بدأت دفعة أولى من الطائرات العسكرية الروسية الثلاثاء بمغادرة سورية غداة الإعلان المفاجئ لبوتين بسحب القسم الأكبر من القوات الروسية من هذا البلد، وهو ما يأمل الغربيون بأن ينعكس ايجاباً على المفاوضات في جنيف.

Ad

ويأتي الإعلان الروسي عشية دخول النزاع السوري عامه السادس.

والانعكاس الأول على الأرض لهذا القرار كان إعلان قيادي ميداني في جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سورية، لوكالة فرانس برس أن الجبهة ستشن هجوماً في البلاد خلال 48 ساعة.

وقال القيادي «هزيمة الروس واضحة، وخلال 48 ساعة ستبدأ الجبهة هجوماً في سورية» من دون تحديد المكان الذي سيشهد الهجوم.

في جنيف، أعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا الثلاثاء أن الانسحاب الجزئي للقوات الروسية من سورية يُشكل «تطوراً مهماً»، معرباً عن الأمل في أن يكون له «تأثير ايجابي» على مفاوضات السلام في جنيف.

وفي موسكو، أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن «دفعة أولى من الطائرات الروسية أقلعت من قاعدة حميميم الجوية عائدة إلى قاعدتها في روسيا»، وذلك غداة إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المفاجئ بسحب القوات الروسية المنتشرة منذ 30 سبتمبر في سورية.

وتضم الدفعة الأولى طائرات نقل من طراز تي-154 وقاذفات سو-34.

كما أعلن مسؤول روسي في سورية أن الطيران الروسي سيواصل ضرباته الجوية ضد أهداف «إرهابية» في سورية.

إعلان

وكان بوتين أعلن مساء الأثنين بدء سحب القسم الأكبر من القوات العسكرية الروسية المنتشرة في سورية منذ 30 سبتمبر وذلك بعد أسبوعين على بدء العمل بوقف إطلاق النار.

ولم تحدد موسكو مهلة زمنية لانسحابها، إلا أنها قررت الاحتفاظ بـ «أحدث» أنظمتها للدفاع الجوي.

وقال رئيس المكتب الرئاسي في الكرملين سيرغي ايفانوف «سنحافظ على حماية فاعلة للقسم المتبقي في سورية من القوات، خصوصاً من خلال وسائل حماية برية وبحرية وجوية»، حسب ما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية.

واعتبرت الصحف الروسية الثلاثاء أن إعلان الانسحاب يتيح لموسكو تقديم تدخلها في هذا البلد بمثابة انتصار سياسي، كونها أعطت أولوية للتسوية السياسية بدل الغرق في النزاع.

ولا تزال الآمال بعيدة بتحقيق اختراق في مفاوضات السلام الجارية في جنيف إذ لا يزال الجانبان على خلاف حول مسألة مصير الرئيس السوري بشار الأسد بينما دخل النزاع عامه السادس.

وكان البيت الأبيض أعلن مساء الأثنين أن بوتين تطرق في مكالمة هاتفية مع نظيره الأميركي باراك اوباما إلى «انسحاب جزئي» للقوات الروسية في سورية، كما اعتبر المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست مساء الأثنين أيضاً إنه من «الصعب» تقييم تأثير الإعلان على مفاوضات السلام الجارية.

غارات

ونشرت موسكو منذ سبتمبر أكثر من خمسين طائرة حربية مع قوات في قاعدة حميميم.

وقامت الطائرات الحربية الروسية خلال خمسة أشهر من التدخل بآلاف الغارات الجوية واستهدفت آلاف المواقع التي قالت موسكو ودمشق إنها عائدة لـ «إرهابيين»، بينما نددت المعارضة ودول غربية باستهدافها مواقع للمعارضة المصنفة «معتدلة».

كما أطلق الجيش الروسي خلال عملياته صواريخ من سفن حربية راسية في بحر قزوين أو من غواصات في البحر المتوسط.

وساعدت القوة الضاربة الروسية الجيش السوري على تحقيق تقدم على الأرض، بعدما كان في وضع صعب الصيف الماضي.

ويأتي إعلان الانسحاب الروسي بعد ساعات على بدء جولة جديدة من المفاوضات في جنيف، كما يأتي القرار في الوقت الذي لا يزال فيه مصير الرئيس السوري بشار الأسد يطرح مشكلة إذ ترفض دمشق كل مطالب المعارضة في هذا الصدد.

تأثير

وصرح دي ميستورا في بيان تلاه الثلاثاء أحمد فوزي أحد المتحدثين باسم الأمم المتحدة في جنيف أن «إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اليوم نفسه لبدء هذه الجولة الجديدة من المفاوضات في جينف، هو تطور مهم ونأمل أن يكون له تأثير ايجابي على تقدم المحادثات التي تسعى إلى حل سلمي للنزاع في البلاد».

ويلتقي الوفد السوري المعارض دي ميستورا في الساعة 17،00 الثلاثاء في الأمم المتحدة في جنيف.

كما تعقد الهيئة العليا للمفاوضات مؤتمراً صحافياً عند الساعة الحادية عشرة والنصف بتوقيت جنيف في حديقة الأمم المتحدة احياءً للذكرى الخامسة لاندلاع «الثورة السورية».

وقال سالم المسلط المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات لوكالة فرانس برس تعليقاً على مطالبة الوفد النظامي بتوسيع تمثيل وفد المعارضة إلى جنيف «من هم المقترحون لزيادة الوفد؟ من يمثل الشعب السوري موجود هنا، إذا كان يتحدث عن أحزاب في الداخل فالأحزاب موجودة هنا، هيئة التنسيق ممثلة بشكل كامل والائتلاف ممثل بشكل كلي».

وأضاف «هناك فصائل وممثلون عن الجيش السوري الحر موجودون هنا وكذلك الإخوة الكرد، فما هي الغاية والهدف من الحديث عن إضافة أو توسيع الوفد؟»، مضيفاً «هذا أمر لا يمكن القبول به».

وذكرت صحيفة «الوطن« السورية القريبة من دمشق الثلاثاء أن «المبعوث الأممي سمى للوفد السوري وفدين للمعارضات الأول يضم معارضي الرياض والثاني معارضي موسكو والقاهرة دون أن تكتمل قائمة الأسماء كافة، إضافة إلى الاستشارات التي سيجريها مع عدد من الوفود التي تمثل المجتمع المدني والنساء».

وأشارت إلى أن «وفد معارضة الداخل توجه أمس إلى موسكو حيث سيحصل على تأشيرات الدخول إلى سويسرا ومنها سيتجه إلى جنيف التي من المتوقع وصولهم إليها الأربعاء».

وتختلف الحكومة والمعارضة حول رؤيتهما للمرحلة الانتقالية ففي حين تتحدث دمشق عن حكومة وحدة وطنية موسعة تضم أطيافاً من المعارضة، تريد المعارضة هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات التنفيذية بدون أن يكون للأسد أي دور فيها.