هدنة سورية «مفتوحة»... وجنيف 3 يبدأ بـ «الانتقالية»

نشر في 10-03-2016 | 00:00
آخر تحديث 10-03-2016 | 00:00
واشنطن ترجح مقتل وزير «حرب داعش» بغارة شنتها في سورية... وتعتقل مسؤول وحداته الكيماوية بالعراق
بُعيد إعلان فرنسا استضافتها الأحد اجتماعاً سداسياً بمشاركة الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي، لمراقبة الهدنة والتزام الروس بها، حدّد المبعوث الأممي إلى سورية معالم الجولة الجديدة من «جنيف 3»، موضحاً أنها ستبدأ بلقاءات تقارب بين الوفود، وستركز على تشكيل حكومة انتقالية وإجراء الانتخابات.

أكد المبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان ديميستورا، أن «المباحثات الفعلية للجولة الجديدة من المحادثات السورية، ستبدأ في جنيف 14 مارس الجاري، وتتوقف قبل 24 الشهر للاستراحة أسبوعاً، أو 10 أيام ثم تستأنف بعدها»، منبهاً إلى أن وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في 27 فبراير الماضي، مستمر لأجل غير مسمى من وجهة نظر الأمم المتحدة والقوى الكبرى، وليس مرتبطاً بأسبوعين كما هو شائع.

وشدد ديميستورا، في مؤتمر صحافي، على «أننا سنعمل بدرجة أولى على لقاءات تقارب بين الجهات السورية المتفاوضة، بعد فشل المباحثات السابقة في إحراز أي تقدم»، موضحاً أن «المفاوضات الجديدة ستركز على قضايا الحكم، وإجراء انتخابات خلال 18 شهراً ودستور جديد، ولن تستمر هذه الجولة إلى ما بعد 24 مارس ثم تكون هناك استراحة تستأنف بعدها المحادثات السورية».

وفي حين أشار إلى أن فريقه يعمل على مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار في سورية، الذي دخل حيز التنفيذ في 27 فبراير الماضي، أعلن المبعوث الأممي أن «500 شاحنة مساعدات وصلت إلى المحاصرين في سورية»، معتبراً أن «ما تم تحقيقه حتى الآن في مجال المساعدات الإنسانية يعد إنجازاً كبيراً».

وأعلنت دمشق، أنها سترسل وفداً إلى جنيف، لكن المعارضة، التي لم تحسم قرارها بعد، أوضحت على لسان المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب، أنها سترسل في البداية وفداً صغيراً للقاء مجموعة العمل، برئاسة الأميركيين والروس، التي عقدت بعد ظهر أمس اجتماعاً جديداً سبقه اجتماع للمجموعة الأخرى المعنية بالمساعدة الإنسانية.

اجتماع باريس

وفي وقت سابق، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت أمس، أن اجتماعاً سيعقد عشية استئتاف «جنيف3» في باريس بمشاركة نظرائه من الولايات المتحدة جون كيري، وألمانيا فرانك فالتر شتاينماير، وبريطانيا فيليب هاموند، وإيطاليا باولو جنتيلوني، والاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، موضحاً أنه سيتناول مدى صمود الهدنة و»إذا كانت الأمور تتقدم كما نأمل لتشجيع المعارضة على العودة إلى المفاوضات».

وقال آيرولت للصحافيين، خلال زيارة إلى القاهرة، إن الأوروبيين سيطلبون أيضاً من واشنطن، «المشاركة عن كثب في مراقبة تطبيق وقف إطلاق النار»، مشدداً على أنهم «سيظلون متيقظين» حتى التأكد من أن الغارات الروسية المستمرة تستهدف فقط تنظيم «داعش» و»جبهة النصرة» وليس المعارضة المعتدلة.

عمر الشيشاني

ميدانياً، رجح مسؤول أميركي مقتل القيادي العسكري الكبير في «داعش» عمر الشيشاني و12 آخرين في غارة جوية يوم الجمعة الماضي في منطقة الشدادي، التي خسرها التنظيم لمصلحة «قوات سورية الديمقراطية» المدعومة من الائتلاف الدولي والتي يهيمن عليها الأكراد.

وأكد المتحدث باسم وزارة الدفاع (البنتاغون) بيتر كوك أن غارة استهدفت عمر الشيشاني، الذي شغل العديد من المناصب في القيادة العسكرية للتنظيم بينها «وزارة الحرب»، موضحاً أنه في حال تأكد مقتله، «سيضعف قدرة التنظيم على تجنيد أجانب، لاسيما من الشيشان والقوقاز»، وكذلك قدرته على «تنسيق الدفاع عن معقليه» في الرقة والموصل.

وعمر الشيشاني، الذي عرضت الإدارة الأميركية مكافأة 5 ملايين دولار لكل من يقدم معلومات تقود للقبض عليه أو قتله، اسمه الحقيقي ترخان تيمورازوفيتش باتيراشفيلي، وهو ليس من الشيشان، إنما من جورجيا، ومعروف بلحيته الكثيفة الصهباء، ويعد من كبار قادة «داعش» ، إن لم يكن المسؤول العسكري الأول فيه.

الرقة والتدريب

إلى ذلك، أعلن قائد العمليات الخاصة الأميركية الجنرال جوزف فوتيل أمس الأول أن الائتلاف الدولي لا يخطط حالياً لاستعادة مدينة الرقة، لكن لعزلها، وتضييق الخناق عليها.

وفي حين أكد قائد أركان الجيوش الأميركية الجنرال جو دنفورد، من جانبه، عدم وجود خطة زمنية لاستعادة المدينة، قدّم قائد القيادة المركزية الجنرال لويد أوستين متقرحات تتضمن زيادة الإمكانيات في سبيل استعادة الرقة معقل «داعش».

وأوضح أوستين، خلال جلسة استماع أمام لجنة الشؤون العسكرية في «الكونغرس»، أن وجود قوات إضافية على الأرض، سيرفع من مستوى القدرات على جمع المعلومات الاستخباراتية، بالإضافة إلى تقديم المشورة والمساعدة، مقترحاً «القيام بدورات تدريب قصيرة المدى لمجموعات صغيرة من المعارضة السورية المسلحة لمحاربة داعش ولكن على نطاق أصغر».

كيماوي «داعش»

وعلى الجهة العراقية، بدأت طائرات أميركية، استهداف مواقع أسلحة كيماوية خاصة بـ»داعش» قرب الموصل، في جولة أولى تهدف إلى إضعاف قدرته على استخدام غاز الخردل، بحسب مصادر، أفادت محطة «سي إن إن»، بأن الضربة سبقتها عملية برية لقوات أميركية خاصة، تمكنت خلالها من اعتقال مسؤول وحدة الأسلحة الكيماوية بالتنظيم.

وأكد مسؤولان في الاستخبارات العراقية اعتقال سليمان داوود العفاري (50 عاماً) في العملية الأميركية، الشهر الماضي، قرب مدينة تلعفر الخاضعة لسيطرة «داعش»، موضحين أنه كان موظفاً في هيئة التصنيع العسكري المنحلة خلال حكم صدام حسين، ومتخصصاً في الأسلحة الكيميائية والبيولوجية.

ربع مليون طفل

وفي تقرير بعنوان «الطفولة المحاصرة» حذرت منظمة «سايف ذي تشيلدرن (إنقاذ الطفل الدولية)» الدولية، أمس، من أن ربع مليون طفل على الأقل يعيشون تحت وطأة الحصار في مناطق سورية عدة، موضحة أن كثيرين منهم يضطرون إلى أكل العلف المخصص للحيوانات وأوراق الأشجار للبقاء على قيد الحياة.

ومع اقتراب الذكرى الخامسة لبدء النزاع في سورية، أشارت المنظمة غير الحكومية إلى أن هؤلاء، «يعيشون تحت وطأة حصار غاشم في المناطق، التي تم تحويلها بنجاح إلى سجون مفتوحة»، موضحة أنهم «انقطعوا وأسرهم عن العالم الخارجي وهم محاصرون بالمجموعات المتقاتلة التي تستخدم الحصار بشكل غير قانوني كسلاح حرب، وتمنع دخول الأغذية والأدوية والوقود وغيرها من الإمدادات الحيوية كما تمنع الناس من الهرب».

back to top