الواقعية والأحلام المراوغة في معارض بالقاهرة

نشر في 14-01-2016 | 00:01
آخر تحديث 14-01-2016 | 00:01
• {كنا هنا} رؤية تشكيلية معاصرة تجسّد الهوية العربية
شهدت القاهرة أخيراً فعاليات تشكيلية عدة، أبرزها: «خزفيات» للفنان محمد مندور، و{كنا هنا» للفنان محمود مرعي، و {المواطن عادي» للفنان طارق الشيخ، و{الأمنيات المؤجلة والحلم المراوغ» للفنان بهاء عامر، بالإضافة إلى المعرض الجماعي «التأثيرية رؤية مصرية حديثة»... وحفلت كلها بتنوع الرؤى والتجريب، وتجسيد أصالة التاريخ والهوية العربية.  

افتتح رئيس قطاع الفنون التشكيلية المصرية د. خالد سرور «خزفيات» في قاعة أفق بساحة متحف محمد محمود خليل بالقاهرة. ضمّ المعرض مجموعة منتقاة من أعمال الخزاف محمد مندور، جسدت مراحل مسيرته الإبداعية في نحو نصف قرن، وتفرده في التعبير عن خصوصية هذا الفن التراثي، وتطويع الخامات وفق رؤية جمالية معاصرة.

لفت مدير غاليري «أفق» الفنان إيهاب اللبان إلى تفرد أعمال مندور، وانتمائها إلى عالمه الفني الخاص، والمعروفة بأشكالها الإنسيابية، وهذا الشكل الشبيه بالجسد الإنساني، وبفوهته المتجهة نحو السماء في شموخ، وكأنها تتمتم بترانيم وإيقاعات ملونة، وتتحدث عن تاريخ عريق وهوية أصيلة.

ولد محمد مندور عام 1950 بمدينة الفسطاط في القاهرة، وعمل منذ طفولته في }فواخير الفسطاط} والتحق عام 1967 بأتيليه حلوان، الذي أنشأته الفنانة صفية حلمي حسين مع الفنان الراحل محمد هجرس، وله 45 معرضاً خاصاً، وهو شارك في معارض جماعية عدة داخل مصر وخارجها.  

زخارف عربية

في سياق متصل، افتتح د. خالد سرور معرض الفنان الشاب محمود مرعي «كنا هنا» بقاعة نهضة مصر بمتحف محمود مختار في القاهرة، وضم 15 عملاً فنياً استلهمت التصوير والزخارف العربية من منظور معاصر، بحضور لفيف من النقاد ومحبي الفنون الجميلة.

جسدت لوحات {كنا هنا} رؤية الفنان للحضارة العربية في مراحل ازدهارها، لا سيما الفتوحات الإسلامية وعصر الأندلس، وإعادة صياغة مجموعة من المشاهد برؤية معاصرة، واستخدام خامات مجسدة لعبق التاريخ، منها الأكريليك وشرائح الصفيح وورق الذهب.  

محمود مرعي (34 عاماً) عضو نقابة الفنانين التشكيليين، وجماعة فناني اللقطة الواحدة. شارك في أكثر من 26 معرضاً جماعياً، وله خمسة معارض خاصة. كذلك نال الجائزة الكبرى لصالون الشباب في دورته الرابعة والعشرين، وجائزة الصالون في الدورة الخامسة والعشرين، واقتني بعض أعماله في متحف الفن الحديث في القاهرة، واتحاد البرلمان الدولي بجنيف، ولدى أفراد في مصر وخارجها.

وفي أمسية فنية احتضنها متحف الفن المصري الحديث في القاهرة، أقيم المعرض الجماعي «التأثيرية رؤية مصرية حديثة» بقاعة محسن شعلان، ومعرض «المواطن.. عادي» للفنان طارق الشيخ، بقاعة الباب بساحة المتحف، وحضر الفعاليتين لفيف من الفنانين التشكيليين.

رصد المعرض الأول ملامح من التجارب الفنية المتميزة، لعدد من التشكيليين المصريين، وانتمائها إلى مدرسة التأثيرية، وآفاقها البصرية الموحية بعمق الفكرة وجسارة الجماليات، وارتياد الرائي فضاءات مشحونة بطيوف الوجوه والألوان، والاحتفاء بدفء المشاعر الإنسانية، والاستدعاء المعاصر لفن {البورتريه}.

وقدم الشيخ في {المواطن عادي} مجموعة من أحدث لوحاته، راصداً محاولات الإنسان الدؤوبة لنيل حريته، معتمداً على بساطة التكوين وتكثيف العناصر التشكيلية، وإبراز جماليتها المفعمة بديناميكية حركية ودلالات وإشارات جسدية بالغة الدلالة، وتؤكد التناغم بين الشكل والمضمون، والمراوحة بين الواقع والخيال.   

تراكمات بصرية

استضاف غاليري «لوكير» في القاهرة، معرض «الأمنيات والحلم المراوغ» للفنان بهاء عامر، ضم 30 لوحة مستوحاة من العصر الفرعوني، ونتاج  تجربة فنية امتدت لثلاثة أعوام (2011 – 2013) في مدينة الأقصر، ومعايشة لفنون الأسلاف على جدران المعابد، واستلهام تاريخي وجمالي لمفردات الحضارة المصرية القديمة.

قال الفنان بهاء عامر إن فكرة معرضه، بدأت خلال مشاركته في ترميم معبد الأقصر، وتفاعله الوجداني مع الفن الفرعوني وخصائص البيئة الشعبية، والموروثات الراسخة، وشخصية {إيزيس} وحكايتها الأسطورية، ومزج بين التاريخ والأحلام والرؤى الغائمة، وتباين الألوان الموحية بالتعبير عن طقوس {الحزن والفرح} في حياة المصري القديم.

وصف عامر أعماله بأنها نسيج يشبه السجاد، وشبكية من الخطوط الملتوية، وألوان أقرب للضبابية، وتزاحم الغوامق الكابية، وتشكلها على نحو غامض يشبه الانبهار بالمباغتة، وتدفق المشاعر العفوية في فضاء اللوحة، ولمسات مشحونة دون {اسكتشات} تجهيزية، وكأنها رحلة للبحث عن الذات في الرسم والتلوين.

أوضح عامر استلهامه للفن المصري القديم، والبيئة الريفية بالأقصر، وتراكمات بصرية، ومشاهدات لخصائص الحياة الاجتماعية الراهنة، ومدى ارتباطها بالزمن الفائت، واستدعاء مفردات موحية، منها الطائر والوردة والطبيعة، والاحتفاء بأسطورة {إيزيس وأوزوريس} ودلالتها الموحية بالجسارة والخلود.  

يذكر أن الفنان بهاء عامر، شارك في الحركة التشكيلية المصرية منذ عام 1990، وعمل  كمدرب ومحاضر في ترميم الآثار بمركز البحوث الأميركي «ARCE» وكاختصاصي ترميم أول بالمتحف القومي للحضارة، ولدى مؤسسة أغاخان للخدمات الثقافية، وله الكثير من المعارض الخاصة والمشاركات في فعاليات محلية ودولية.

كذلك، أسس عامر في عام 2013 غاليري {بي آرت} للفنون المعاصرة ومركز الترميم التابع له، وأسهم في الإعداد والتنفيذ والإشراف على الورش الفنية الإبداعية والابتكارية المصاحبة لفاعليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب، وهو عضو بأتيليه القاهرة ونقابة الفنانين التشكيليين وجمعية مُحبي الفنون الجميلة.

back to top