«شعبيات» و{مصر الجميلة»... بين الأصالة والمعاصرة
• احتفالية ومعرض استيعادي لصلاح عبد الكريم
في إطار التفاعل بين قطاع الفنون التشكيلية المصري والمراكز الفنية الخاصة، افتتح د. خالد سرور رئيس القطاع معارض عدة بالقاهرة، منها «مصر الجميلة» للفنان عفت حسني بغاليري بيكاسو، و«شعبيات» للفنان فارس أحمد بقاعة قرطبة. كذلك أقامت جمعية «محبي الفنون الجميلة» احتفالية ومعرضاً استيعادياً للفنان الراحل صلاح عبد الكريم (1925 – 1988) بحضور لفيف من الفنانين والنقاد.
أكّد رئيس قطاع الفنون التشكيلية المصري د. خالد سرور أهمية مد الجسور بين القطاع والمراكز التشكيلية الخاصة، وانطلاق الفعاليات في فضاء ثقافي محفز للإبداع، وطرح أعمال من تيارات ومدارس فنية مختلفة، والتواصل بين الرواد والشباب، بما يفضي إلى زخم إبداعي، ومتعة بصرية لزوار المعارض.في هذا السياق، افتتح د. سرور معرض {شعبيات} للفنان فارس أحمد بقاعة قرطبة بالقاهرة، وضم 30 لوحة تنوعت بين التصوير و{الريليف} مزج بين النحت والتصوير والحفر، وجسدت في إطار بهيج ملامح الوجوه في {الريف والمدينة} وخصوصية الأجواء الشعبية المصرية.
أشاد الحضور بالطابع التأثيري للوحات، وتناغمه مع تفاصيل الحياة اليومية، واستعارة وظيفة {الزووم} السينمائي، لتقريب ملامح وحركية الشخوص مثل لوحة لنساء ريفيات بملابسهن التقليدية، و{التصوير الفوتوغرافي} من وضع الثبات في لوحة {أطفال المولد} وسطوة اللون الأخضر بدلالته الموحية بالخصوبة والنماء. وفارس أحمد أحد الوجوه التشكيلية المصرية البارزة، تتميز لوحاته بالمزج بين الأصالة والمعاصرة، وأقام الكثير من المعارض الخاصة والجماعية، ونال جوائز وتكريمات عدة، وأقتني بعض أعماله داخل مصر وخارجها.فانتازيا الواقعمن جهة أخرى، استضاف غاليري بيكاسو «مصر الجميلة» للفنان عفت حسني، وتباينت لوحاته بين الرمزية والواقعية، وحضور المرأة كتيمة أساسية في معارضه السابقة.افتتح المعرض الأستاذ بكلية الفنون الجميلة د. أشرف رضا، بحضور لفيف من الفنانين والنقاد والشخصيات العامة. ولفت إلى الطرح الجمالي المتفرد في «مصر الجميلة» وعمق رؤية الفنان، وانتصاره للمرأة في أعماله السابقة، ومعرضه الحالي، والربط شديد الدلالة بين بهاء المرأة والوطن، وانحيازه إلى البيئة المصرية، وتفاعله مع معطيات اللحظة الراهنة، وتجلياتها الاجتماعية والسياسية.وأشار رضا إلى أن تجربة «مصر الجميلة» معزوفة تشكيلية تلامس وجدان الرائي، وتسجل الكثير من المشاهد الحياتية، ناهيك بصوغ العناصر في تكوينات دلالية بسيطة، عاكسة ثراء خبرات وتجارب الفنان، وتفرد مسيرته الفنية الممتدة قرابة النصف قرن. وعفت حسني (74 عاما) من جيل الوسط في الحركة التشكيلية المصرية، له إسهامات متفردة في مجال التصوير منذ ستينيات القرن الماضي، وله معارض عدة، من بينها {روح الواقع} في قاعة سلامة بالقاهرة 2007، وقاعة العدواني في الكويت 2013، و}العزف} في قاعة بيكاسو في العام الماضي. كذلك صمم حسني أول ملصق لمعرض القاهرة الدولي للكتاب 1967، وأدرج اسمه في موسوعات مصرية وعالمية، واقتنيت أعماله داخل مصر وخارجها، ولدى أفراد في الكويت والسعودية والبحرين وفرنسا. كذلك، استضاف غاليري بيكاسو معرضاً استيعاديا للفنان بهاء عامر، وضم مجموعة منتقاة من أعماله في السنوات الثلاث الماضية، وجسدت أبرز الملامح الرئيسة لتجربته الإبداعية، وخبراته في الرسم والتلوين وتفرد فضائه الميتافيزيقي، والمتجاوز للواقع المرئي، والارتحال إلى عوالم خيالية {فانتازية} وثراء الدلالات والإشارات متشابكة العلاقات، ناهيك بإطلاق المشاعر الكامنة بسحرها الخاص، وآفاقها السوريالية المدهشة. من جهة أخرى، افتتح د. خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية المصري، معرض «حكايات جميلة» للفنان عماد إبراهيم، واستضافته قاعة نهضة مصر بمتحف محمود مختار بالقاهرة، ويقدم عرضاً بصرياً وجمالياً لمشاهد حياتية لطفلة مصرية «جميلة»، ويجسد واقعها الطفولي البريء، وتخاطب اللوحات عين ووجدان المُتلقي، وتلامس مخزونه من التجارب والذكريات.صلاح عبد الكريم... قاهر الحديد في أولى أمسياتها الثقافية للعام الحالي، نظمت جمعية محبي الفنون الجميلة، احتفالية للفنان الرائد صلاح عبد الكريم، وعرض الفيلم التسجيلي «قاهر الحديد» عن مسيرته الإبداعية، ومعرض استيعادي لأبرز أعماله في الرسم والنحت، والتصوير والخزف، وتصميم الديكور المسـرحي، بحضور الفنان د. أحمد نوار رئيس الجمعية، ولفيف من الفنانين والنقاد وتلامذة الفنان الراحل.أكد الحضور الدور الريادي لصلاح عبد الكريم، وعطاءه المتفرد كفنان شامل، وموهبته التي تفخر بها الحركة التشكيلية العربية المعاصرة، وثراء سنوات إبداعه بالمغامرة والتجريب، لاسيما في تعامله مع خامة «الحديد» وتطويعها لتصبح تحفاً نحتية رائعة، ويعتبر رائداً في هذا المجال، وأحد فرسانه على مستوى العالم. حصل صلاح عبد الكريم (1925 – 1988) على دبلوم كلية الفنون الجميلة عام 1948، وعمل أستاذا غير متفرغ في ذات الكلية، وأقام الكثير من المعارض الخاصة، وشارك في دورات بينالي ساو باولو بالبرازيل (1959 – 1964)، وبعد رحيله استعيدت أعماله في مراكز ثقافية عدة،كذلك، نال عبد الكريم الكثير من الجوائز والأوسمة، منها جائزة النحت الشرقية من بينالي ساوباولو 1959، ونوط الامتياز من الطبقة الأولى 1985، وجائزة الدولة التقديرية في الفنون 1985، وكرم اسمه في صالون النحت الأول بقصر الفنون بالقاهرة 2005، وله مقتنيات في متحف الفن المصري الحديث بالقاهرة، والمتحف الوطني في الهند.