ما أعمالك الجديدة بعد انتهاء مسلسل {مثل القمر}؟

Ad

أنهيت تصوير مسلسل «حب حرام» للكاتبة كلوديا مرشليان مع المخرج سمير حبشي، وسيُعرض الشهر المقبل عبر المؤسسة اللبنانية للإرسال. دوري مختلف جداً عن شخصية «رندا» في «مثل القمر». ويضمّ المسلسل مجموعة كبيرة من الممثلين المخضرمين.

عم يتمحور دورك؟

أؤدي شخصية فتاة يتيمة فقيرة تعيش مع جدتها في القرية، تقيم علاقة حب مع رجل يكبرها سنّاً يؤدي دوره الممثل نقولا دانيال، فيظلمها كثيراً حتى تقع بمواجهة معه ومع زوجته.

هل تختلف المسؤولية الملقاة على عاتق الممثل حين يقف أمام عدسة مخرج مخضرم مثل سمير حبشي؟

طبعاً، أشعر براحة أكبر لأنني بين أيد أمينة. أحب سمير حبشي شخصياً كما أحبّ التعاون معه. تعاونا سابقاً في أدوار صغيرة وصولا إلى دور مهمّ في «حب حرام»، وأنا أتشوّق لمزيد من التعاون كونه مخرجاً يعمل على مضمون النص بمعية أداء الممثل.

«مثل القمر»

شخصية «رندا» في مسلسل «مثل القمر» ذات بعدين يحدّهما انقلاب من شخصية شريرة إلى أخرى طيّبة. حدثينا عنه؟

صراحة، هو أسهل دور أديته في حياتي، ولم يحتج إلى جهد كبير. لم تكن هذه الشخصية شريرة بمقدار ما كانت شقيقتها (كاتيا كعدي). اقتصر دور «رندا» على التخطيط لكيفية تخلّص شقيقتها من «قمر» وتدميرها. لكنها سرعان ما تنقلب عليها بعدما اقترفت جريمة، فيظهر الجانب الطيّب من «رندا» التي رفضت الإجرام والأذية. وتميّزت هذه الشخصية بانفتاحها الاجتماعي وعيشها حياتها بحرية تامة بلا ضوابط ومن دون الارتباط برجل محدد.

يُحكى عن جزء ثانٍ للمسلسل، فهل ستشاركين فيه بعد المشكلات التي رافقت تنفيذ الجزء الأول؟

أطلعتني الكاتبة داليا حداد على الخط الدرامي الذي ستسير وفقه شخصيتي، موضحةً أن تحوّلي إلى إنسانة طيّبة في نهاية الجزء الأول يأتي تمهيداً لدوري في الجزء الثاني. ولكن نظراً إلى ما حصل بين الكاتبة والجهة المنتجة، أنتظر النص الجديد لأقرر مشاركتي المرتبطة بماهية دوري وأهميته، خصوصاً أن المسلسل شكّل ظاهرة بفضل نسبة نجاحه الجماهيرية.

هل أنت راضية عن كيفية تنفيذه؟

لا أتحمّل مسؤولية الخطأ الذي أضاء الإعلام عليه والمتعلّق بثيابي لأن الجهة المنفّذة تؤمن لنا الثياب وليس نحن. من جهة أخرى، من الطبيعي ألا نكون راضين كممثلين عن الأخطاء الفادحة التي حصلت بسبب ضيق الوقت، إنما يجب أن يتحمّل المسؤول عنها مسؤولية ما حصل.

كيف تفسّرين نسبة المشاهدة المرتفعة التي حققها المسلسل رغم الأخطاء التي تضمنها؟

تميّز المسلسل بسحر خاص جذب الجمهور في لبنان وفي أميركا وأستراليا وأوروبا التي أتلقى منها اتصالات مشجّعة. ثمة عناصر عدّة لنجاحه، ربما تتمثل في بطلته ستيفاني صليبا أو وسام صليبا كوجهين جديدين، أو النص المكتوب بطريقة سلسة، أو مواقع التصوير والقصور التي صوّرنا فيها... انطلاقاً من المسلسلات المعروضة راهناً، أعتقد أن ثمة شريحة كبيرة من الجمهور تفضّل متابعة الأعمال السهلة والبسيطة التي لا تحتاج إلى مجهود فكري.

الدراما اللبنانية

ألا تظنين أن الجمهور اللبناني يفضّل العمل المحلي رغم عناصره الضعيفة؟

يريد الجمهور برأيي متابعة الأعمال السهلة والبسيطة على غرار «مثل القمر» في ظل الضغوطات الاجتماعية والمشكلات التي نواجهها في البلد من أزمة نفايات وسياسة.

كيف ترين مسيرة الدراما اللبنانية في ظل الإنتاج الضعيف وأزمة المحطات؟

ثمة مسلسلات عالية الجودة وأخرى تجارية مقبولة. على كلٍ يتابع الجمهور الأعمال التي يتعلّق بقصتها.

ما عنصرها الأضعف؟

الإنتاج مهم جداً، فبمقدار ما نسخى على الدراما نحصد في المقابل، فضلاً عن أن المشاهد يهتمّ بماهية القصّة رغم أن الأخراج أساسي ومهم جداً لأن المخرج هو العمود الفقري لكل عمل ويتحمّل المسؤولية المباشرة عن أي خطأ يظهر عبر الشاشة.

نلاحظ أن ثمة تفاوتاً بنوعية أدوارك، أحياناً دور متواضع وأحياناً أخرى دور مهمّ، لماذا؟

أشارك بدور متواضع أحياناً إذا شعرت بأن المسلسل سينجح جداً.

تضحيّن بمستوى دورك إذا كان المسلسل مهماً بشكل عام؟

لا أساير إلى هذه الدرجة، فلا بدّ من أن يكون الدور مقبولاً وأشعر فيه أيضاً على غرار دوري في «مثل القمر» و»حلوة وكذابة».

بعد سنيّ الخبرة والأعمال، هل تعتبرين أنك وصلت إلى ما تصبين إليه أم أنك مظلومة؟

طبعاً أنا مظلومة في الدراما لأنني بعد 14 عاماً في المهنة، أستأهل أن أكون في أدوار أهمّ لكنني لم آخذ حقّي مهنياً بعد.

نوّعت في أدوارك بين التراجيديا والكوميديا وبين الشخصيات الطيّبة والشريرة، فلماذا لم تأخذي حقك بعد؟

أحبّ التنويع والاختلاف في الأدوار وعدم التكرار. أعتقد أن «الكليكات» التي تحصل راهناً تضرّ بي لأنني لا أدقّ الأبواب، فأنا موجودة عبر الشاشة والناس تعرفني جيّداً.

أي أدوار تستفزّك؟

أحلم بأداء أدوار تتعلّق بالمافيا والمطاردات والتشويق كما في أفلام هوليوود. في هذا الإطار، لفتتني شخصية الممثلة رولا حمادة في مسلسل «سوا». كذلك أحبّ الأدوار المعقدّة التي تُبرز قدرات الممثل، لا الأدوار السهلة التي يُمكن لأي كان تجسيدها.

مسلسلات مشتركة

لم الغياب عن المسلسلات العربية المشتركة؟

لم أتلق عروضاً كثيرة في هذا المجال. وما عُرض أخيراً لم يكن عند المستوى الذي أطمح إليه، إضافة إلى أن الصانعين يبادرون فور الاتصال بنا بالقول بأن الميزانية منخفضة. لم يسعون إلى أن يستخفّ الممثل بدوره؟ وعندما نرفض يأتون بممثل أقل كلفة. برأيي، إذا لم يتكاتف الممثلون في هذا الإطار لن تحقق الدراما أي تقدّم.

على أي أساس تقبلين دوراً ما أو ترفضينه؟

عموماً، يقبل الممثل العرض إما بسبب جمالية الدور أو بسبب الأجر المرتفع، فإذا لم يتوافر أحد السببين لا دافع للمشاركة.

لكن ثمة ميزانيات ضخمة في المسلسلات العربية المشتركة؟

يصرفون أموالاً طائلة على البطولة الأولى فيما يستخفّون بالأدوار الثانوية.

هل الأدوار المسندة إلى اللبنانيات في تلك الأعمال تعبّر فعلاً عن هوية المرأة اللبنانية ومجتمعها؟

لا أذكر أي دور درامي جسّد واقعنا. تابعت بعض حلقات مسلسل «سمرا»، ربما ثمة من يعيش هذه الظروف فعلاً في المناطق النائية إنما لا أتذكر أي أدوار أخرى، علماً أن اللبنانين المشاركين في تلك المسلسلات حققوا شهرة عربية وباتوا محبوبين هناك.

ألا تتنازلين لتقديم دور عربي بهدف الانتشار والشهرة؟

إما أن يكون دوراً جميلاً أو أجراً لائقاً. يجب توافر أحد الشرطين لأشارك في هذه التجربة التي أرغب في خوضها فعلاً.

مواقع التواصل... والإعلام والسينما

أصبحت صفحات التواصل الاجتماعي مصدر الخبر ومنبراً للتعبير عن الرأي من دون حدود أخلاقية فإمّا ترفع عملاً أو تسقطه. ما رأيك بذلك؟

هذه الصفحات سيف ذو حدّين. قبل انتشارها والتطوّر التكنولوجي الفعلي، شكّل الإعلام السلطة الرابعة بينما أصبح الناس جميعهم سلطة رابعة راهناً، لأنه باتت لكل شخص القدرة على التجييش من خلال هذه المنابر. حتى أن بعضهم قادر على جرّ معجبيه إلى أفكاره وحيث يريد بمجرّد نشر رأي معيّن. تخصصت في الإعلام حيث تعلّمنا الموضوعية والصدق والأمانة والثقافة، لكن ما نشهده راهناً هابط جداً ولا يمتّ إلى ما تعلمّناه بصلة.

قدّمت برامج تلفزيونية سابقاً، ألا يعبّر الإعلام راهناً عن توجهاتك؟

ما أشاهده تلفزيونياً لا يعبّر عنّي. أصبح مستوى الإعلام هابطاً جداً، ما عدا بعض البرامج، أبرزها «أكابر» مع الإعلامي نيشان، أستمتع جداً بمتابعته كونه يستقبل ضيوفاً كباراً نتعلّم منهم مثل أنطوان كرباج ورولا حمادة. بينما نرى في برامج أخرى شخصيات تافهة يستقبلونها «لطق الحنك» وبالتالي تسجيل نسبة مشاهدة مرتفعة، وهذه الإستراتيجية المتبعة مسخرة بحد ذاتها، لإن الجمهور يتشرّب ما نقدّمه له ويعتاد على مستوى معيّن. بدلاً من استقبال ضيوف هابطين لم لا يأتون بمن لهم القيمة والقدر؟ ما الذي يحول دون تقديم برامج تثقيفية مثل «مين بيعرف؟» عبر MTV، الذي أتابعه دائماً وأستمتع بالإجابة عن الأسئلة واختبار معلوماتي العامة، وما الذي يحول أيضاً دون تقديم برنامج ثقافي للمراهقين يتضمّن معلومات عامّة.

شاركت في أفلام سينمائية، مثل «غنوجة بيا»، «مدام بامبينو»، «ليلة عيد» و«حلوة وكذابة» فهل من مشروع سينمائي مرتقب؟

عرض عليّ مشروع فيلم تشويقي كوميدي كتابة داليا حداد، أنتظر جهوزية النص لقراءته والإطلاع على تفاصيله.