لماذا لا تبدأ «الأوقاف» بنفسها؟

نشر في 20-02-2016
آخر تحديث 20-02-2016 | 00:01
 ماجد بورمية  الآية الكريمة تقول "وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ"، ومن تعريفات كلمة المسرف: "هو من يقوم بإنفاق ماله في الحلال ولكن بكمية أكثر من المعتاد أي أكثر من احتياجه". وبما أن الشيء بالشيء يذكر فقد شنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية حملتها على الشعب ليبتعد عن الإسراف، وكأنها ترى أن المواطن وصل إلى درجة الهذيان حيث يبعثر الأموال من جيبه فينفقها بإسراف وتبذير، فهل تنظر إلى المواطن بهذا الشكل غير المنطقي؟

في البداية نقول لوزارة الأوقاف إن الشعب كله ضد الإسراف والتبذير والهدر المبالغ فيه سواء على مستوى الفرد أو الدولة، ولكن من حقنا هنا أن نسألها: عن أي إسراف تتكلمين والكثير من أبناء الشعب يدفعون أكثر من نصف رواتبهم لإيجار مساكنهم إلى حين الحصول على الرعاية الإسكانية، أم أن هذه الوزارة لم تدرِ عن ذلك شيئا؟ وأي إسراف والمواطن يضغط نفسه ليعلم أولاده في المدارس الخاصة الدولية بسبب تردي التعليم الحكومي؟ وأي إسراف والكثير من الكويتيين يعالَجون في المستشفيات الخاصة لتردي الخدمات الصحية وازدحام المستشفيات الشديد بالمرضى؟ وأي إسراف وراتب المواطن يذهب للأقساط هنا وهناك ولا يتبقى منه إلا القليل؟ أين الإسراف والكثير من الشباب الكويتيين وصلوا إلى الثلاثين ولم يتزوجوا حتى الآن لارتفاع تكاليف الزواج؟

والسؤال الأهم: لماذا لا تبدأ وزارة الأوقاف بنفسها أولاً لتكون القدوة وتوقف الهدر المالي في وزارتها، فالذي بيته من زجاج لا يلقي الناس بالحجارة، ونسألها بهدوء: ألم يُحول الكثير من مخالفات عقود الصيانة الخاصة بقطاع المساجد إلى التحقيق وبعضها إلى النيابة العامة؟ ألم تهدر الوزارة الملايين على لجنة الوسطية لعدة سنوات دون أن تجني الدولة أي إيجابية من هذه اللجنة فضلاً عن الملايين التي تنفقها سنوياً على المؤتمرات الدولية التي تعقد في الكويت دون أن يستفيد منها الشعب؟! وأين الوزارة والكثير من المصلين يفترشون الأرض لتأدية صلاة الجمعة في الشوارع في الأماكن المكتظة بالسكان وكأننا نعيش في الصومال؟

والسؤال الأخير: لماذا تغمض عينيها عن الهدر المالي الرهيب في كل مؤسسات الدولة وتفتح عينيها على الشعب المغلوب على أمره؟

back to top