وصف الرئيس حسن روحاني، أمس، الخطاب "المتطرف" لمنتقدي الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني المعقود مع القوى العظمى بأنه خطير، داعيا الى مزيد من الدبلوماسية والحوار.

Ad

وبعد أن استبعد المرشد الأعلى علي خامنئي تقاربا مع الغرب قائلا إن الحوار يجب ألا يكون مع جميع الدول، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، إن بلاده لا تمثل تهديدا لأي دولة وأبدى تأييده للتواصل مع بقية دول العالم.

كما أدلى روحاني بهذا التصريح بعد خطاب لقائد الحرس الثوري الجنرال محمد علي جعفري الذي أكد، أمس، أن الاتفاق النووي ليس "نموذجا"، وانتقد بشدة "التيار الجديد الموالي للغرب" الذي يريد تسهيل "تسلل الولايات المتحدة" الى إيران.

لكن الرئيس روحاني أكد في خطاب نقله التلفزيون مباشرة من طهران، أن الاتفاق حول الملف النووي دليل على ان "المنطق والحوار يمكن أن ينتصرا على التهديدات والإكراه".

وأضاف: "لا يمكن إقامة تعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية او الامم المتحدة، بوجود فكر متطرف". وتتولى الوكالة الذرية الإشراف على الاتفاق.

وذكر روحاني أن "الفكر المتطرف يقول لنا ألا نثق بأحد، ألا نثق لا بجيراننا ولا بأصدقائنا، بينما يقول لنا الفكر المعتدل إن علينا التحدث مع العالم، مع السعي الى ان نؤمن اكتفاءنا الذاتي". وقال إن "التطرف مأخذ علينا في كل مكان".

وعزز روحاني المعتدل موقعه بعد الانتحابات التشريعية في فبراير التي اتاحت لحلفائه الاصلاحيين إحراز تقدم على المحافظين.

لكن عليه مواجهة محاولات الجناح المتشدد في النظام الذي يريد على ما يبدو منع مزيد من التقارب مع القوى العظمى.

وأدت مجموعة من تجارب الصواريخ الباليستية التي أجراها الحرس الثوري منذ اكتوبر، الى عقوبات أميركية جديدة. لكن هذه التجارب لا تنتهك الاتفاق حول الملف النووي المعقود في يوليو، والذي لا يشمل الصواريخ الباليستية.

والحرس الثوري الذي يعين المرشد الأعلى علي خامنئي قائده مباشرة، ليس وحدة النخبة في الجيش فحسب، بل يمتلك بالتالي عددا كبيرا من المؤسسات المؤثرة في الاقتصاد.

وتتناقض تعليقات روحاني مع تصريحات خامنئي الذي استبعد مزيدا من التقارب مع الولايات المتحدة منذ التوصل إلى اتفاق نووي تاريخي أنهى سنوات من العزلة السياسية والاقتصادية الإيرانية.

وفي وقت سابق هذا الأسبوع قال خامنئي إن الولايات المتحدة هي رمز عدم الأمانة، وإنه لا يتعين الوثوق بها، مؤكدا أن إيران يجب أن تحقق الاكتفاء الذاتي.

(باكو، طهران - أ ف ب،  ارنا، رويترز)