توقعت وكالة الطاقة الدولية أن يشهد العام الجاري أكبر انخفاض في إنتاج النفط خارج منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) منذ 25 عاماً، وذلك سيساهم في إعادة التوازن إلى السوق الذي يعاني تخمة كبيرة.

Ad

 ارتفعت أسعار النفط أمس صوب 45 دولارا للبرميل لتتجه نحو تسجيل مكاسب للأسبوع الثالث على التوالي مع انتعاش المعنويات على الرغم من استمرار التخمة في المعروض.

وجرى تداول العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت بزيادة قدرها 7 سنات أو ما يعادل 0.1 في المئة عن سعر آخر تسوية عند 44.60 دولارا للبرميل بحلول الساعة 0912 بتوقيت جرينتش.

وارتفع خام غرب تكساس الوسيط 14 سنتا أو ما يعادل 0.3 في المئة إلى 43.32 دولارا للبرميل.

وزاد خام برنت نحو 3.4 في المئة منذ بداية الأسبوع حتى الآن، في حين صعد خام غرب تكساس الوسيط 7.2 في المئة مما يضع عقود الخامين على مسار الارتفاع للأسبوع الثالث على التوالي. وسعر الخام مرتفع بأكثر من الثلثين منذ تسجيل أدنى مستوياته في 2016 خلال الفترة بين يناير وفبراير.

من جانبها، قالت وكالة الطاقة الدولية إنها تتوقع أن يشهد العام الجاري أكبر انخفاض في إنتاج النفط خارج منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) منذ 25 عاما، وهو ما سيساهم في إعادة التوازن إلى السوق الذي يعاني تخمة كبيرة.

وأكد رئيس وكالة الطاقة فاتح بيرول أن انخفاض أسعار النفط العالمية قلص الاستثمارات في قطاع النفط بنحو 40 في المئة خلال العامين الأخيرين. وكانت الانخفاضات حادة في الولايات المتحدة وكندا وأميركا اللاتينية وروسيا.

وقال بيرول للصحافيين في طوكيو: "نتوقع خلال العام الجاري أكبر انخفاض في إمدادات النفط خارج أوبك منذ 25 عاما، وهو نحو 700 ألف برميل يوميا. وفي الوقت نفسه سيمضي نمو الطلب العالمي بوتيرة محمومة بقيادة الهند والصين وغيرها من الدول الصاعدة".

وأدى إعلان الوكالة عن هذه التوقعات إلى ارتفاع أسعار النفط العالمية خلال تداولات أمس الأول، ليسجل مزيج برنت العالمي أعلى سعر له منذ بداية العام فوق 46 دولارا للبرميل. لكن الأسعار انخفضت في وقت لاحق.

وكان مسؤول روسي قال أمس الأول، إن من المرجح طرح مبادرة جديدة في غضون أسبوعين لإجراء محادثات من أجل تثبيت إنتاج النفط، في حين قال مستشار سعودي إن تثبيت الإنتاج سيكون على جدول أعمال اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) في يونيو المقبل.

وصرح كيريل مولودتسوف نائب وزير الطاقة الروسي بأنه "في غضون أسبوع أو أسبوعين ستطرح مبادرة جديدة لإجراء محادثات".

من جانبه، قال المستشار النفطي السعودي إبراهيم المهنا في مؤتمر نفطي في باريس: "رغم عدم الاتفاق فإن باب التعاون في المستقبل ما زال مفتوحا، ومن المؤكد إجراء مزيد من النقاش خلال اجتماع أوبك المقبل في يونيو".

وفي المؤتمر نفسه، قال الأمين العام لـ"أوبك" عبدالله البدري، إن بعض الوزراء قد يطرحون مسألة تثبيت الإنتاج في اجتماع يونيو، لكنها غير مدرجة على جدول أعمال أمانة "أوبك"، ومن المقرر عقد اجتماع المنظمة في الثاني من يونيو المقبل.

وتأتي هذه التصريحات بعد فشل الدول المنتجة للنفط في الاتفاق على تثبيت الإنتاج عند مستويات يناير الماضي خلال اجتماع استضافته العاصمة القطرية الدوحة الأحد الماضي.

محادثات في مايو

من جانب آخر، قال وزير النفط النيجيري إمانويل إبي كاتشيكو لـ"رويترز"، إنه سيعقد محادثات مع السعودية وإيران وغيرهما من منتجي النفط بحلول مايو المقبل على أمل التوصل إلى اتفاق في يونيو.

وحتى لو لم يتوصل المنتجون إلى اتفاق، يرى مسؤولون أن هناك مؤشرات على تحسن السوق.

وقال الأمين العام لـ"أوبك": "ربما يصبح الطلب أكبر من العرض، ونتوقع أن يتحول السوق تماما بحلول عام 2017 ويصبح إيجابيا".

ورأى المستشار السعودي إبراهيم المهنا أن الإنتاج قد ينخفض تحت وطأة قوى السوق، وقال "قد يصل الخفض الكلي في الإنتاج إلى مليون برميل يوميا في النصف الثاني من العام الحالي، ومن المتوقع استمرار الخفض العام المقبل".

وأوضح المهنا أن الدول المستهلكة ينبغي ألا تفرح بانخفاض الأسعار الحالي، لأنه قد يزيد التوتر ويهدد استمرارية صناعات رئيسية، مضيفا أن "انخفاض أسعار النفط معادلة صفرية، وهذا يعني أن الجميع خاسرون".