تواصل السلطات التركية الأربعاء التحقيق في كيفية تمكن جهادي من سورية من تنفيذ هجوم انتحاري في وسط اسطنبول التاريخي وقتل عشرة سياح معظمهم ألمان في هجوم أثار مخاوف حول الأمن في المدينة.

Ad

ونفذت قوات الأمن حملة اعتقالات في صفوف الجهاديين في أنحاء مختلفة من البلاد لكن بدون أن يتضح ما إذا كان لذلك علاقة باعتداء اسطنبول.

ويأتي هذا الهجوم فيما تشهد تركيا حالة إنذار قصوى بعد الاعتداء الأكثر دموية الذي وقع على أراضيها وأسفر عن 103 قتلى في 10 أكتوبر أمام محطة القطارات المركزية في أنقرة.

والانتحاري نبيل فضلي فجّر نفسه في حي السلطان أحمد التاريخي الذي يعتبر من أبرز المواقع السياحية في اسطنبول قرب المسجد الأزرق وكاتدرائية آيا صوفيا.

وأزالت الشرطة الأربعاء الطوق الأمني الذي فرضته بعد الهجوم كما أفاد مراسل وكالة فرانس برس، وتمكن بعض السياح ووسائل الإعلام من دخول المنطقة، ووضع البعض وروداً في موقع التفجير.

واعتقلت الشرطة التركية الأربعاء في انطاليا (جنوب) ثلاثة أشخاص يشتبه في انتمائهم إلى تنظيم داعش غداة الهجوم الانتحاري.

والثلاثاء، أوقف 65 شخصاً يشتبه أنهم جهاديون في انقرة وازمير (غرب) وكيليس واضنه ومرسين (جنوب) وكذلك في شانلي اورفة (جنوب شرق) كما أفادت وكالة الأناضول.

وانضم النظام الإسلامي المحافظ الذي حامت حوله لفترة طويلة شبهات بالتواطؤ مع متطرفين من المعارضة السورية، إلى التحالف الدولي ضد الجهاديين وكثف الاعتقالات في أوساط تنظيم داعش.

لاجىء

أوردت صحيفة صباح التركية أن الانتحاري دخل تركيا كلاجىء من سورية في الخامس من يناير.

وأخذت أجهزة الهجرة التركية بصماته آنذاك، وهذا يفسر السرعة التي كشفت فيها السلطات عن هويته.

والقتلى العشرة معظمهم ألمان إذ أعلنت أنقرة أن تسعة ألمان على الأقل سقطوا في الاعتداء فيما قالت برلين أن عددهم ثمانية.

وبعدما أثار الهجوم صدمة في ألمانيا، توجه وزير الداخلية توماس دي ميزيير إلى اسطنبول لتفقد موقع الهجوم ولقاء مسؤولين أتراك الأربعاء.

وقالت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل أن "الإرهابيين هم أعداء كل شعب حر، إنهم أعداء الإنسانية سواء كان في سورية أو تركيا أو فرنسا أو ألمانيا"، مؤكدة أن برلين ستحارب الإرهاب "بتصميم".

ونصحت وزارة الخارجية الألمانية رعاياها بتجنب التجمعات الكبرى في الأماكن العامة والمواقع السياحية في اسطنبول.

وقالت الشركة الألمانية "تي يو اي" المنظمة للزيارة السياحية أنه بإمكان الأشخاص الذين حجزوا رحلات إلى اسطنبول تغيير وجهتهم بدون دفع غرامات.

وأصيب 15 شخصاً بجروح، اثنان منهم إصابتهم حرجة، وكل المصابين من الألمان وبينهم أيضاً نروجيون وبيروفيون وتركي واحد على الأقل.

وتعيش تركيا في حالة انذار منذ التفجيرين الانتحاريين اللذين أوقعا 103 قتلى في 10 أكتوبر في أنقرة، وهذا الهجوم الأكثر دموية على الأراضي التركية نسبته السلطات إلى تنظيم داعش.

ووقعت هجمات أخرى في العام 2015 واستهدفت مجموعات مؤيدة للأكراد، لكنها المرة الأولى التي تستهدف فيها هجمات مواقع سياحية في تركيا.

وتشكل الموارد السياحية أبرز دعائم الاقتصاد التركي.

وبعد سنتين من وقف إطلاق النار، استؤنفت المعارك الدامية منذ الصيف بين قوات الأمن التركية ومتمردي حزب العمال الكردستاني، وهذه المواجهات أدت إلى انهيار محادثات السلام التي أطلقت في العام 2012 لوقف نزاع أوقع أكثر من 40 ألف قتيل منذ العام 1984.