قبل 13 يوما فقط من التصويت التمهيدي للحزب الجمهوري في ولاية أيوا، في إطار الانتخابات الحزبية لاختيار مرشح الحزب الى السباق الرئاسي، أعلنت المرشحة السابقة لمنصب نائب الرئيس الأميركي سارة بايلن، أمس، دعمها للملياردير الجمهوري دونالد ترامب في حملته للوصول إلى البيت الأبيض، معتبرة أن قطب العقارات «سيقود المسيرة» كرئيس مقبل للولايات المتحدة.

Ad

وتعد بايلن شخصية مؤثرة لدى المحافظين وصانعة قرار سياسي، بعد فشلها في الوصول إلى منصب نائب رئيس الجمهورية في عام 2008. ومنذ ذلك الحين، أظهرت دعمها لعدد من المرشحين من اليمين المتشدد الذين فازوا بمقاعد في الكونغرس.

وقالت بايلن لدى وقوفها إلى جانب ترامب في مهرجان انتخابي في آميس (أيوا) إن «على الرئيس أن يحمينا اقتصاديا وعسكريا».

بايلن، التي صعد نجمها السياسي بعدما اختارها جون ماكين لتكون نائبته قبل أن يخسر السباق الرئاسي أمام باراك أوباما، اعتبرت أن ترامب «يعرف كيف يقود المسيرة».

ومستخدمة لغة الخطابات التي ساعدتها في استقطاب أنصارها إلى الحملة الانتخابية، أطلقت بايلن هتافات صاخبة، وابتسمت لترامب، عندما وجهت انتقادات لأوباما، واصفة إياه بأنه «القائد ضعيف الإرادة وسريع الاستسلام» الذي يقود من الخلف، لاسيما عندما يتعلق الأمر بمحاربة متطرفي تنظيم «داعش».

وقالت: «هل أنتم مستعدون لقائد يسمح لجنودنا بالقيام بعملهم والقضاء على داعش؟». وانتقدت بايلن الحزب الجمهوري مرارا لسعيه إلى إفشال ترامب. كما استخدمت جملتها المشهورة للسخرية من الصحافيين الذين قالت إنهم انتقدوها لسنوات. وقالت إن «وسائل الاعلام في حالة ارتباك، سنمرح كثيرا».

من جهته، أعرب ترامب عن فخره بدعم بايلن له. وقال «إنها صديقة وشخصية رائعة أكن لها احتراما كبيرا. أنا فخور بالحصول على دعمها». لكن هذا الدعم اعتبر بمنزلة صفعة للسناتور المحافظ تيد كروز المتعادل مع ترامب في ولاية أيوا، لكن حل في المرتبة الثانية على الصعيد الوطني. وكانت بايلن قادت حملة كروز خلال ترشحه إلى سباق مجلس الشيوخ في ولاية تكساس.

وقال كروز في تغريدة على «تويتر»: «من دون دعمها لم أكن لأصل الى مجلس الشيوخ»، مضيفا أنه «بغض النظر عما تفعله في عام 2016، سأكون دائما من المعجبين بها».

وكان ترامب بدأ يومه بتلقي دعم من ابنة الممثل الأميركي الشهير جون واين.

في هذا الوقت، كانت الأخبار تزداد سوءا لحملة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، حين نشرت قناة «سي إن إن» استطلاعا جديدا للرأي يظهر منافسها الرئيسي السناتور بيرني ساندرز متصدرا بفارق 27 نقطة في نيوهامشير، التي ستكون الثانية للتصويت في الانتخابات التمهيدية بعد أيوا.

وتصاعدت وتيرة الدعم لساندرز بـ10 نقاط منذ الاستطلاع الأخير الذي أجرته «سي إن إن» و»دبليو إم يو آر»، مع تلقيه دعما من 60 في المئة من الناخبين، في مقابل 33 في المئة لكلينتون.

تصريحات ترامب

في السياق، اعتبر ترامب في خطاب ألقاه في جامعة «ليبرتي» أنه «كان على واشنطن السيطرة على نفط العراق وتحتفظ به، فالمنتصر يحق له نيل الغنائم»، متسائلا: «ماذا كسبنا في العراق؟ لا شيء. بينما إيران الآن تسيطر على العراق. الجائزة الكبرى لإيران هي العراق وليس مبلغ الـ150 مليار دولار، وبوجود كل تلك الأموال لم تعد إيران مضطرة لبناء الأسلحة، إذ يمكنها شراء ما تريده من السوق».

ولفت ترامب الى أن «إيران ستكون دولة إرهابية فاحشة الثراء مع 150 مليار دولار»، مضيفا: «عندما رأيت مشهد بحارتنا وهم قيد التوقيف من قبل الإيرانيين الذين أجبروهم على الركوع، ووضع أيديهم خلف رؤوسهم أحسست بأننا أرى أصعب مشهد بحياتي، لا يمكننا بعد ذلك الحديث عن الأمور وكأنها اعتيادية، هناك فقدان للاحترام، هذا ما حصل لبلدنا، لقد فقدت احترامها»؟

إيران

وهاجم مرشحون جمهوريون محتملون للرئاسة رفع العقوبات عن إيران في إطار الاتفاق النووي الذي أبرم مع طهران، لكنهم اختلفوا فيما بينهم حول طريقة التعامل مع طهران في حالة وصولهم إلى مقعد الرئاسة في البيت الأبيض بعد انتخابات الثامن من نوفمبر.

ويمكن أن تنتظر إيران تحولا مفاجئا في العلاقات، ليصبح الوضع عدائيا أكثر إذا وصل رئيس جمهوري إلى البيت الأبيض في انقلاب على مساعي تدفئة العلاقات التي قادها الرئيس الديمقراطي باراك اوباما.

وقال جيب بوش حاكم فلوريدا السابق لمجلس العلاقات الخارجية في نيويورك أمس الثلاثاء «يمكنني القول إن إيران التي تتخذ وضعا عدائيا في المنطقة وتنظيم الدولة الإسلامية هما الخطران اللذان علينا أن نتعامل معهما، وعلينا أن نتصدى لهذه الطموحات من أول يوم».

وقال السناتور تيد كروز من تكساس والسناتور مارك روبيو من فلوريدا إنهما سيمزقان الاتفاق النووي ويبدآن من جديد على أساس قناعتهما بقدرة الولايات المتحدة على اقناع الحلفاء الأوروبيين بإعادة فرض العقوبات.

وقالت فيكتوريا كوتس مستشارة كروز للسياسة الخارجية: «سيكون على الأوروبيين أن يقرروا هل يريدون التعامل مع الاقتصاد الإيراني أم الاقتصاد الأميركي»؟

وقال مستشار لروبيو: إن سناتور فلوريدا يشعر بقوة أن إيران تغلبت على إدارة أوباما، وإن روبيو لن يبدأ في مناقشة تحسين العلاقات إلا إذا كانت طهران راغبة في احترام حقوق الإنسان وتغيير موقفها من إسرائيل. وقال روبيو الاسبوع الماضي في ساوث كارولاينا «سألغي هذا الاتفاق السخيف.»

نجل بايلن مقبوض عليه

قالت الشرطة في ألاسكا، أمس الأول، إن تراك بايلن (26 عاما)، الابن الأكبر للمرشحة الجمهورية السابقة لمنصب نائبة الرئيس سارة بايلن، قبض عليه، بعد أن استجابت السلطات لاتصال بشأن شغب منزلي في منزل بمدينة واسيلا بولاية ألاسكا.

وجاء في البيان: «كشف التحقيق ارتكاب تراك بيلن عنفا منزليا على امرأة، وترهيبها من الإبلاغ عن جريمة عنف منزلي وحيازة سلاح ناري وهو ثمل».