لم يكن فوز القادسية ببطولة الدوري لكرة القدم مفاجأة، فقد كان الأجدر والأحق باللقب وفقا لمستواه ونتائجه التي تحققت في الدور الثاني، ويقف وراء هذا اللقب اللاعبون والجهازان الإداري والفني والجماهير.

Ad

كما كان متوقعا، حسم القادسية لقب بطولة دوري ڤيڤا لكرة القدم لموسم 2015-2016، بعد فوزه على الكويت مساء أمس الأول بثلاثة أهداف لنجم الفريق والكرة الكويتية الأول بدر المطوع، ضمن منافسات الجولة الـ24 لدوري ڤيڤا.

فوز القادسية بالبطولة كان مسألة وقت، خصوصا بعد التألق غير العادي للفريق ابتداء من الدور الثاني الذي حصد نقاطه كاملة بتحقيق الفوز تلو الآخر، دون خسارة أو حتى تعادل.

واستحق الأصفر اللقب عن جدارة واستحقاق شديدين، ويكفيه فخرا أن الفوز بالبطولة جاء في ظل الأزمات العاصفة التي واجهت الفريق، والتي لو واجهت فريقا آخر لانهار دون أدنى شك.

وبعد انتهاء المنافسة على لقب الدوري بات هناك صراع بين السالمية والكويت على المركز الثاني، حيث سيحصل الفريق الفائز به على بطاقة المشاركة في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي، علما أن المنافسة شبه محسومة للسماوي الذي بات في حاجة إلى ثلاث نقاط من مباراتين.

"الجريدة" بدورها تسلط الضوء على أبرز سلبيات وإيجابيات جولة الحسم.

القادسية يتوج باللقب

ضرب القادسية أكثر من عصفور بحجر واحد، حيث استعاد لقب البطولة الغائبة عن خزائنه في الموسم الماضي، إضافة إلى انه أصبح الفريق الأكثر تحقيقا للبطولة، بعد تخطيه العربي بفارق لقب واحد، إلى جانب رد الدين للكويت بعد أن تفوق عليه في 4 مباريات تحت قيادة الجنرال محمد إبراهيم، إضافة إلى مباراة دور نصف النهائي لبطولة كأس سمو الأمير التي قاد الأبيض فيها الكرواتي بوزيدار، ليكسر الأصفر سلسلة الانتصارات المتتالية بنتيجة كبيرة.

وأكد القادسية أنه الأفضل في الوقت الراهن دون منافس، بفضل امتلاكه عددا كبيرا من اللاعبين استفادوا جيدا من انضمامهم للمنتخب في السنوات الأخيرة من خلال صقل خبراتهم، فضلا عن الجهاز الإداري بقيادة نائب مدير الكرة محمد بنيان، ومدير الفريق عبدالله الحقان، والإداري شاكر الشطي، والذين لعبوا الدور الأبرز مع اللاعبين في الفوز باللقب، وهذا ليس تقليلا من عمل المدرب الكرواتي داليبور الذي اكتشف نفسه كمدرب قدير، بعد أن كان مدربا للياقة البدنية.

ويمتلك الأصفر البديل الكفء الذي لا يقل بأي حال عن مستوى اللاعب الأساسي، فصفوفه مكتظة باللاعبين الأكفاء، الذين يصنعون الفارق مع المنافس.

ومما لا شك فيه أن مجلس الإدارة لم تكن له اليد العليا في الانتصار، فلا هو قضى على المشاكل الموجودة في الفريق، ولا هو دعم اللاعبين ماديا، والدليل حملة الجماهير التي سبقت لقاء خيطان في الدور الأول، من أجل الإبقاء على المحترفين الغيني سيدوبا والكنغولي سالمو والغاني صومايلا لعدم تسلم مستحقاتهم المالية منذ فترة ليست بالقليلة، لتلعب الجماهير الدور الأبرز في هذه الأزمة من خلال تبرعاتها، إلى جانب دعمها الكبير للاعبين على مدار الموسم.

في المقابل، لم يقدم الكويت في البطولة ما يستحق عليه اللقب، فقد اعتمد جهازه الفني على الأسلوب التجاري، من خلال تحقيق الانتصارات على حساب المستوى، لذلك كان من الطبيعي أن يفقد بعد ذلك نقاطا سهلة من خلال التعادل مع الفحيحيل والسالمية والعربي ثم الخسارة الفادحة أمام القادسية.

أما عن المباراة فلم يجد الأصفر صعوبة تذكر في قهر منافسه بالثلاثة التي أحرزها المطوع خلال نصف ساعة من انطلاق الشوط الأول، وكان من الصعوبة بمكان عودة الكويت إلى أحداث اللقاء، خصوصا أن لاعبة الأصفر فرضوا هيمنتهم الكاملة على المباراة بفضل امتلاك لاعبي خط الوسط لمربع العمليات.

السالمية الأجدر بالثاني

من جانبه، يستحق السالمية الفوز بلقب الوصافة هذا الموسم، فقد كان الفريق الأفضل دون منازع في الدور الأول، لكن مستواه تراجع كثيرا في الدور الثاني الذي أهدر فيه عددا غير قليل من النقاط، وربما كان للخسارة الكبيرة أمام القادسية بأربعة أهداف دون رد في هذا الدور أثر كبير في التفريط في اللقب.

ومن المؤكد أن السماوي تحت قيادة المدرب الألماني رولف كان أفضل حالا، وهذا ليس تقليلا من شأن المدرب سلمان السربل.

والفوز الذي حققه السماوي على الفحيحيل قربه كثيرا من المركز الثاني، وهذا لا يقلل أيضا من المستوى الذي ظهر عليه فريق الفحيحيل المكافح، الذي يتطور مستواه بشكل ملحوظ.

كاظمة يفوز فقط

فاز كاظمة على اليرموك بثلاثية، لكن البرتقالي لم يقدم المستوى المنتظر منه، بشهادة القائمين عليه، والأمر يستدعي ضرورة تدخل المدرب الروماني فلورين ماتروك، سواء بالارتقاء بمستوى الفريق، أو المطالبة بدعمه بلاعبين أكفاء محترفين ومحليين، لاسيما أن فرصة استمرار البوليفي كامبوس، والأردني سعيد مرجان تبدو صعبة.

العربي ينتفض

أما العربي فقد انتفض في الجولات الأخيرة، وعاد إلى المستوى المعروف عنه بفوزه المستحق على خيطان بهدفين، والملاحظ في العربي ارتفاع مستوى مهاجمه فهد الرشيدي الذي استعاد ذاكرة التهديف بقوة بعد ابتعاده عن الملاعب في الدور الأول بداعي الإصابة، الرشيدي يبدو أنه أراد تسويق نفسه بتشغيل ماكينة أهدافه، علما أن هناك رغبة جامحة من قبل مسؤولي السالمية بالتعاقد مع "الكوبرا"!

بدر نجم متوج

حظي نجم القادسية بدر المطوع بنصيب الأسد من هتافات الجماهير واحتفال اللاعبين، بعد الظفر بلقب الدوري، ووصوله أيضا "للهاتريك" رقم 17 في هذه المسابقة.

وأكد المطوع أن "شعوره لا يوصف بحصد اللقب الغالي، ومشاركة اللاعبين والإداريين في هذا الإنجاز، لأنه وضع القادسية على قمة الأندية الكويتية في عدد مرات التتويج على حساب العربي".

وشكر جمهور القادسية الوفي الذي ساند الأصفر في أحلك الظروف، كما هنأ إدارة الفريق وجميع المنتمين له على اللقب، مشيرا إلى أن الرقم 17 سيظل الاغلى في حياته؛ لارتباطه بالمناسبات السعيدة.

أرقام

● شهدت الجولة الـ24 إحراز 21 هدفا بمعدل تهديفي 3.5 أهداف في المباراة الواحدة.

● غابت التعادلات عن هذه الجولة، بعد أن حسمت المباريات الست بالفوز.

● حقق لاعبان هما نجما القادسية بدر المطوع والسالمية فيصل العنزي لقب الهاتريك (ثلاثة أهداف).

● 4 ركلات ترجيح احتسبها الحكام في هذه الجولة، انبرى لها بنجاح بدر المطوع وفيصل العنزي ومحترف الشباب السنغالي عيسى با، ولاعب الصليبيخات بدر المطيري، في شباك الكويت والفحيحيل والنصر والساحل على التوالي.

● حقق القادسية جميع الأرقام الإيجابية في البطولة حتى الآن، فهو الأكثر فوزا (20 مباراة)، وتهديفا (74 هدفا)، والأقل خسارة (مباراة واحدة)، وتعادل (مباراتان)، واهتزازا للشباك (10 أهداف).

● ارتقى بدر المطوع للمرتبة الثانية في ترتيب الهدافين بـ19 هدفا، بعد أن احتفظ محترف العربي فراس الخطيب بالقمة وله 21 هدفا، في حين تقهقر محترف كاظمة البرازيلي إلى المركز الثالث بـ17 هدفا، وجاء نجم الفحيحيل الواعد سالم الهاجري في المركز الرابع بـ13 هدفا، وتبعه مهاجم السالمية حمد نايف العنزي وله 11 هدفا.

لقطات

● في لفتة رائعة حمل لاعبو القادسية والكويت لافتة مكتوب عليها: "سمير سعيد لن ننساك" في ذكرى رحيل أسطورة حراس مرمى المنتخب الوطني والنادي العربي.

● وفي لفتة تعبر عن الروح الرياضية لمسؤولي نادي الكويت، قدم النادي التهنئة من خلال شاشاتي العرض بالاستاد إلى نادي القادسية بالفوز بالدوري.

● سدد لاعبو القادسية 11 كرة صوب جماهيرهم قبل انطلاق المباراة، وكل من نجح في التقاط كرة سيحصل على هدية عينية من رجل الأعمال محمد عبدالعزيز البابطين الذي أعلن تكريم اللاعبين الأسبوع المقبل، بعد الفوز باللقب.

● احتفل لاعبو القادسية مع جماهيرهم بالفوز بالبطولة داخل الاستاد وخارجه، واستمرت الاحتفالات قرابة 60 دقيقة.

● هنأ محترف الشباب السعودي سيف الحشان زملاءه لاعبي القادسية على الفوز ببطولة الدوري على صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر".

● نال بدر المطوع القسط الأوفر من تشجيع جماهير الأصفر سواء قبل انطلاق المواجهة أو بعدها، ومن المؤكد أن الأهداف الثلاثة التي أحزرها في المباراة ضاعفت من تشجيع الجماهير له.