنيأَعِزُّ، وَأَحْداثُ الزَّمانِ تَهُونُ فَظَلَّ يُريني الخَطْبَ كَيْفَ اعْتداؤهُوَبِتُّ أُرِيهِ الصَّبْرَ كَيْفَ يَكونُ