ترى درة أن مشاركة النجم في مناسبات غير فنية استثمار لنجاحه ودليل على دوره المعروف في المجتمع. وتعتبر أن هذا الأمر «لا يعد استغلالاً بالمعنى السيئ للكلمة، إنما هو استغلال بشكل مفيد، فبعض المؤسسات يستعين بعدد من الفنانين للمشاركة في احتفالية خاصة لحضورهم الفاعل والمؤثر في المجتمع، ما يعد اعترافاً من المؤسسات بالدور المجتمعي للفنان».

Ad

وتضيف درة أنها شاركت قبل أسابيع قليلة في احتفالية تكريم المرأة المصرية في جامعة القاهرة، وكان «تواجدها تمثيلاً لدور الفنانات في الحياة المجتمعية من خلال أدوارهن سواء في التلفزيون أو السينما».

وتوضح درة أنها عندما تتلقى دعوة لحضور مثل تلك الاحتفالات تحرص على المشاركة فيها ما دامت مواعيدها مناسبة لها ولظروف التصوير، وتعتبرها فرصة لتواجد الفنان بشكل مباشر مع جمهوره، ما يشكّل نوعاً من الألفة والود بينهما.

بدورها تتعجّب بشرى ممن يطلقون «كلمة استغلال على الفنانين الذين يشاركون في احتفالات ومناسبات غير فنية، سواء كانت رسمية أو غير رسمية». وترى أن الدور الحقيقي الذي يجب أن يؤديه الفنان تجاه جمهوره هو «مشاركة جمهوره في احتفاليات لا علاقة لها بالفن مساهمة منه في بناء مجتمعه والوقوف إلى جانب شعبه وبذل كل ما يستطيع لأجل راحته. ولا ننسى أن الجمهور بدوره أعطى للفنان الكثير، وبالتالي جاء دور الأخير في رد الجميل سواء للمجتمع أو الجمهور».

وعن تكريم بعض النجوم في مثل هذه الاحتفالات تقول بشرى إن القائمين يعتمدون كنوع من تسليط الضوء على الحدث مشاركة نجوم يحبهم الجمهور وينتظر ظهورهم في كل مناسبة، أو كنوع من الدعاية للعمل من خلال نجومية هذا الفنان أو ذاك، وعند حضوره يفاجأ بأن المنظمين يكرمونه بدرع أو كأس أو شهادة، تقديراً لحضوره أو لمجهوده سواء الفني أو المجتمعي عموماً.

وأوضحت بشرى أنها تسعى دائماً إلى حضور عدد من احتفاليات ومناسبات تُدعى إليها، وكان آخرها وقفة بالشموع ضد ختان الإناث، وهي قضية اعتبرتها تمثل كل بيت مصري، مشيرة إلى أن مشاركة الفنان في مثل هذه الوقفات دور وطني ومجتمعي قبل أي أمر آخر.

دور مطلوب

المطرب سامح يسري أحد أكثر الفنانين الذين يشاركون في احتفاليات ومناسبات عامة، لكنها بعيدة تماماً عن كونها مناسبات فنية. يقول في هذا المجال إن سبب تلبية النجم الدعوات الاجتماعية قيامه بدوره تجاه جمهوره أو فئة محددة يريد مشاركتها مناسبة خاصة بها.

لكن حضور يسري المناسبات والاحتفاليات تختلف عن بقية الفنانين، حيث يقدّم عدداً من أغانيه الخاصة أو أغاني وطنية إذا كان الحدث وطنياً.

ويرى يسري أن فرصة غنائه مباشرة في أية مناسبة تعود بالنفع على طرفين: المطرب الذي يشعر بسعادة من تجاوب الحضور معه وتفاعله مع ما يقدمه، والجمهور الذي يسعد أيضاً بنغمات مطربه المفضل. ويعتبر أن الاحتفاليات الخاصة بالشباب هي التي يسعى إلى التواجد والمشاركة فيها، لما لهذه الفئة العمرية من دور حيوي وقوي في المجتمع، فهي المستقبل واليد التي ستبني المجتمع من جديد.

ويضيف يسري أن جامعة «عين شمس» نظمت في مارس الماضي حدثاً ضخماً لتوعية الشباب والشابات بخطر الإصابة بالأنيميا ووجهت له الدعوة للمشاركة فلباها بدافع قوي حباً بتوعية الشباب في مثل هذه السن الصغيرة، ولم يكن ذلك استغلالاً له بقدر ما هو تقدير منه لشباب بلده والعكس، وهو يؤكد علاقة الحب المتبادل بين الفنان وجمهوره.

الدكتورة سوزان قليني، أستاذة الإعلام وعميدة كلية الآداب جامعة عين شمس، ترى أن ما يقال عن استغلال نجومية الفنانين عبر إشاركهم في مناسبات واحتفاليات غير فنية كلام عار تماماً عن الصحة، مشيرة إلى أن الفنان في الحقيقة قد لا يعرف أن ثمة دوراً مجتمعياً ملقى على كتفيه رغم أن ذلك في الحقيقة واجب على كل شخص مشهور، كحضور فعاليات ومؤتمرات تتحدث عن ظاهرة معينة لها أثر سلبي على فئة كبيرة من الجمهور. وعليه أن يقوم بذلك على أكمل وجه رداً لجميل المجتمع.

وتوضح سوزان أن غالبية جامعات مصر تنظم فعاليات كثيرة لظواهر مختلفة في المجتمع تؤثر مباشرة في الشباب، وتقدم الدعوة لفنانين ومطربين لما لهم من تأثير على المجتمع بحكم نجوميتهم والمسؤولية الملقاة على عاتقهم، وبالتالي بمجرد الإعلان عن حضور النجم يكون الحافز أكبر لدى فئة معينة للمشاركة والاستفادة.

أما تكريم الفنانين فتعتبره سوزان نوعاً من المجاملات الاجتماعية أو تقديراً بسيطاً للفنان الذي خصّص وقتاً ومجهوداً للمشاركة في أي عمل سواء تطوعياً أو فعاليات تؤثر إيجاباً في الجمهور.